أكد وزير الاتصال، السيد حميد قرين، أن وزارته ستعمل على تكثيف الدورات التكوينية لفائدة الصحفيين خلال هذا العام وذلك لإشباع نهم المهنيين. وأوضح الوزير لدى إشرافه أول أمس على دورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة بجامعة الجزائر 3 أن التكوين سيعرف طابعا استثنائيا ومتخصصا باستهدافه خلال الأسابيع القادمة المكلفين بالإعلام على مستوى الوزارات ولاحقا نظرائهم من المكلفين بالإعلام، العاملين على مستوى الولايات في جلسات مغلقة ل"تذكيرهم" بمهامهم الأساسية وتلقينهم مبادئ الحكامة الجيدة في تسيير عملية الإعلام والاتصال على المستوى المحلي ومنه تسهيل أداء الصحفيين. وأشار الوزير في تصريح صحفي عقب الدورة التكوينية التي نشطها أول أمس مدير المدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام الدكتور عبد السلام بن زاوي، حول موضوع "المضامين الجيو سياسية لوسائط الإعلام: الجزائر والرهانات الدولية"، أن الدورات التكوينية التي تنظمها وزارة الاتصال في سياق مشروع احترافية الصحافيين الذي تسعى إلى تجسيده، يجب أن تكون بشكل دوري ومستمر وحتى يومي، مضيفا أنه يجب الانتقال من الدورات الشهرية الى دورات تكوينية متسارعة لتعميم الفائدة وإشباع شغف الصحفيين وبلوغ مستوى من الاحترافية. وفي السياق، كشف المسؤول الاول عن القطاع عن سلسلة من الدورات التكوينية المتخصصة، والتي ستنطلق ابتداء من 28 فيفري الجاري، ستمس فئة من مهنيي الإعلام وهم المكلفون بالإعلام على مستوى الوزارات وكذا الولايات. وستكون الدورات مغلقة يتم من خلالها تذكير المتكونين بأبجديات عملهم ومبادئها الأساسية التي تتطلب منهم التعاون مع الصحفي من خلال الرد على مكالماتهم حتى وإن لم تتوفر المعلومة في خطوة لتفادي المقالات والمواضيع السلبية. وقال الوزير إنه، وخلال الدورات السابقة وكذا خرجاته الميدانية ال29، تم الوقوف على مدى تعطش الصحفيين للتكوين والتخصص، مضيفا في السياق أن الوزارة والمختصين أدركوا أن الكثير من الكتابات الصحفية التي تتضمن مقاطع من القذف والشتم، هي في الكثير من الأحيان لا تتعمد هذا الأسلوب والتصرف، إنما هو راجع إلى نقص في التكوين وهذا نصنفه ضمن حسن نية الصحفيين، غير أن الأمر عندما يتعلق بالمساس بأخلاقيات المهنة، فعلينا دائما ربط الإعلام بثلاثة عوامل وهي أنه في حالة الشك وحتى إذا كان لدينا سبق صحفي، فلا بد من الامتناع عن إعطاء المعلومة، مشيرا إلى تكثيف التكوين لبلوغ مستوى صحافة محترفة. وقال الوزير إن وزارته تستكمل عملية إحصاء الصحفيين بتسليم بطاقة الصحفي المحترف التي تعكف عليها لجنة مختصة، تمكنت من تسليم 2200 بطاقة على أن يصل العدد إلى قرابة ال3000 بطاقة شهر جويلية القادم يقول الوزير-، ليتم الانتقال إلى مرحلة أخرى من خلال انتخاب مجلس أخلاقيات المهنة وسلطة ضبط الصحافة المكتوبة وكذا اللجنة الدائمة لبطاقة الصحافي المحترف. وفي موضوع الدورة التكوينية التي نشطها الأستاذ عبد السلام بن زاوي، أكد المحاضر أن قطاع الإعلام يواجه جملة من التحديات التي فرضتها المتغيرات الجيو سياسية العالمية التي تستند على دعائم إعلامية وإيصالية قوية، ساهمت وبشكل كبير في تغيير خريطة العالم، مشيرا إلى أن العالم يتكلم اليوم عن حروب إعلامية وحروب أهلية رقمية ولوبيات قوية .. ومن هنا بات من الضروري على قطاع الإعلام الوطني أن يرفع جملة من التحديات الأساسية لضمان استمراريته من جهة ووحدة وطنه من جهة أخرى. ويتمثل التحدي الأول في الوسائل التقنية وسبل تطويرها، مشيرا إلى ضرورة استحداث تلفزة رقمية بالاضافة إلى تطوير التكنولوجيا بصفة فعالة، أما التحدي الثاني، فيكمن في البرمجة، على اعتبار أننا اليوم نستهلك برامج من دول عربية وأوروبية، الأمر الذي يستدعي خلق برمجيات وبرامج جزائرية لأن الجزائريين يتهافتون ويتلهفون دوما للبرامج الوطنية والدليل استقبالهم لبرامج شهر رمضان.. أما التحدي الثالث، فيكمن في وسائل الإعلام التي يجب أن تلعب دورا استراتيجيا على الصعيد الخارجي من خلال خوضها في المواضيع الحيوية والحساسة وعملها على إسماع صوت الجزائر في هذه المناطق .. وهنا يتكلم المحاضر على ضرورة تشجيع استعمال اللغات والتفكير في استراتيجية تستند على تشجيع القنوات ووصولها إلى مناطق خارج حدود الوطن ومخاطبة جمهوره بلغتهم، مشيرا إلى نماذج في المجال على غرار قناة فرانس 24.