أجرى الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، محادثات مع أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في سياق الزيارة التي يؤديها الوزير الأول لقطر، قبل بداية أشغال القمة العربية غدا في الدوحة. ووقع الطرفان اتفاقية تخص المساهمين في مشروع بلارة للحديد والصلب، وأخرى تتعلق بقرية لوجيستية في بومرداس، واتفاقيتين في مجال الطاقة. استقبل أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمس، الوزير الأول، عبد المالك سلال، والوفد المرافق له الذي يزور الدوحة للمشاركة في اجتماع القمة العربية للدورة العادية الرابعة والعشرين، التي ستبدأ أعمالها غدا الثلاثاء. وذكرت الوكالة القطرية للأنباء أنه تم خلال المقابلة ''استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة''. ووقع الوفد الجزائري، مساء أمس، اتفاقية تخص المساهمين في مشروع بلارة للحديد والصلب وأخرى تتعلق بالقرية اللوجيستية واتفاقيتين في مجال الطاقة، استكمالا لعملية التوقيع بالأحرف الأولى التي تمت في الجزائر مطلع جانفي الماضي، أثناء زيارة أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والقرية اللوجيستية تتعلق بمنطقة تقدم خدمات التخزين والتبريد والاستيداع، مقابل إتاوات ورسوم تحدّدها الشركة المسيّرة المشتركة بين شركة الخليج للمخازن والوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري. ويقع المشروع في الأربعطاش بولاية بومرداس كمشروع نموذجي. واتفق الجانبان، الجزائري والقطري، مبدئيا، على إنشاء سبع مدن مماثلة في ولايات أخرى. ومع بداية العام الجاري، تم التوقيع بين الجزائر وقطر على ثماني اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم تتعلق بعدة ميادين، منها النقل البحري، النفط والغاز والصناعة البتروكيماوية، وجرى توقيع إنشاء شراكة جزائرية - قطرية في مجال الحديد والصلب بمنطقة بلارة (جيجل). وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف مجلس الإدارة لشركة ''سيدار'' والصندوق الوطني للاستثمار كممثلين للجانب الجزائري، وشركة قطر ستيل الدولية ممثلة لقطر. وباقي الاتفاقيات تتصل بالنقل البحري والتجاري والموانئ، والتعاون في مجال الطاقة والمعادن والصناعة البتروكيماوية، والتعاون في مجال البحث واستغلال المناجم وإنتاج وتسويق الأسمدة الكيماوية، ومذكرة تفاهم بين كل من الديوان الوطني للمتفجرات ''أوناكس'' ومجمع ''أسمدال'' من جهة، وقطر للبترول الدولية من جهة أخرى، تخص التعاون في مجال إنتاج وتسويق الأسمدة الكيماوية، ثم اتفاقية لإقامة مركز لتكاثر طيور الحبارى بولاية البيض (منطقة الغاسول). ورغم التميز في العلاقات الاقتصادية بين الجزائروالدوحة، إلا أن اختلافا عميقا في وجهات النظر ما زال سيدا في مواقف العاصمتين بخصوص ملف الثورات العربية، يعكسه حجم ''العتاب'' المعبر عنه من دوائر سياسية جزائرية نحو دور قطر في الحراك العربي، وتحفظ الدوحة على الموقف الجزائري من الوضع في سوريا.