اغتيل جنرال في الجيش المصري، أمس، وأصيب جنديان آخران في هجوم مسلح نفذه مجهولون كانوا على متن سيارة شرق العاصمة المصرية القاهرة. وكانت مصادر أمنية مصرية أعلنت في بادئ الأمر عن مقتل عقيد في الجيش، قبل أن يؤكد هذا الأخير أن الضحية برتبة جنرال لقي مصرعه اثر تعرضه لطلقات نارية قاتلة لحظة خروجه من احد الفنادق بشرق القاهرة رفقة جنديين اثنين أصيبا بجروح متفاوتة الخطورة. وليست هذه المرة الاولى التي يستهدف فيها مسؤولون عسكريون وأمنيون سامون في مصر، إلى درجة أن السلطات المصرية تحصي المئات من أفراد الشرطة والجيش الذين لقوا مصرعهم في سلسلة الهجمات المسلحة والتفجيرات الانتحارية التي تعصف بمصر منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي، شهر جويلية من العام الماضي. وغالبا ما تتبنى هذه الهجمات مجموعات مسلحة متطرفة تتخذ من صحراء سيناء معقلا لها على غرار "أنصار بيت المقدس" التي أعلنت مؤخرا ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي ينشط في العراق وسوريا. وشهدت مصر أمس، حالة استنفار أمني جراء خروج مظاهرات ومظاهرات مضادة تخللتها مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين المناهضين للحكومة، أسفرت عن مقتل محتجين اثنين. وبينما قال حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن أحد القتلى تعرض لرصاصة قاتلة على مستوى الصدر، أكد احد أفراد عائلة الضحية رفض الكشف عن هويته أن القتيل محتج إسلامي اعتاد على المشاركة بانتظام في المظاهرات المناهضة للحكومة المصرية. وأضاف أن عناصر الشرطة فتحوا نيران أسلحتهم مباشرة على المحتجين في نفس الوقت الذي أكدت فيه وزارة الداخلية المصرية، أن عناصر الشرطة تعرضوا لإطلاق نار من قبل بعض المتظاهرين. وبالتزامن مع هذه الاحتجاجات المناوئة للسلطة تظاهر مئات الأشخاص بميدان التحرير بقلب القاهرة، وبمحافظات أخرى للتعبير عن دعمهم للقوات المسلحة المصرية في حربها على "الإرهاب". وكانت أجهزة الأمن المصرية شرعت منذ الخميس، في شن حملة اعتقالات واسعة مست أكثر من مئة شخص معظمهم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر على خلفية دعوات للتظاهر. وأكدت وزارة الداخلية المصرية، اعتقال ما لا يقل عن 107 أعضاء من الإخوان المسلمين" يشتبه في أنهم يسعون لتنظيم مظاهرات عنيفة". كما نشرت تعزيزات أمنية مشددة بالقاهرة، وأهم المدن والمحافظات الكبرى على غرار الإسكندرية والسويس وسيناء والدلتا والصعيد والمدن والساحات التي تستقطب المحتجين ضمن مسعى لمنع المتظاهرين من تنظيم مسيراتهم. وأطلق تنظيم ما يعرف باسم "الجبهة السلفية" التي تضم مجموعة من الشباب المنشق عن "الدعوة السلفية" نداءات لأنصاره للخروج في مظاهرات عارمة برفع المصاحف للمطالبة ب«فرض الهوية الإسلامية"، فيما ناشد مدير أمن القاهرة المواطنين عدم النزول الى الشوارع . وذكرت وزارة الداخلية المصرية، أن "قوات الشرطة والجيش نجحت في إحباط المرحلة الأولى من مخطط الفوضى والعنف الذي دعت إليه بعض الجماعات المتطرفة والذي كان مقررا له بعد صلاة فجر أمس".