أعلن وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب عن وضع حجر الأساس لمشروع مركّب بلارة للحديد والصلب بجيجل، خلال الأيام الأولى من شهر مارس القادم، بمناسبة زيارة رئيس مجلس الوزراء القطري للجزائر في إطار تنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق عليها في اللجنة المشتركة المنعقدة بالدوحة شهر نوفمبر الماضي. وكشف السيد بوشوارب أن اجتماع مجلس إدارة المؤسسة الجزائرية -القطرية للصلب، سيتم في 25 فبراير الجاري؛ من أجل رفع الرأسمال الاجتماعي للشركة الذي حُدد في البداية ب 10 ملايين دولار، موضحا أن انطلاق الشركة يتطلب إمكانيات مالية إضافية، وأن هذا الاجتماع سيمثل "الانطلاقة الفعلية" لمشروع بلارة الذي ينتظره الطرفان الجزائريوالقطري على السواء. وتم الإعلان عن هذه التطورات في ملف مشروع بلارة أمس بالجزائر العاصمة، خلال لقاء اقتصادي جزائري - قطري، ترأَّسه كل من وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب عن الجانب الجزائري، ونائب الوزير المكلف بالتعاون الدولي محمد بن جاسم آل ثاني عن الجانب القطري.وقال بوشوارب إن اللقاء يأتي في سياق تقييم مدى تطبيق المشاريع التي تم الاتفاق عليها بين البلدين خلال اجتماع اللجنة المختلطة برئاسة الوزيرين الأولين في نوفمبر الماضي، موضحا أن الأمر يتعلق خصوصا بمشروع بلارة، فضلا عن مشروعين آخرين في مجال تحويل الفوسفات. كما تحدّث عن دراسة مشاريع مشتركة في مجال المناجم، خاصا بالذكر استغلال الذهب بدون إعطاء تفاصيل أوفى عنها.وبالنسبة للتعاون في مجال الصناعة البيتروكيميائية فيتعلق الأمر بمشروع للتحويل الكيميائي للفوسفات؛ من خلال شراكة بين مجمعي مناجم الجزائر (منال) وأسميدال عن الجانب الجزائري، وشركة قطر للبترول عن الجانب القطري في واد الكبريت (سوق أهراس)، بطاقة إنتاجية تقدَّر بحوالي 5 ملايين طن سنويا. ومشروع ثان خاص بإنتاج الأسمدة في حجار السود بسكيكدة بالشراكة بين مجمع أسميدال والديوان الوطني للمتفجرات "أوناكس" من جهة، وشركة قطر للبترول من جهة أخرى. وأشار الوزير إلى بدء العمل في "المشروعين الهامين" لتحويل الفوسفات على مستوى لجان العمل المشتركة، وأن العمل سيتواصل ضمن لقاءات ستبرمَج لاحقا، وهما حاليا في مرحلة الدراسات التي ستنتهي شهر جويلية المقبل، ليتم تحديد المسار المستقبلي لهما، مع العلم أنه يعوّل عليهما لتلبية الحاجيات الوطنية، لاسيما في مجال الفلاحة، وكذا تصدير منتجاتهما إلى الخارج. ويأمل الطرفان الجزائريوالقطري أن تعمل هذه المشاريع على تعزيز التعاون الثنائي، وتعميق العلاقات بين البلدين في عدة مجالات؛ استجابة لنتائج أعمال اللجنة المشتركة الأخيرة، التي ستتدعم بزيارة رئيس مجلس الوزراء القطري للجزائر الشهر المقبل. وهو ما أكده نائب وزير التعاون الدولي القطري، الذي قال إن اللقاء الذي حضره وفد استثماري يمثل عدة قطاعات أهمها الطاقة والبترول والمناجم بصفتها من أركان التعاون الأساسية بين الجزائروقطر، يُعد فرصة لتدعيم المشاريع المشتركة.وأوضح أنه يتم حاليا التركيز على المشاريع التي تلبي حاجيات السوق الجزائرية الداخلية، وهو ما ينطبق خصوصا على مركّب بلارة للحديد والصلب؛ بالنظر إلى الحاجيات المتنامية للبلاد في هذا المجال، لاسيما من أجل تطبيق البرنامج الخماسي التنموي. أما بالنسبة للمشاريع الطامحة للتصدير، فقال المسؤول القطري إنها حاليا ليست في برنامج المحادثات بين الطرفين، لكنه لم ينف وجود طموح لعقد شراكات في هذا المجال. للتذكير، تُوّجت أشغال الدورة الخامسة للجنة المشتركة العليا الجزائرية -القطرية المنعقدة في الدوحة، بالتوقيع على 13 وثيقة بين اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي تخص العديد من المجالات، منها الإعلام والسياحة، الرياضة، الشباب، التربية، التعليم العالي والصيد البحري.