بعد أن كان عرضة للإهمال والتسيب لسنوات طويلة، يستعد المركّب الرياضي للرويبة لاسترجاع بريقه، وسيسمح ذلك بعودة كثير من الرياضيين الذين هجروه نتيجة تدهور منشآته الرياضية وضعف التسيير الذي حال دون ضبط صيانة حقيقية لهذه المنشأة الرياضية، بعد أن أهملتها المجالس الشعبية البلدية، التي تعاقبت على دائرة الرويبة في السنوات الأخيرة، لاسيما في العهدة الفارطة، التي قام المجلس البلدي أثناءها بفسخ عقود الحرفيين الذين كانوا مكلفين بصيانة أجهزة المركّب. وقد كانت البلدية الحالية منذ انطلاق عهدتها، محل ضغط كبير من الفرق والأندية والجمعيات الرياضية المحلية، وحتى من عائلات رياضيي الفئات الصغرى، حيث طالب الجميع بإنقاذ الوضعية غير المريحة للمركّب الرياضي، وقامت البلدية كإجراء أولي، بترميمات على أرضية ميدان كرة القدم وغرف تبديل الملابس، وإعادة تشغيل أجهزة تسخين المياه لصالح الرياضيين، الذين كانوا يضطرون عند نهاية حصصهم التدريبية، إلى التوجه إلى المرشات العمومية، غير أن البلدية أدركت بسرعة، أن المركّب في حاجة ماسة إلى إعادة تهيئته بشكل كامل، فقررت تخصيص مبلغ مالي ضخم قُدر ب 240 مليار سنتيم من أجل إعطاء حلة جديدة لهذه المنشأة الرياضية. وسيأخذ ملعب كرة القدم حصة الأسد في مجال الإنفاق المالي، حيث ستتعرض كل ملحقاته للتجديد بدءا بأرضية الميدان، التي سيكسوها عشب طبيعي من الجيل الخامس، وستهيأ بطريقة تقنية عصرية، تسمح، بشكل خاص، بوضع قنوات صرف مياه الأمطار على جوانب الملعب؛ من أجل منع تجمّعها فوق أرضية الميدان. وإلى جانب الملعب، سيتم تشييد مدرجات جديدة بجهة الجنوب الشرقي للملعب، باعتبار الفراغ الموجود على مستوى هذه الجهة، يشكل فجوة كبيرة للرياح، التي عادة ما تتسبب في إفساد المباريات، بل تقلّب موازين القوى لصالح الفريق الذي تكون معه هذه الرياح. وحسبما أكده ل "المساء" رئيس لجنة الصفقات ببلدية الرويبة عبد الرحمان بوسدية، فقد اقترح مكتب الدراسات الذي أعد عملية إعادة تهيئة هذا المركّب الرياضي، أن تكون كل مدرجات الملعب في شكل دائري، ويسمح ذلك بإعطاء صورة جميلة للملعب. وتم قبول هذا الاقتراح بالرغم من أن ذلك سيتطلب تخصيص ميزانية إضافية للمبلغ الإجمالي المخصص للمشروع ككل، كما يتضمن برنامج تهيئته إعادة سطح المنصتين الأولى والثانية للملعب. إنجاز مسبح نصف أولمبي مغطى وقاعة للجمباز كما تسعى بلدية الرويبة لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية في المركّب، من خلال تسجيل إنجاز مسبح نصف أولمبي مغطى وقاعة للجمباز، وسيكون المسبح في الجهة اليمنى من مدخل المركّب، وقد أصبح إنجازه مطلبا استعجاليا بالنسبة لسكان المنطقة، لاسيما بالنسبة لمن لهم أبناء مصابون بالربو؛ كون ممارسة السباحة تسمح بالتقليل من حدة هذا المرض، علما أن الكثيرين منهم يضطرون إلى التنقل إلى مسبح الدار البيضاء أو ملعب 5 جويلية الأولمبي لممارسة رياضة السباحة، في حين أنه سيتم إنجاز قاعة مغطاة أخرى بمحاذاة ملعب التدريبات، ستخصَّص لممارسة رياضة الجمباز، حيث ستمارَس هذه الرياضة لأول مرة بالرويبة. ويُنتظر أن تسارع النوادي والجمعيات الرياضية لدائرة الرويبة، إلى فتح فروع لهذه الرياضة. كما توجد، حسب السيد عبد الرحمان بوسدية، إمكانية تشييد فندق بذات المركّب، ستستغله النوادي والفرق والجمعيات الرياضية لبرمجة تربصات بعين المكان، فضلا عن قيام البلدية بتأجيره لرياضيين من خارج الرويبة. كما يشمل برنامج إعادة تهيئة المركّب الرياضي للرويبة إعادة تهيئة مساحاته الرياضية الموجودة في الهواء الطلق، وعددها 4. وسيتم تغطية أرضيتها بالزفت الاصطناعي إلى جانب إحاطتها بالسياج، علما أن هذه المساحات شهدت حالة تدهور متقدمة، ولاتزال تشكل خطرا على الرياضيين الذين يُقبلون عليها بأعداد كبيرة في الظهيرة وفي أيام العطلة الأسبوعية. كما أخذت البلدية على عاتقها إعادة تهيئة قاعات الفنون القتالية للجيدو والكاراتي، وتجهيزها بوسائل الممارسة الرياضية، على غرار ما ستفعله أيضا بالنسبة للقاعة متعددة الرياضات، التي تُعد إلى جانب ملعب كرة القدم، إحدى المنشآت الرياضية الهامة في هذا المركّب، وسيتم تجهيزها بكل ما هو مفيد للرياضيين والجمهور، كي تستعيد دورها في تطوير الرياضات الجماعية بالروبية. ومن المفترض أن ينهي مكتب الدراسات المعني بتسطير برنامج إعادة تهيئة المركّب الرياضي للرويبة، أشغاله في نهاية الشهر الجاري، حتى يتسنى الانطلاق بسرعة في عملية التهيئة الفعلية، ذلك أن الوضع السيئ الذي يتواجد عليه هذا المركّب دفع الكثير من الفرق المحلية إلى استقبال منافسيها خارج الرويبة، كما هي حال فريق كرة القدم وداد الرويبة المنتمي إلى قسم ما بين الجهات، الذي يستقبل ضيوفه بملعب خميس الخشنة منذ الموسم الرياضي الفارط. وتسعى بلدية الرويبة من جهة أخرى، إلى تعميم الممارسة الرياضية في الأحياء الشعبية للدائرة؛ من خلال إنجاز بعض المنشآت الرياضية، حيث كشف محدثنا أن البلدية تحصلت على 3 قطع أرضية سينجَز في كل واحد منها مسبح، وسيكون موقعها في أحياء حوش الرويبة والسواسي والحميز، سيقلل إنجازها من الضغط على المسبح نصف الأولمبي، الذي سيشيَّد بالمركّب الرياضي. وسيتم من خلال ذلك تدعيم الهياكل الرياضية الموجودة عبر البلدية، في حين استفادت كل ملاعب كرة القدم الموجودة في حوش الرويبة وابن شوبان والسبيعات والحميز، من العشب الاصطناعي من الجيل الخامس. وقد رحّب مسؤولو النوادي التي تُجري فرقها مباريات البطولة على مستوى هذه الملاعب، بهذه المبادرة، التي من شأنها رفع مستوى الرياضة في الأحياء الشعبية. ويُجمع الوسط الرياضي في الرويبة، على أن تدهور مستوى الرياضة في المنطقة يعود أساسا إلى تراجع النشاط الرياضي بمركّب الرويبة؛ إذ أن تجهيزه بمعدات رياضية جديدة وترميم منشآته المتضررة، سيسمح بإعادة بعث الرياضة هناك؛ كي تحتل مكانها على المستوى الوطني، لاسيما أن كثيرا من الفروع الرياضية بهذه البلدية كانت تلعب في الماضي على أعلى مستوى، مثل كرة اليد والكرة الطائرة.