تساهم الوحدة الجوية للأمن الوطني منذ إنشائها سنة 2003، في مكافحة شتى أنواع الجريمة، وتحولت هذه المؤسسة خلال السنوات الأخيرة إلى حصن جوي منيع وعيون تسهر على أمن وسلامة المحروسة، وقد وقفت "المساء" على التطور الكبير الذي طرأ على هذه الوحدة من حيث الإمكانيات المادية والبشرية التي عرفت تحديثا وتشبيبا، سيعملان لا محالة على التصدي للجريمة التي تطورت هي الأخرى من جريمة بسيطة إلى جريمة منظمة تستدعي تجندا أرضيا وجويا لضمان تدخل سريع وفعال ودحر كل تهديد. والزائر لمقر الوحدة الجوية للأمن الوطني الكائن بالدار البيضاء بالعاصمة، ينجذب للوهلة الأولى إلى التطور الكبير الذي طرأ على كل الوسائل والتقنيات المتطورة التي يستعملها أفراد الأمن، كما يتأكد للزائر مدى الاهتمام الذي توليه المديرية العامة للأمن الوطني لهذه المنشأة الهامة التي استفادت خلال السنوات الأربع الأخيرة من برنامج تطوير واسع مس الوسائل المستعملة، وحتى الجانب البشري الذي يجذبك إليه شبابه وخفّته في الحركة وردة الفعل. وبغرض تسليط الضوء على هذه الوحدة، نظمت المديرية العامة للأمن الوطني أمس، زيارة ميدانية لفائدة صحافيي وسائل الإعلام الوطنية في خطوة للتعريف بالمهام المنوطة بها في مجال ضمان الأمن والحماية، وبالمناسبة قدم مدير الوحدة مراقب الشرطة جمال يونسي، شروحات للتعريف بمهام الوحدة ودورها في تعزيز فعالية تدخل القوات العاملة في الميدان، كما عرض خلال هذه الزيارة التي تندرج في إطار تنفيذ المخطط الاتصالي للمديرية العامة للأمن الوطني لسنة 2015، شريطا مصورا حول هذه الوحدة تم خلاله التعريف بالمهام الموكلة لها بموجب المرسوم التنفيذي المؤرخ في 2 أفريل 2003، والمتعلق بإنشاء هذه الوحدة. عين على حركة المرور، التظاهرات والوضع الأمني وتقوم الوحدة الجوية للأمن الوطني حسب مديرها بعدة مهام من بينها تغطية الأحداث والتظاهرات الرياضية، والحركات الاحتجاجية ومتابعة السيارات المشتبه فيها بالتنسيق مع المصالح العملياتية، وتنظيم حركة الطرقات والزيارات الرسمية، وشكلت الزيارة فرصة للإعلاميين للاطلاع عن قرب على مهام الحوامات التي تستطلع يوميا وعلى مدار الساعة كل كبيرة وصغيرة عن حالة الطرقات والأشخاص بالاستعانة بوسائل جد متطورة تسمح بالتقاط وتتبع أدق التفاصيل. كما وقف الصحفيون على طرق التكوين النظري والتطبيقي المتخصص للتحكم في الحوامات وصيانتها باستخدام التكنولوجيات الذكية لأداء المهام بكل احترافية، على غرار نظام الرؤية الليلية والكاميرات عالية الدقة، علما أن الوحدة توظف 313 موظفا من بينهم 46 طيارا و11 مختصا في تشغيل الكاميرا المروحية و7 تقنيين في الملاحة الجوية مكلفين بإعداد الحوامات و11 مختصا في المحطة الأرضية مكلفا باستغلال وصيانة نظام المراقبة عن بعد الخاص بالحوامة. ومن المنتظر أن تستقبل الوحدة عشرة طيارين متربصين في طور التكوين التطبيقي على مستوى المدرسة المتخصصة في الحوامات ب عين أرنات ولاية سطيف، والذين سيلتحقون بالوحدة الجوية للأمن الوطني في شهر جوان 2015، كما تقوم بتأهيل الطيارين الجدد على الحوامة ECUREUIL AS355N، ناهيك عن تكوين الطيارين والتقنيين الجدد في اللغة الإنجليزية الخاصة بالطيران. ويتنوع الرصيد البشري للوحدة بين موظفين ملاحين وهم الطيارون ومشغلو الكاميرا المحمولة، إلى جانب الموظفين التقنيين في العمليات الجوية وهم تقنيو الملاحة الجوية من مشغلي محطة الاستقبال الأرضي، والموظفين التقنيين في الصيانة الجوية وتقنيي الهيكل والمحرك ومهندسين في إلكترونيك أجهزة الحوامات وأعوان للدعم اللوجيستي، أما عن الوسائل المادية فتتوفر الوحدة على شاحنة تزويد بنزين بطاقة 6000 لتر، وشاحنة تزويد بنزين خاصة بكل المسالك بطاقة 3000 لتر وسيارة سريعة ضد الحريق ومولدان كهربائيان خاصان بالحوامات. كفاءات بشرية لضمان الاستقلالية في الخدمة والصيانة تعمل الوحدة الجوية للطيران للأمن الوطني على تكوين نخبة من المهندسين الأكفاء لضمان جميع احتياجاتها حتى لا تضطر إلى جلب يد عاملة أجنبية، أو البقاء تابعة لمؤسسات أجنبية، ولأجل ضمان صيانة المروحيات، تمتلك الوحدة الجوية مائة وخمسة وثلاثين موظفا تقنيا (المهندسون، التقنيون السامون، تقنيو الطيران، تقنيو الدعم اللوجيستيكي) موزعين بين 70 تقنيا متخصصا في هيكل المحرك، خمس وأربعون تقنيا متخصصا في إلكترونيك الطيران وعشرون عونا للدعم اللوجيستيكي. ومن المرتقب حسب شروحات مدير الوحدة أن ينتقل عدد الطيارين خلال هذه السنة الجارية 56 طيارا، مشيرا إلى أن الوحدة الجوية للأمن الوطني تمتلك أربعة عشر مروحية، أربعة منها من إنتاج فرنسي من نوع EUROCOPTER AS 355N، وعشرة من إنتاج إيطالي من نوع AGUSTA A109 LUH وهي مروحيات مزودة بكاميرات محمولة أربع منها موجهة لنقل عناصر التدخل والاتصال، ويضمن نظام كاميرات المراقبة التغطية الجوية في الزمن الآني خاص بالحوامات من نوع EUROCOPTER AS 355N ، كما تدعمت مؤخرا االوحدة الجوية للأمن الوطني بنظام إرسال فيديو رقمي عصري، خاص بالحوامات AGUSTA A109 LUH يضمن التغطية الجوية في الزمن الآني لكافة إقليم الجزائر العاصمة وأجزاء من الولايات المجاورة. للإشارة، أجرت الوحدة الجوية للأمن الوطني خلال السنوات الأربع الأخيرة 3338 طلعة جوية، بمجموع 3398 ساعة، شملت التغطية الكاملة لجميع الطرقات والمحاور الكبرى ومتابعة التظاهرات الرياضية والثقافية التابعة لإقليم اختصاص الأمن الوطني، بالإضافة إلى المساهمة في تنظيم وتسهيل حركة المرور بالتنسيق مع مراكز العمليات من خلال النقل المباشر لأخطر المخالفات المرورية المرتكبة من طرف السائقين كالتجاوزات والمناورات الخطيرة.