استيقظت مصر، أمس، على أعنف هجوم يستهدف قواتها الأمنية منذ عدة سنوات، راح ضحيته ما لا يقل عن 26 شرطيا بمنطقة سيناء.ولقي ما لا يقل عن 26 شرطيا مصرعهم في هجوم دام استخدمت فيه قذائف الهاون والسلاح الأوتوماتيكي ضد سيارتين للشرطة كانتا متوجهتين إلى مدينة رفح المصرية عبر الحدود مع قطاع غزة. وبعد ساعات قليلة من الهجوم الدامي في سيناء، قتل ضابط شرطة في هجوم استهدفه بمدينة العريش عاصمة شمال سيناء في وقت قتل فيه شخصان وتم إيقاف ثالث لدى محاولتهم مهاجمة عناصر من الشرطة وعسكريين بمنطقة الفيوم بجنوب القاهرة. وبينما وجهت وزارة الداخلية المصرية أصابع الاتهام إلى من وصفتهم ب«الإرهابيين” كشفت مصادر أمنية أنه تم اعتقال ثلاثة من المسلحين الذين نفذوا هجوم أمس ضد قوات الأمن دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل حول حيثياته. ومباشرة بعد الهجوم، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” أن السلطات المصرية أعادت إغلاق معبر ربح المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم والذي كان أعيد فتحه السبت الأخير بعدما أغلق الاسبوع الماضي على خلفية التطورات الدامية بمصر. وقال ماهر أبو صبحة مدير المعابر في الجانب الفلسطيني أن ”الجانب المصري أبلغنا رسميا بإغلاق المعبر في كلا الاتجاهين بسبب الأوضاع الأمنية في شمال سيناء”. وحسب المسؤول الفلسطيني فإن ”الجانب المصري لم يحدد موعدا لإعادة فتح المعبر”. وهو ما جعله يطالب السلطات المصرية ب«فتح معبر رفح بما يتناسب مع حرية السفر والتنقل لجميع المواطنين بلا استثناء”. ويأتي هجوم أمس في أوج أزمة سياسية مستعصية تعيشها مصر إلى درجة أنه أعاد لأذهان المصريين مشاهد أعمال العنف التي عايشوها تسعينيات القرن الماضي والتي اقترنت بجماعات جهادية متطرفة أسفرت عن مقتل 1300 شخص. وفي الوقت الذي تعيش فيه مصر على وقع حالة الطوارئ قدرت السلطات المصرية عدد القتلى في صفوف قوات الأمن ب75 رجل أمن جراء أعمال العنف الأخيرة التي تعصف بصحراء سيناء منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في الثالث جويلية الماضي. يذكر أن قوات الأمن المصرية كانت قد نشرت تعزيزات أمنية بصحراء سيناء من أجل محاربة الجماعات المسلحة المتطرفة التي تتخذ من هذا الجزء من الاراضي المصرية مواقع خلفية لشن هجماتها. بالتزامن مع ذلك، عاد هدوء حذر أمس إلى شوارع العاصمة القاهرة التي شهدت عودة الحركة العادية للسيارات والأشخاص وسط دعوات ائتلاف الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي بتنظيم مسيرات ومظاهرات احتجاجية في إطار ما أسماه ”بأسبوع رحيل الانقلاب”. ولكن مشهد الهدوء لم يكن نفسه بمنطقة الجبل الأصفر التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية التي شهدت اندلاع اشتباكات عنيفة بين أنصار الإخوان المسلمين والأهالي استخدمت فيها الأسلحة النارية والعصي. واندلعت الاشتباكات بعد تنظيم الإخوان مسيرة لهم للتنديد بالأحداث الجارية بالبلاد وأسفرت عن مقتل أحد أعضاء الجماعة إثر أصابته بطلق ناري وإصابة آخر. ورغم استمرار حالة التوتر عموما على المشهد المصري إلا أن وزير الخارجية نبيل فهمي اعتبر أمس أن ”مصر تسير على الطريق الصحيح”. وقال خلال لقائه بنظيره السوداني بالعاصمة الخرطوم ”نعم هناك أزمة ولكننا على الطريق الصحيح وأنا أثق في المستقبل”. وتزامنت تصريحات رئيس الدبلوماسية المصرية مع الوقت الذي أكدت فيه المملكة العربية السعودية استعداد الدول العربية لتعويض كل نقص في المساعدات المالية الخارجية الموجهة لفائدة القاهرة. وجاء موقف الرياض تعقيبا على معلومات أشارت إلى إمكانية وقف الولاياتالمتحدةالأمريكية لمساعدتها المالية المخصصة لمصر وفي الوقت الذي اجتمع فيه سفراء الاتحاد الأوروبي لتقييم العلاقات الأوروبية المصرية.