مواطنون يطالبون برحيل «الأميار» ومجتمع مدني يرافع لصالح المنتخبين إذا كانت المسؤولية جماعية فيما يخص الإخفاق في تسيير شؤون البرامج التنموية بولاية بجاية، فإن المنتخبين المحليين غالبا ما يكونون عرضة لعدة انتقادات من طرف المواطنين الذين أصبحوا لا يعترفون بدور المسؤولين في المجالس المنتخبة، في إطلاق المشاريع التي من شأنها أن تدفع بعجلة التنمية عبر العديد من مناطق وبلديات الولاية، حيث تضاربت الآراء حول مردود المنتخبين على مستوى المجالس البلدية والولائية، رغم أن العدد الكبير من ممثلي المجتمع المدني يحمّلون رؤساء البلديات مسؤولية ضعف التنمية، في وقت تجمع الجمعيات المحلية التي تنشط في مختلف القرى وأحياء الولاية على أن المسؤولية تبقى مشتركة بين كل المنتخبين والمواطنين. ويجمع الكثير من الملاحظين أن ولاية بجاية تعتبر من بين الولايات التي تشهد أكثر عدد من الاحتجاجات، حيث لا يمر أسبوع دون أن يخرج المواطنون إلى الشارع من أجل التعبير عن عدم رضاهم بمردود السلطات المحلية التي - حسبهم- قصرت في حقهم، من خلال عدم التكفل بمطالبهم المتعلقة بإنجاز بعض المشاريع التنموية، على غرار إصلاح الطرقات، الربط بالمياه الشروب وغيرها.
المواطنون يحمّلون «الأميار» مسؤولية الإخفاق
ويرى العديد من المواطنين القاطنين في بعض مداشر وأحياء بلدية بجاية، على غرار حي إحدادن أوفلا، تاغزوت وبوخيامة، أن المنتخبين المحليين فشلوا في أداء مهامهم بدليل الغياب الكلي للمشاريع التنموية بأغلب أحياء الولاية، حيث أكد (م. محمد) مهندس معماري قائلا؛ «تفتقر الكثير من الأحياء ببلدية بجاية للمشاريع التنموية، حيث أن الطرق تتواجد في حالة يرثى لها، دون أن يتم التكفل بها من طرف مسؤولي البلدية لأسباب تبقى مجهولة، كما أن المجلس الشعبي البلدي الحالي فشل في أداء مهامه على أكمل وجه، بدليل كثرة الاحتجاجات في الآونة الأخيرة، ومطالبة السكان بالتكفل بمشاكلهم العالقة، وهو ما يؤكد أن المسؤولية تتحملها البلدية وكذا المجلس الشعبي الولائي الذي لا يقوم بزيارات ميدانية من أجل الوقوف على النقائص التي يواجهها السكان بمختلف القرى والأحياء. ورغم أن المجتمع المدني والمواطنين يحمّلون المنتخبين المحليين مسؤولية الإخفاق في إنجاز بعض المشاريع التنموية، خاصة على مستوى بعض البلديات الريفية التي تراجعت بها وتيرة تجسيد المشاريع التنموية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المنتخبين الذين تحدثنا إليهم دافعوا عن أنفسهم من خلال المشاكل العديدة التي يواجهونها في تجسيد بعض المشاريع، لأسباب مختلفة منها؛ ضعف ميزانيات البلديات، حيث أكد لنا أحد مساعدي رئيس بلدية بوخليفة أن البلديات الريفية لا تزال تواجه ضعف الأغلفة المالية التي تستفيد منها كل سنة، والتي تعتبر قليلة جدا مقارنة بالنقائص المسجلة بهذه البلديات، مغتنما هذه الفرصة من أجل مطالبة السلطات المعنية لإعادة النظر في الميزانية المقدمة للبلديات.
الحركة الجمعوية ترافع للمنتخبين المحليين بسبب قلة الميزانية
وعلى عكس السكان الذين لا يضيعون أي فرصة لانتقاد المسؤولين المحليين، خاصة على مستوى البلديات، بسبب المشاكل التي يتخبطون فيها دون أن يتم التكفل بها، فإن الجمعيات الناشطة بمختلف الأحياء ومناطق الولاية يجمعون على أن المنتخبين المحليين على مستوى المجالس المنتخبة، سواء الولائية أو البلدية، لا يتحملون مسؤولية غياب المشاريع التنموية الكبيرة، حيث أكد السيد عوادن سالم من جمعية «أسيرم نتدوكلي»، أن ضعف ميزانيات البلديات من بين الأسباب التي جعلت قطاع التنمية يعاني عجزا كبيرا في مختلف المجالات، حيث أنه وباستثناء بلدية بجاية التي تستفيد من مبالغ ضخمة، فإن البلديات الأخرى لا تستطيع الاستجابة لكل مطالب السكان، كما أن المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي غالبا ما تكون مهمتهم مقتصرة على إيجاد الحلول للمشاكل المتواجدة بخصوص المشاريع العالقة لأسباب مختلفة، كما اعتبر عباس محمود من جمعية «تيويزي» لحي بوخيامة، أن السلطات العمومية وعلى رأسها الولاية، مطالبة بإعادة النظر في الميزانيات التي تقدم للبلديات من أجل السماح لها بإنجاز مختلف المشاريع التي يطالب بها المواطنون. كما أن المشكل العويص الذي تواجهه السلطات العمومية ومنتخبو المجلس الشعبي الولائي، هو اعتراضات المواطنين على إنجاز بعض المشاريع التنموية ذات المنفعة العامة، حيث تعتبر بلدية تيزي نبربر بشرق الولاية، وبلدية صدوق من بين العينات التي سجلناها في الآونة الأخيرة فيما يخص رفض السكان لبعض المشاريع، حيث يواجه سكان أحد قرى تيزي نبربر مشكل عدم وصول أنبوب الغاز إلى منطقتهم، بسبب رفض بعض المواطنين مرور هذا الأنبوب على أراضيهم، كما أن بعض السكان ببلدية صدوق أقدموا مؤخرا على غلق المفرغة العمومية المتواجدة عبر تراب البلدية لأسباب تبقى مجهولة، حيث عجز المنتخبون على مستوى المجلس الشعبي الولائي من إيجاد الحلول اللازمة، رغم المساعي الكثيرة التي قاموا بها.
سكان الأرياف يطالبون رؤساء بلديات بالرحيل
عبّر العديد من سكان الأرياف الذين التقتهم «المساء»، عن انتقادهم لواقع التنمية ببلدياتهم، خاصة ما تعلق بوضعية الطرقات المهترئة، غياب الماء الشروب وغيرها، وهو ما جعل سكان قرى آيت رزين الواقعة غرب ولاية بجاية يؤكدون على إخفاق المسؤولين المحليين في التكفل بمطالبهم، كما أن أغلب المواطنين بقرى بلدية تيشي وبوخليفة لا يزالون يواجهون مشاكل عديدة، على غرار غياب المياه الصالحة للشرب، الطرقات المهترئة، مشكل السكن والشغل وغيرها، والتي جعلت المواطنين يعيشون أوضاعا صعبة، في انتظار قدوم منتخبين جدد من أجل تحسين الوضعية، مطالبين في نفس الوقت برحيل المسؤولين الحاليين الذين –حسبهم– فشلوا في تحقيق ما يسعى إليه المواطن.