يلاحظ في مختلف بلديات ولاية أدرار، بعد مرور سنتين من عهدة المجالس المنتخبة، أن ضروريات الحياة أصبحت محققة في أغلب قصور الولاية، في انتظار المزيد من العمل المنسجم لتحقيق تطلعات السكان، رغم تعثر سير الشؤون المحلية ميدانيا، في وقت أصبحت بعض البلديات، مثل تمنطيط، نموذجا يحتذى به في الانسجام والتكامل وتحقيق انشغالات السكان، ويجمع معظم من تحدثنا إليهم من خلال هذا الاستطلاع، أن جل المجالس تعرف حركية ونشاطا، رغم وجود بعض الصعوبات. تبين من خلال استطلاعنا ومناقشتنا للموضوع مع أطراف ذات صلة، أن هناك مجالس بلدية منتخبة حققت نسبا متفاوتة من حيث تجسيد المشاريع الجوارية التي كانت بالأمس القريب، مطلبا ملحا من طرف جمعيات الأحياء، كونها ذات أولوية، ووعد بتحقيقها المنتخبون في برامجهم المحلية. تمنطيط النموذج المحلي الناجح من بين البلديات الناجحة؛ تمنطيط التي تعتبر نموذجا يحتذى به في تحقيق عدة مشاريع، غيرت وجه المنطقة إلى الأحسن، وهو نابع من قناعة منتخبي البلدية التي يترأسها السيد سويلم علال الذي كانت عضويته في المجلس البلدي قديمة منذ سنة 2002، واستطاع حسب سكان المنطقة أن يكوّن مجلسا منسجما بإشراك فعاليات المجتمع المدني ورؤساء الأحياء في تسطير أي برنامج أو عملية تنموية، مما ولّد ثقة كبيرة متبادلة بين الأطراف، ومن بين المشاريع التي حسنت الإطار المعيشي لسكان تمنطيط؛ حل مشكل قنوات الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب وفتح المسالك بين القصور والإنارة الريفية وتزويدها بالغاز الطبيعي، وإنجاز ثانوية وبيت للشباب ومرافق شبانية. وحسب آراء السكان حول تقييم نشاط المجلس البلدي منذ مرور سنتين على العهدة الحالية، هناك العديد من المشاريع التي كانت مطلبا ملحا، تحققت بفعل فتح قنوات الحوار المباشر مع المواطنين، حيث تم تحسين الخدمة العمومية بإنجاز مصلحة جديدة للحالة المدنية وقاعات علاج وبعض المرافق الهامة، وتشجيع المهتمين بالصناعة التقليدية والحرف، فضلا عن قطاع الفلاحة الواحاتية، بترميم الفقارات المائية وتحسين التهيئة العمرانية. الوجه الجديد لأوقروت يترجم نجاح التسيير كما حققت بلدية أوقروت التي تبعد ب 130 كلم عن عاصمة الولاية، نتائج جيدة في مجال التنمية المحلية ومدى الاستجابة إلى طموح مواطنيها، ويكتشف كل من يزور المنطقة التي تطل على الطريق الوطني رقم 6 ذلك الوجه الجديد، عكس ما كان في الماضي، حيث وفرة المرافق الضرورية والطرق والأرصفة المهيأة والاهتمام بالمساحات الخضراء ووفرة مرافق الشباب، من مسبح وبيت للشباب ودار للشباب وغيرها من المشاريع القطاعية، للدلالة على العلاقة الجيدة بين منتخبي البلدية ومديري القطاعات، جراء نسج سياسة تنموية ناجعة، إضافة إلى القفزة النوعية في عالم الفلاحة، من حيث توزيع الأراضي على العديد من الفلاحين الذين حققوا اكتفاء في إنتاج مختلف الخضروات. الانسداد أفشل التسيير الحسن ببلدية أدرار عرفت بعض المجالس المنتخبة تعثرا في التسيير وتعطيل بعض المشاريع المحلية، وانعكاس ذلك على نظافة المحيط، مثلما هو الحال ببلدية أدرار، بسبب الانسداد الحاصل، ويأمل السكان أن تتخطى البلدية هذه المرحلة الحرجة، خاصة بعد تدخل الوالي وتعيين الأمين العام لتسيير شؤون البلدية.وأكد ممثلو العديد من جمعيات الأحياء بمدينة أدرار، أن البلدية لم ترق إلى المستوى المطلوب وأن بعض المشاريع تحققت وأخرى متعثرة، حيث يطرح سكان أدرار مشكل الإنارة العمومية، خاصة مع التوسع العمراني الكبير، ونقص تهيئة الطرق والأرصفة، لكن رغم ذلك، هناك مشاريع تجسدت بفضل حرص بعض المديريات وتدخلها، كالتجارة، حيث ساهمت في القضاء على الأسواق الفوضوية بإنجاز 4 أسواق جوارية ب 24 مليار سنتيم بأمر من والي الولاية، قصد تفعيل المشاريع الجوارية دون انتظار المجلس البلدي، وأضاف بعض مديري القطاعات بولاية أدرار أن العلاقة مع مختلف المجالس المنتخبة "عموما" جيدة ومتكاملة، وأن المديريات تتخذ القرارات بشأن تجسيد المشاريع المحلية كالمستشفيات، محطات النقل، الهياكل التربوية ومراكز التكوين المهني وغيرها. رغم الصعوبات .. مشاريع تحققت ببرج باجي مختار وتيميمون ويعترف رئيس بلدية برج باجي مختار، السيد انقيدة سلسلي، أنه رغم بعض الصعوبات التي تعترض تجسيد المشاريع المحلية في المنطقة التي تبعد عن مقر الولاية بأكثر 750 كلم، في جلب مختلف مواد البناء، إلا أن الوزير الأول خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، أشاد بوفرة الهياكل الصحية الرياضية والشبانية، وكذا تعبيد الطرق المزدوجة بوسط المدينة والأرصفة، مع تخصيص مساحات كبيرة للتنزه والترفيه، لكن "المير" يشكو غياب سوق جوارية، أما ببلدية تيميمون ذات الطابع السياحي التي عرفت هي الأخرى تنفيذ عدة مشاريع قطاعية، فإن عدة جمعيات محلية تؤاخذ منتخبيها على عجزهم في تنظيم الأسواق الفوضوية وعدم حل مشكل انتشار القمامات.