نشطت محافظة حزب جبهة التحرير الوطني أول أمس ندوة تاريخية تخليدا للذكرى المزدوجة لهجوم 20 أوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 بفندق الرياض بسيدي فرج حضرها أساتذة ومجاهدون وإطارات ومناضلون من الحزب. وبالمناسبة أكد الوزير الأسبق عضو أمانة الهيئة التنفيذية للحزب السيد محمد الصالح قوجيل في مداخلته أن هجومات 20 أوت 1955 هي محطة من محطات الثورة الجزائرية التي كانت محطتها الأولى هجومات ليلة أول نوفمبر 1954 وهي سلسلة من العمليات المبرمجة في الشمال القسنطيني لحد إدعاء الاستعمار أن الثورة فجرها أجانب من تونس ومصر ثم أطلق عليهم "الفلاة" الخارجين عن القانون وكذلك رفع الحصار عن منطقة الأوراس غير أن اندلاع الثورة كان ليلا والهجومات كانت في منتصف النهار خطط لها الشهيد زيغوت يوسف ونفذها دامت ثلاثة أيام وكانت المشاركة الشعبية فيها عالية بعثت الهلع الحقيقي في نفوس القوات الإستعمارية وبعدها جاءت المحطة الحاسمة في مسيرة الثورة، مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 لتفسير وتعميق وتنظيم الثورة الذي عقد بالولاية (03) في وادي الصومام بقرية إيفري أعطى للثورة شكلا تنظيميا وقيادة ووحد القوانين والأسس التي تسير عليها الثورة في كامل التراب الوطني وتم تكوين المجلس الوطني للثورة الجزائرية 34 عضوا ولجنة التنسيق والتنفيذ ثم عقد في 20 أوت 1957 اجتماع القاهرة لمعالجة النقائص فأصبح عدد أعضاء المجلس الوطني للثورة 54 عضوا وأشار السيد وجيل أن الاحتفالات بالذكرى في هذه السنة تحت شعار "الوحدة والتضامن" جاء لمحو آثار 132 سنة من الإستعمار الإستيطاني الذي استعبد البلاد والعباد والدين لذلك طالبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الاستعمار بفصل الدين عن الدولة، مضيفا أن تضحيات الجزائر كانت جسيمة (مليون ونصف المليون شهيد) وقد حصلنا على الاستقلال بما جاء في بيان أول نوفمبر وحدة الشعب ووحدة التراب الوطني والاستقلال الكامل. ووقوف الجزائر الى جانب الشعوب المكافحة من أجل تحقيق مصيرها يعود الى مرجعية الثورة وأمام الجزائر الآن تحديات التنمية والعولمة أما الوزير السابق محمد كشود فقد تناول مغزى وأبعاد الحدثين وحاول الإجابة على ماهي دواعي وبواعث العمليات؟ وماهي الأهداف المتوخات منها؟ وماهي الآثار المترتبة عن هذه العمليات؟ وتوصل أن هجوم 20 أوت 1955 مس 39 هدفا عجل برحيل سوستال وتساقطت خمس حكومات في أربع سنوات وفك الحصار عن منطقة الأوراس بتشتيت قوات العدو وقد نتج عنه قيام الاستعمار بمجازر في ملعب سكيكدة وعين عبيد وتجاوز عدد القتلى 11 ألف شهيد وتدويل القضية الجزائرية ومناقشتها في المحافل الدولية. أما الرائد لخضر بورقعة فقد أكد أن الثورة تجاوزت حدود التصور الإنساني ومنطق الأشياء وأن رواد الفاتح من نوفمبر 1954 تجاوزا كل الخلافات ووحدوا الرؤية واعتبر التاريخ تلقيحا للأجيال والشعوب من أجل اكتساب المناعة. وحذر المجاهد من توظيف التاريخ في السياسة وتصفية الحسابات.