حملة الاعتقالات بدأت قبيل الاحتجاجات والقاهرة تحوّلت إلى ثكنة عسكرية قتل ضابطان في الجيش المصري وأصيب آخرون في هجومين منفصلين أمس الجمعة بالقاهرةوالقليوبية. وجاء الهجومان في خضم مظاهرات دعت إليها الجبهة السلفية والإخوان المسلمون، وقمع الأمن بعضا منها، في ظل تأهب أمني واسع. قالت مصادر أمنية إن مسلحين أطلقوا النار من داخل سيّارة على العميد واثنين من أفراد حراسته عندما كانوا يغادرون فندقا بمنطقة جسر السويس شرقي القاهرة. وقتل العميد فورا، وأصيب مرافقاه. وفي منطقة أبو زعبل التابعة لمحافظة القليوبية شمالي القاهرة، فتح مسلحون النار على موقع للجيش، مما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة مجند. ونقلت وكالة رويترز عن مدير أمن القليوبية اللواء محمود يسري أن الضابط كان في دورية تأمّن منطقة أبو زعبل تحسبا للمظاهرات التي دعت إليها الجبهة السلفية. من جهته، قال الصحفي محمد خالد للجزيرة إن مجندا قتل وأصيب ضابط في هجوم أبو زعبل بالقليوبية. وكان آلاف من الجيش والشرطة المصريين انتشروا بكثافة في الشوارع الرئيسية وحول الميادين في القاهرةوالإسكندرية ترقبا لمظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة. وشمل هذا الانتشار غلق ميادين القاهرة -بينها ميدانا التحرير ورابعة العدوية- كما لوحظ انتشار أمني وعسكري كثيف في الإسكندرية. وبصورة متزامنة، نفذ الأمن المصري حملات دهم في مدن وقرى بمحافظات عدة اعتقل خلالها أكثر من مائة من معارضي الانقلاب العسكري. وتحدث ناشطون عن اعتقال نحو مائتين، في حين ذكرت وزارة الداخلية أنه تم اعتقال 89 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مختلف أنحاء البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف إن الوزارة رصدت (استقرارا) للوضع الأمني قبيل صلاة الجمعة، مشيرا إلى أن الداخلية شرعت قبل يومين في تنفيذ خطة لحماية البلاد. وتحدث عبد اللطيف عن اكتشاف سبع عبوات ناسفة صباح اليوم في كل من القاهرةوالإسكندرية وبني سويف والزقازيف. تأهب وقمع رفضت الجبهة السلفية -وهي أحد مكونات التحالف الوطني لدعم الشرعية- تأجيل المظاهرات التي أطلقت عليها (انتفاضة الشباب المسلم)، والتي قالت إن المشاركين فيها سيرفعون فيها المصاحف. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية مصطفى البدري إن الجبهة حريصة على سلمية المظاهرات، لكنه أضاف أن ممارسات من سماهم الانقلابيين المتمثلة في القمع والقتل الممنهج تدفع بعض الناس إلى الانتصار لأنفسهم ومحاولة استعادة حقوقهم. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد دعت إلى الاحتشاد في كل ميادين وشوارع مصر، والالتزاِم بالسلمية مع تجنب الوجود في أماكنِ تمركز الجيش والشرطة. من جهتها، قالت الجماعة الإسلامية المصرية في بيان خاص إنها لن تشارك في مظاهرات اليوم، ودعت إلى توافق بين كافة القوى الثورية. يشار إلى أن حزب النور السلفي -الذي أيد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي- أعلن معارضته الشديدة لمظاهرات الأمس. وفي مقابل الدعوات إلى التظاهر ضد القمع الأمني وللمطالبة بمحاكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلقت السلطات تحذيرات شديدة اللهجة وتهديدات بإطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين. وتزامن ذلك مع انتشار واسع لقوات الجيش والشرطة، خاصة حول المنشآت الحيوية. وقد خرجت قبيل صلاة الجمعة مظاهرات في عدد من المحافظات المصرية، وتدخلت قوات الأمن لتفريق متظاهرين بالقوة في أكثر من مكان. ففي محافظة كفر الشيخ هاجمت قوات الأمن بالخرطوش وقنابل الغاز المدمع مسيرة انطلقت تحت شعار (انتفاضة الشباب المسلم). وقال شهود عيان إن محتجين قطعوا الطريق وأضرموا النار في إطارات السيارات، في محاولة لصد هجوم قوات الأمن على المسيرة، كما سجلت مظاهرات في محافظة البحيرة وفقا لناشطين. وفي محافظة المنيا، خرجت المسيرات قبل أداء صلاة الجمعة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ووقف التعذيب داخل السجون ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين منذ الانقلاب. توقيف أزيد من 100 شخص قبيل التظاهرات أعلنت الشرطة المصرية صباح الجمعة توقيف 107 أشخاص يشتبه في أنهم متظاهرون إسلاميون ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة قبيل تظاهرات مرتقبة للسلفيين، فيما رفعت قوات الأمن من تأهبها في القاهرة ومختلف مدن البلاد. وكانت الجبهة السلفية إحدى أكبر كيانات السلفيين في مصر والداعمة للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، دعت أنصارها إلى التظاهر الجمعة عبر البلاد (لإعلان هوية مصر الإسلامية ورفض التبعية للهيمنة الصهيونية والغربية ولإسقاط حكم العسكر). وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف في بيان أنه جرى توقيف هؤلاء الأشخاص الخميس والجمعة في عدد من محافظات البلاد، وأشار إلى أنه تم (إلقاء القبض على المتهمين أثناء محاولتهم القيام بأعمال عنف وتخريب وترويع للمواطنين). وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين دعمها للتظاهرات التي دعت إليها الجبهة السلفية دون أن تدعو أنصارها بشكل صريح إلى المشاركة بها. وقال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في تصريحات للصحافيين قبل أيام: (نحن مستعدون لمواجهة أي أعمال عنف بكل حسم بالقانون).