جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم امس التأكيد بان الانتخابات الرئاسية ستنظم في موعدها المحدد السنة المقبلة، واشار الى أن تعديل الدستور سيكون خلال الشهر القادم. وتحدث السيد بلخادم امس الى الصحافة الوطنية على هامش ندوة تاريخية تحت عنوان "أول نوفمبر وميلاد جبهة التحرير الوطني" نظمت بفندق الرياض بسيدي فرج، وفي رد مقتضب على سؤال خاص بموعد الرئاسيات القادمة قال" الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها العام القادم"، دون أن يعطي تفاصيل اضافية حول الموضوع. وسئل أمين عام الافلان عن توقيت تعديل الدستور وهل سيأتي كما تم الاعلان عن ذلك في وقت سابق من طرف اكثر من قيادي في التحالف الرئاسي فاكد بقرب الاعلان عنه مذكرا بما صرح به امام الصحافة في اجتماع انعقد نهاية شهر سبتمبر الماضي بمقر تابع للحزب بمدينة الحراش بالجزائر العاصمة حيث قال " تعديل الدستور سيكون بعد شهرين"، وأضاف السيد بلخادم امس "انتظروا حتى يمر الشهران واسألوني من جديد" تاركا الانطباع بان الإعلان عن التعديل سيكون خلال الشهر القادم. ومن جهة اخرى عاد امين عام الافلان الى التصريحات التي أطلقها نائب من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالمجلس الشعبي الوطني شكك من خلالها في عدد الشهداء واوضح أن تلك التصريحات تعتبر "تطاولا على ذاكرة الشعب". وقد انتقد المشاركون في اشغال الندوة التي نشطها عضو الامانة الوطنية للحزب والمجاهد صالح قوجيل، ركز فيها على كيفية التحضير للثورة وميلاد جبهة التحرير الوطني، تلك التصريحات واعتبرها مساسا بمقدسات الامة الجزائرية. واعتبر عضو الأمانة الوطنية للافلان عبد الكريم عبادة تنظيم هذه الندوة ردا على اولئك الذين يتطاولون على التاريخ معتبرا أن المستهدف بها هو جبهة التحرير الوطني. وفي محاضرته قال السيد قوجيل أن اول نوفمبر لا يعتبر مفاجأة كون النواة الأولى لجبهة التحرير الوطني شرعت في التحضير له منذ مجازر الثامن ماي 1945 وذكر بان الفقيد مصطفى بن بولعيد رفض لما تم اكتشاف المنظمة السرية سنة 1950 من طرف الجيش الفرنسي أن يتم حلها نهائيا بل بقي متمسكا بالحل العسكري كأفضل خيار لتحقيق الاستقلال، ونجح هذا الفكر اربع سنوات بعد ذلك من إشعال اول شرارة بعد أن نجح الخمسة وهم محمد بوضياف ومصطفى بن بولعيد وديدوش مراد ورابح بيطاط والعربي بن مهيدي ثم الستة بعد أن التحق بهم كريم بلقاسم من حسم الصراع الدائر بين المصاليين والمركزيين في حزب الشعب لصالحهم من خلال ترك تلك الخلافات الهامشية والذهاب نحو تنظيم الصفوف واعلان الكفاح المسلح، واضاف أن التحضير الفعلي للثورة بدا في 24 افريل في اجتماع ال22 وانتهى عند 26 اكتوبر عندما حدد الستة تاريخ الفاتح نوفمبر لاطلاق اول رصاصة الثورة التحريرية وأعلنوا ميلاد جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني، وتم صياغة بيان اول نوفمبر وتم توجيه نداء للشعب الجزائري لشرح أسباب اعلان الكفاح المسلح ويدعوه الى الانخراط فيه بقوة. وقال المجاهد قوجيل خلال الندوة التي حضرها إطارات وقيادات من الحزب أن المخابرات الفرنسية كانت تجهل كل التحضيرات التي قامت بها نواة جبهة التحرير الوطني ولم تتفطن لها. وأثار المشاركون خلال النقاش مسالة كتابة التاريخ مما جعل السيد قوجيل يقول بضرورة التخلص من اخطاء التاريخ، متهما بعض المؤرخين باستغلال تاريخ الثورة لتزييف الحقائق، معتبرا أن هذا الوضع هو الذي سمح للبعض بالتطاول على الذاكرة والتشكيك في نضال الجزائريين.