لم تتمكن المليشيات المسلحة وقوات الجيش الليبي الامتثال لقرار وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الفرقاء الليبيون في محاولة لإعطاء فرصة لإنجاح الحوار الليبي الليبي الذي يرعاه برنادرينو ليون، الموفد الاممي الخاص الى ليبيا. فلم تتوقف المعارك الدائرة رحاها بين مختلف المليشيات في شرق ليبيا، خاصة في محيط مدينة بنغازي والعاصمة طرابلس ومنطقة الزنتان الى جنوبها وهو ما حال دون إيجاد أجواء الطمأنينة اللازمة لإنجاح حوار الفرصة الأخيرة لإنهاء الأزمة في هذا البلد. فقد لقي سبعة جنود من عناصر الجيش الليبي مصرعهم وأصيب أربعة آخرون في المعارك العنيفة التي تدور رحاها غرب مدينة بنغازي بين الجيش النظامي وعناصر مجلس شورى ثوار بنغازي. وتخوض قوات الجيش الليبي معارك طاحنة بمحور غرب بنغازي في محاولة لدحر عناصر هذه المليشيا من مواقع استراتيجية سبق وان بسطت سيطرتها عليها في بداية الأزمة الليبية. كما قتل 15 شخصا وأصيب 10 آخرون في اشتباكات عنيفة اندلعت بمدينة سرت بين كتيبة تابعة لأركان الجيش الموالية للمؤتمر الوطني العام، أو ما يعرف ببرلمان طرابلس المنتهية ولايته وعناصر تنظيم ”داعش” الإرهابي.ولم تعط المصادر الليبية أية معلومات حول الهجوم واكتفت بالقول أن ”الاشتباكات مكنت من تدمير عدة آليات عسكرية تابعة لتنظيم داعش وقتل 15 من عناصره وأسر خمسة عناصر بعد فشل عملية تبادل الأسرى بين الجانبين. كما تبادلت مليشيات ”فجر ليبيا” ضربات جوية مع سلاح الجو التابع للجيش الليبي في مدينة زوارة الواقعة على بعد 120 كلم غرب العاصمة طرابلس ومنطقة الزنتان على بعد 180 كلم جنوبها، ضمن تطورات أمنية قد تعصف بكل الجهود الرامية الى إنهاء الأزمة عبر الحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة على عدة جبهات.وأكد مصدر برئاسة أركان المنطقة الغربية للجيش الليبي أن مقاتلة من نوع ”ميغ 23” نفذت ثلاث عمليات قصف داخل أهداف بمدينة زوارة تحتوي على مخازن للسلاح في إحدى المزارع تابعة لإحدى المليشيات المسلحة في منطقة الغرب الليبي. وتخوض كتائب الزنتان وقوات ما يعرف بجيش القبائل الموالية للجيش الليبي معارك عنيفة غرب البلاد ضد ميليشيات ”فجر ليبيا” التي سيطرت على العاصمة طرابلس شهر جويلية الماضي، في محيط مدن صبراتة والعجيلات والزاوية في غرب العاصمة طرابلس، وكذا في محيط قاعدة ”الوطية” الجوية التي تسيطر عليها قوات الزنتان وسلاح الجو بالجيش الليبي منذ بداية نوفمبر من العام الماضي.