اختارت الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية وبرمجة معرضها الخاص بالحرف التقليدية، الذي حمل شعار "أصالة وإبداع الشباب"، تزامنا والعطلة الشتوية للأطفال، وذلك لخلق فضاء مختلِف، يكتشف من خلاله المتمدرسون ما تزخر به الجزائر من حرف تقليدية. لم تكتف فيدرالية الحرف بتنظيم المعرض الذي عرف مشاركة 25 حرفيا في مختلف الصناعات التقليدية، على غرار صناعة الجلود، النحاس، الخزف والسلالة فقط، بل سطرت العديد من البرامج الخاصة بالأطفال، حسب رضا يايسي رئيس الفيدرالية، الذي قال: "بمناسبة العطلة، نظمنا على مستوى المركز الثقافي لبلدية الأبيار، معرضا للصناعات التقليدية، الذي ارتأينا من خلاله استهداف الأطفال من الذين لا يجدون أماكن يقصدونها للترفيه. ولأن الصناعة التقليدية لا تستهوي كثيرا هذه الشريحة من المجتمع، طلبنا من الحرفيين المشاركين بالمعرض خلق جو مفعم بالحيوية، من خلال تنظيم ورشات حية، يتم فيها تعليم الأطفال المراحل التي تمر بها مختلف المشغولات التقليدية إلى أن تقدَّم في حالتها النهائية". ومن جملة الأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلال هذا المعرض، يقول محدثنا: "غرس ثقافة حب الصناعة التقليدية لدى الأطفال في سن مبكرة، بتقريبهم من الحرفي والدردشة معه حول أصلها، والمادة التي تُستخدم فيها، وطريقة العمل، وتمكينه أيضا من المشاركة في الورشة، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى، نُعلّم هذه الفئة حب المنتوج الوطني، والوثوق فيه ليحسنوا الدفاع عنه فيما بعد". وعند تجول "المساء" بأجنحة المعرض الذي يدوم إلى غاية الخامس من شهر جانفي المقبل، وقفنا على تردد عدد من الأطفال رفقة ذويهم على المعرض، حيث سعى بعض الحرفيين لعرض البرنامج المخصص لهذه الفئة، وهو الأمر الذي لقي ترحيبا من الأولياء، خاصة أن الأماكن الترفيهية بالعاصمة تُعد على الأصابع، وتعرف ازدحاما كبيرا خلال العطلة. وفي دردشتنا مع بعض الأولياء، قالت السيدة سهيلة إنها تسكن بالأبيار، ويتعذر عليها التفرغ لاصطحاب أولادها إلى بعض المرافق الترفيهية، مثل حديقة الحيوانات ببن عكنون، بحكم انشغالها بالعمل من ناحية، وبالنظر إلى زحمة حركة المرور التي تعرفها الطرقات، وتحديدا في الفترة المسائية، وبالتالي فإن تخصيص بعض البرامج الترفيهية للأطفال بمقر سكناهم، مبادرة تستحق الشكر. وبهذه الطريقة يمكن لأطفال بلدية الأبيار الاستفادة من مختلف الأنشطة التي تُعدها فيدرالية الحرف، وهو ذات الانطباع الذي لمسناه لدى سيدة أخرى كانت تتفحص رفقة ابنتها الأحذية المصنوعة من الجلد، وتراقب الشاب الذي كان بورشته يعمل، حدثتنا قائلة: "مثل هذه الورشات تساعد كثيرا البالغين والأطفال على حد سواء، على الاطلاع على كيفيات تشكيل مختلف الصناعات التقليدية، وتسهم في تثقيف الأطفال، وتعطيهم صورة واضحة عن موروثهم التقليدي. إن تخصيص مثل هذا الفضاء للأطفال غاية في الأهمية؛ كونه يُخرج أبناءنا من نمط العطل الكلاسيكية". وعلى هامش المعرض التقليدي، كانت رئيسة جمعية تواصل الأجيال حاضرة لتعرض هي الأخرى، برنامجها الخاص بالعطلة، والذي يتمثل، حسب نادية أوفر رئيسة الجمعية، في الإشراف على دورات تدعيميه في مختلف المواد الدراسية؛ قالت: "إلى جانب الترفيه والتسلية تُعتبر العطلة فرصة أيضا لتدارك النقائص بالنسبة لبعض المتمدرسين، الذين حازوا على نتائج ضعيفة في الفصل الأول، لهذا اقترحنا تخصيص بعض السويعات بالمركز الثقافي بالأبيار، للإشراف على تقديم دروس تدعيمية، يقدمها أساتذة متطوعون بالجمعية".