أعرب سكان ولاية بجاية عن عدم رضاهم عن مردود المجالس البلدية المنتخبة بعد مرور عامين على انتخابها، فيما أكد المنتخبون أنهم يتواجدون بين مطرقة المواطنين وسندان غياب الموارد المالية اللازمة من أجل الاستجابة لتطلعات السكان، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع المحلية. وخلال الجولة التي قمنا بها عبر بعض البلديات، حيث استجوبنا السكان حول مردود المجالس المحلية، سجلنا إجماع المواطنين على انتقاد مردود المجالس المنتخبة التي - حسبهم لم تستجب لتطلعاتهم من خلال المشاريع الكثيرة التي لم يتم تجسيدها على غرار مشكل الطرقات، السكن، الربط بغاز المدينة وغيرها.. ويبدو أن المشكل الذي جعل المنتخبين المحليين لا يستجيبون لتطلعات السكان هو غياب التنسيق بين مختلف المديريات من أجل إنجاز بعض المشاريع، وهو ما يؤثر غالبا على التنمية المحلية عبر العديد من البلديات التي تشتكي نقائص كثيرة. خلافات بين التشكيلات السياسية وراء الانسداد يبقى المشكل الذي تشتكي منه بعض البلديات على مستوى ولاية بجاية، والذي ساهم بشكل كبير في تأخر تجسيد المشاريع التنموية، هو الخلافات التي نسجلها بين مختلف التشكيلات السياسية وبين المنتخبين والتي ينتج عنها الانسداد، كما هو عليه الحال في بلديات آقبو، وادي غير، سوق أوفلا وبرباشة والتي أثرت سلبا على مجال التنمية، وقد دفع هذا الانسداد بالسكان لمطالبة المصالح المعنية، وعلى رأسها الوالي بضرورة التدخل من أجل إخراج المنطقة من العزلة في ظل إصرار كل الأطراف المتنازعة على التمسك بموقفها. ورغم تدخل والي الولاية والعقلاء، إلا أن الأمور لا تزال على حالها في هذه البلديات. غياب الموارد المالية سبب ضعف المردود بالإضافة إلى مشكل الانسداد الذي يعتبر من بين الأسباب التي جعلت المنتخبين المحليين لا يستجيبون لمطالب المواطنين في الكثير من المجالات، فإن غياب الصلاحيات والإعانات الضعيفة التي تقدمها المصالح المعنية تعتبر من بين أسباب تراجع المشاريع المحلية - مثلما أكده بعض منتخبي المجلس الشعبي الولائي - الذين اعتبروا أن قانون البلدية الجديد حرم رؤساء البلديات من عدة صلاحيات. ويطالب المنتخبون المحليون بضرورة إعادة الاعتبار للمجالس المنتخبة مستقبلا من أجل الاستجابة لتطلعات السكان، خاصة في ظل النقائص الكثيرة التي تشتكي منها مختلف الأحياء والقرى بالبلديات النائية، كما أن المشاريع المحلية غائبة أمام عجز "الأميار" على تجسيد كل المشاريع التنموية المسطرة خلال عهدتهم الانتخابية.