على غير عادتها، استأنفت تشكيلة مولودية وهران تدريباتها بعد يومين راحة (عصر أمس) وليس يوما واحدا كما كان مألوفا، وهذا بقرار من المدرب جان ميشال كافالي، الذي يرى أن أشباله مقبلون على خوض حيّز هام من البطولة الوطنية، يتطلب إعدادهم جيدا له، وبكيفية لا تقلل من اندفاعهم لتحقيق هدف فريقهم في ضمان البقاء، ولم لا الذهاب أبعد من ذلك بالنظر إلى الظروف المواتية بشريا، ماليا ونفسيا؛ فالشعار الذي تغنّى به زملاء براجة في غرف تبديل الملابس بعد فوزهم على اتحاد الحراش، بأنهم سيكونون أبطالا، لا بد أن يؤخذ مأخذ الجد، قال مقربون من الفريق الوهراني، الذين يؤكدون أن التشكيلة الحالية قادرة على صنع المفاجأة هذا الموسم الكروي، وأن المكلفين بأمورها الإدارية ويقصدون الرئيس بلحاج أحمد الملقب ب«بابا" وشؤونها الفنية ممثلة بالمدرب الفرنسي جان ميشال كافالي، سيواصلان الاستغلال والاستثمار في إرادة وحماس اللاعبين لتفجير هذه المفاجأة؛ بدليل أن هؤلاء هم الذين حددوا منحة الفوز على الحراش، والمقدرة بعشرة ملايين سنتيم. واستجاب لهم رئيسهم، وسيسددها لهم قبل مواجهة شباب قسنطينة يوم السبت القادم بملعب الشهيد حملاوي. ووعدهم بأفضل منها في حال تألقوا في اللقاءات القادمة، وتلقّي أجرتين شهريتين نهاية شهر أفريل القادم، ليكونوا بذلك قد تحصّلوا على كامل أموالهم، ولا يدينون لرئيسهم بأي فلس، عكس ما كان معمولا به مع الرؤساء السابقين؛ ما دفع بلاعبين كثيرين مروا على المولودية، وعدد آخر من المستمرين معها حاليا، إلى رفع شكاوى، ووضع ملفاتهم فوق طاولة فك النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، للحصول على أموالهم. أما المدرب كافالي فيفكر في الجانب البدني للاعبيه، خاصة أنهم على مقربة من ملامسة هدف البقاء؛ إذ يلزمهم خمس نقاط فقط حتى يبلغوه بحسبه، وماذا بعد؟ ذلك ما يُعِدّ له التقني الفرنسي، الذي كان صرح بأنه يمكن للمولودية الحلم بهدف أكبر مع نهاية هذا الشهر؛ أي بعد انقضاء جولتين أو ثلاث من الآن، لتبقى في جعبة البطولة ست جولات، قادرة على أن تمنح "الحمراوة" ما لم يحلموا به طيلة عشر سنوات. والأكثر أهمية هو نجاح المدرب كافالي ومعه الرئيس "بابا" في تغيير عقلية الفريق من اللعب على تفادي السقوط إلى المنافسة على الأدوار الأولى، ولم لا المراهنة على اللقب الوطني. ويرى التقني الفرنسي أن اللقاءات الأربعة القادمة كفيلة بتمحيص هذه الرغبة والرؤية، وهو الذي سمّاها المنعرج الخطير لفريقه؛ إذ سيواجهون فيه فرقا تتباين في أهدافها (شباب قسنطينة، نصر حسين داي، اتحاد العاصمة ومولودية العلمة) . وكان المهاجم الشاب نقاش وفي تصريح مقتضب ل "المساء"، كشف بأن فريقه سيلعب بكل قواه إلى أبعد حد في البطولة الوطنية، ومنافسة كأس الجمهورية، وأن اللاعبين تحذوهم إرادة فولاذية حتى يتألقوا بفريقهم في الجبهتين، وأن مدربهم كافالي يعرف عمله جيدا، ولا يترك أي شيء للصدفة، خاصة أنه يملك التجربة الكافية للتعامل مع مختلف الوضعيات. والأكيد أن هذه الإرادة ستكون حاضرة يوم السبت القادم أمام "سنافر" قسنطينة في لقاء مثير، نقاطه تزن ذهبا لدى الفريقين؛ فالشباب يريد طي صفحة سقوطه المدوي بثلاثية نظيفة الجولة الماضية بمعاقل الجارة مولودية العلمة، خاصة بعد عودة بعض لاعبيه إلى المنافسة الرسمية، ومنهم قوّته الضاربة بولمدايس. أما المولودية الوهرانية فالاستمرار على نفس النسق خاصة خارج الديار، إذ أضحت من الفرق القليلة التي تحسن التعاطي مع مضيفيها. ندومبي ضمن السفرية وماكوزو ينتظر تأهيل "الفيفا" وسيكون بمقدوركافالي الاعتماد على كافة لاعبيه إلا من المصابين واسطي وحسونة الشيخ، حتى الكاميروني ندومبي سيكون جاهزا بعد تعافيه من إصابته ومشاكله العائلية، ليبقى الأمل معقودا على المراسلة الثانية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم للاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن تأهيل الكونغولي ماكوزو، بعد اعترافها بخطئها في إرسال ملفه إلى الهيئة الدولية، وقد يكون ضمن السفرية إلى مدينة قسنطينة، التي سينتقل إليها الفريق الحمراوي في رحلة جوية من وهران عصر بعد غد (الجمعة)، على أن تكون العودة من مدينة الجسور المعلقة برية بعد نهاية اللقاء مباشرة.