نظمت مؤسسة ”فنون وثقافة” بالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعة التقليدية مؤخرا، معرضا للحرف التقليدية بمناسبة شهر التراث، شارك فيه 25 حرفيا من مختلف بلديات العاصمة. استقطب هذا المعرض جمهورا غفيرا استحسن الإبداعات التي جادت بها أنامل الصناع من مختلف الفئات العمرية. تحت شعار ”تراثنا فخر لنا” ككل مناسبة وطنية، دأب الاتحاد العام للتجار والحرفيين على القيام بمبادرات بغية تثمين مجهودات الحرفي الذي لا يزال يحاول جاهدا المحافظة على التراث الأصيل، رغم كل التهديدات التي تواجهه في السوق التنافسية. التقت ”المساء” خلال زيارة قامت بها إلى رواق ”مصطفى كاتب” الذي احتضن معرض الصناعة التقليدية، بالسيد رضا يايسي رئيس الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعة التقليدية، الذي أشار إلى أن هذا المعرض جاء بهدف ضمان فرصة للحرفيين الجدد قصد البروز في عالم الصناعة التقليدية والاحتكاك بقدامى المهنة الذين مثلوا ضيوف الشرف في المعرض. كما كانت هذه المبادرة فرصة للتعريف بالمنتج الوطني الذي أضحى ينافس المنتجات الأجنبية، خصوصا أن بعض الحرفيين أصبحوا مؤخرا يراعون المقاييس العالمية فيما يخص الجودة أو الجمال، وكذا السعر الذي يتوافق مع روعة القطعة وأصالتها. احتضن المعرض 4 ورشات؛ إحداها للجلود وأخرى لصناعة الأواني الطينية، إلى جانب النقش على النحاس والنحاس المنفوخ. ويرى رئيس الفيدرالية الذي عمد إلى تسطير برنامج غني في الآونة الأخيرة (خاصة سنتي 2013 2014)، إلى تكثيف هذا النوع من المعارض التي تجذب الزوار بشكل كبير، خصوصا السياح الذين يعشقون الصناعة التقليدية ويفضلون القطع الأصيلة والفريدة من نوعها. وأشار السيد يايسي إلى أن الصناعة التقليدية تلعب دورا كبيرا في تطوير السياحة الوطنية، إذ يمكن من خلالها اكتشاف جوانب عديد من التراث الجزائري الأصيل. وفي مقام آخر، أشار رئيس الفيدرالية إلى أن الحرفي لا يزال يعاني من بعض المشاكل التي لابد من إيجاد حلول لها لتسهيل مهامه، خصوصا في مجال التسويق، وأضاف بأن الفيدرالية تخطط بهدف تنظيم منتديات لفائدة الحرفيين، ويخصص كل ”فوروم” لحرفة معينة يجمع خلالها العديد من الحرفيين في مجال واحد، قصد تبادل الخبرات وإعطاء اقتراحات مفادها تطوير الحرفة، إلى جانب إعطائهم الكلمة بغية طرح مختلف انشغالاتهم التي تعيق أعمالهم الفنية. وأضاف نفس المتحدث أن الفيدرالية تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية والوزارة الوصية، من أجل مساعدة الحرفي في الحصول على المادة الأولية التي أصبحت تشكل هاجسا في مساره الحرفي. وبالمناسبة، ثمن السيد رضا يايسي المنتج الجزائري التقليدي الذي وصفه ب”عالي الجودة” والجمال الرائع، الذي ينجح لو أعيد له الاعتبار، خاصة أن هذه المنتجات تتميز بالسعر المعقول باعتبارها لا تتداول بين العديد من التجار، مما يُخضِع سعرها لأعباء المواد الأولية، إلى جانب تعب الحرفي.