نددت الحكومة "بشدة" بالاعتداء الإرهابي الذي ارتكب أمس في بلدة يسر (ولاية بومرداس) من قبل "شرذمة متوحشة من الإرهابيين"، والذي استهدف السكان دون تمييز. وأوضح بيان لمصالح رئاسة الحكومة: "إذ تتقدم الحكومة بأخلص عبارات التعازي إلى أسر ضحايا هذه الجريمة النكراء فإنها تؤكد على تضامنها الكامل معها كما تتمنى الشفاء العاجل للجرحى". وأكد البيان أنه يجدر التأكيد على أن الدولة كما صرح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في العديد من المناسبات "ستواصل محاربة الإرهاب بلا هوادة وبعزم راسخ إلى غاية القضاء عليه نهائيا في بلادنا"، وأن الجزائر في نفس الوقت "لن تحيد عن سبيل المصالحة الذي اختارته الأمة والذي أنتج ثمارا هامة بالنسبة لتعزيز الأمن عبر التراب الوطني". وأشار البيان إلى أن "ما يشعر به المواطنون من ألم واستنكار أمام هذه الجرائم الجبانة التي ما تزال تستهدفه كما هو الحال اليوم في يسر يجب ألا تنسينا تلك المراحل الحاسمة التي تم قطعها على درب استتباب الأمن في ربوع البلاد بفضل المقاومة الباسلة للشعب الجزائري وقوات أمنه وبفضل الخيارات الحكيمة التي اعتمدتها الجزائر بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ سياسة الوئام المدني إلى غاية المصالحة الوطنية وهي خيارات قد وفرت على شعبنا الكثير وجنبته مزيدا من إراقة الدماء في هذه المأساة التي طالما عانى منها في السابق لمدة تقارب عشرية كاملة من الزمن". وأضاف المصدر أنه أمام هذا الإجرام الإرهابي "المعزول في الجزائر"، فإن الحكومة "تدعو السكان إلى تعزيز يقظتهم التي تعد السلاح الفعّال حيال إرهاب أعمى كما تشكل دعما ثمينا لتعبئة قوات الأمن التي يحدوها العزم على استئصال الإرهاب". وقد توالت ردود الفعل الوطنية المنددة بالعمل الإجرامي الجبان الذي استهدف مقر الدرك الوطني بمدينة يسر (ولاية بومرداس)، حيث استنكر حزب التجمع الوطني الديمقراطي بشدة هذا الاعتداء الغاشم، مجددا في بيان تلقت "المساء" أمس، نسخة منه، دعمه ومساندته لقوات أمن الجمهورية الواقفة على تدمير الجماعات الإرهابية التي تواصل تكالبها الجبان عن طريق اللجوء للمتفجرات والأعمال الانتحارية بهدف زعزعة استقرار البلاد واقتراف الجرائم. وناشد التجمع كل القوى الحية في البلاد للتجند واليقظة لسد الطريق أمام المجرمين المرتزقة دعاة التدمير والتخريب. كما استنكر حزب جبهة التحرير الوطني العمل الإجرامي، حيث أشار في بيان له تلقت المساء أمس نسخة منه، انه بهذا العمل الجبان يؤكد الدمويون مرة أخرى خروجهم عن الشرع والقانون والقيم الإنسانية ويعبرون عن فشلهم الأكيد وانفصالهم عن الشعب الجزائري الذي يدين ويتبرأ من مثل هذه الأعمال الشنيعة التي لا ترهبه ولا تحد من عزمه في التصدي لهؤلاء القتلة بالتضامن كرجل واحد ضد أفعالهم اليائسة حتى القضاء النهائي على جذور الفتنة والإرهاب الدخيلة على تقاليد هذا الشعب ونضالاته من أجل الاستقلال والتضامن والاستقرار. وجاء في بيان للحركة بأن هذا العمل الإجرامي يحاول "عبثا الانتقام من الشعب الجزائري الرافض لهذه العصابة المجرمة ولأعمالها الإرهابية والتشويش على مسار السلم والمصالحة الوطنية والاستقرار والتنمية". واعتبرت حركة مجتمع السلم أن هذه العملية الإجرامية وغيرها من العمليات "تهدف إلى استقطاب الرأي العام ووسائل الإعلام المحلية والدولية للتغطية على الهزائم التي منيت بها أخيرا لإيهام الرأي العام أنها حاضرة وفاعلة قصد التمويه على عزلتها وانحسارها المتزايد". ودعت الحركة بالمناسبة الجزائريين "شعبا وحكومة وأحزابا ومجتمعا مدنيا خاصة والأمة على مشارف شهر الرحمة والغفران إلى بذل المزيد من اليقظة والتجند لمحاصرة هذه الآفة الآخذة في الاستفحال". من جهتها أدانت الكشافة الإسلامية الجزائرية هذا العمل الجبان "الذي نفذه الخونة المرتزقة الذين يئسوا من رحمة الله وارتموا في أحضان الجريمة والغدر الظلامي، ودعت الشعب الجزائري للخروج في شكل مسيرات وإقامة تجمعات للتعبير الشعبي الساخط والرافض لهذه الهمجية. كما أدانت كل من الجبهة الوطنية الجزائرية، المنظمة الوطنية للمجاهدين، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء والكشافة الإسلامية بكل صراحة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي لا يحمل من دلالة إلا اليأس والقنوط، داعية الشعب الجزائري إلى الوقوف ضد الهمجية الإرهابية.