تتميز ولاية أدرار، الواقعة بالجنوب الغربي للوطن، المتربعة على مساحة شاسعة وتضم 28 بلدية تمتاز بنشاطها الفلاحي المتنوع وطابعها السياحي المنفرد، وتحوز على مقومات طبيعية هامة وخلابة تتجسد في واحات النخيل والكثبان الرملية، وبناءات طوبية قديمة ضاربة في عمق التاريخ المعروفة بالقصور، كما تتميز الولاية بطابعها الفلكلوري متنوع الطبوع. كل هذه المقومات تنتظر الالتفاتة من خلال الاستثمار الجاد لتحويلها إلى قبلة تهتم بترقية السياحة الصحراوية بشكل منظم ومهيكل، مما يقدم خدمات أحسن ويفتح مناصب شغل مع ترقية الصناعة التقليدية. ومن بين هذه المواقع الطبيعية التي أصبح الكل ينادي بضرورة الاستثمار فيها عين الشافية ببلدية بودة. وتتطلع عين الشافية ببلدية بودة، الواقعة على بعد 30 كلم من مقر الولاية، والتي تكشل مقصدا هاما للكثير من السياح من داخل وخارج الولاية، إلى عدة مرافق استقبال وتهيئة حتى تتناسب مع طلبات الزوار والسياح. وقال أحد المنتخبين في هذا الأطار: "أننا ننتظر استجابة أحد المستثمرين الخواص لأجل إنجاز مخيم سياحي بجوار عين الشافية، حتى نتمكن من استقبال السياح والزوار في أحسن الظروف من جانب الإيواء وتقديم خدمات أخرى، ومنه التوصل لفتح مناصب شغل لأبناء المنطقة والقضاء على ظاهرة البطالة التي يعاني منها معظم شباب المنطقة. قلعة بني حماد معلم تارخي بامتياز تمتاز قلعة بني حماد ببلدية تسابيت، الصرح التاريخي الضارب في عمق التاريخ بنمط عمراني هندسي يحاكي فترة تسييرها من قبل الحاكم في ذلك الوقت لحماية السكان من العدو وأيضا التسلسل في الإدارة، وهي مشكّلة من طابقين مبنية بالطوب المحلي، حيث يتطلع هذا المعلم التاريخي إلى مشاريع الترميم والاستثمار السياحي، نظرا لكونه موروثا ثقافيا ماديا يحظى باهتمام السياح والطلبة والمهتمين بدراسة الهندسة المعمارية، لاسيما وأن القلعة تتوسط قصر بني حماد. تماسخت الصخرية قبلة محتملة للسياح ومن جهتها، تعتبر منطقة تماسخت الصخرية الواقعة ببلدية تماست التي تبعد عن مقر الولاية أدرار ب60 كلم، من أجمل المناطق الطبيعية الخلاّبة كونها عبارة عن هضبة صخرية مطلّة على واحات النخيل والبنايات الطوبية القديمة. كما تحتوي هذه الهضبة على مغارة كبيرة باردة صيفا يقصدها السياح للراحة والاستمتاع مساء بمناظرها الخلابة تزامنا مع موعد غروب الشمس، مما يستوجب الاستثمار بالمنطقة، خاصة من حيث الترميم وخلق هياكل ضرورية تؤهلها لأن تكون قبلة سياحية بامتياز، كما عبّر لنا أحد سكان المنطقة، الذي قال إنها كانت قديما مكانا لمراقبة مدى تقدم العدو والاستعداد لمواجهته، وهي اليوم مقصد السياح للراحة داخل المغارة لتناول الوجبات التقليدية التي يقدمها أهل القصر. واحة النخيل الكبيرة والفقارات المائية تعتبر بلدية تمنطيط، من أهم وأقدم المواقع السياحية بأدرار لكونها تحتوي على القصر القديم الذي يمتاز بنمط عمراني هندسي ملفت للأنظار، لاسيما لقربه من واحة النخيل الكبيرة المرابطة بنظام الفقارات المائية التي لا ينقطع ماؤها العذب طوال أيام السنة، كما تمتاز المنطقة بصناعة حلي الفضة والطين الأسود، ما يؤهلها لأن تكون قطبا سياحيا يجلب السياح بكثرة. كما تأمل هذه المنطقة الأثرية في خلق استثمار سياحي منظم بأبعاد تنموية مستدامة مما يحافظ على تلك المواقع الطبيعية الخلابة من ظاهرة الاندثار جراء العوامل الطبيعية. وهذا عن طريق استحداث مؤسسة سياحية تهتم بإعادة الاعتبار لواحة النخيل الكثيفة وترميم الفقاقير المائية، مع إمكانية إنجاز مخيم سياحي بسيط يقدم الراحة والاستجمام للسياح. الواحة الحمراء في حاجة إلى اهتمام تعتبر منطقة تميمون التي تبعد عن مقر الولاية ب210 كلم من أهم المناطق السياحية المعروفة بولاية أدرار والجزائر عموما، نتيجة المقومات السياحية التي تمتاز بها بالرغم من إقبال بعض الخواص على الاستثمار بها بإنجاز مخيمات وفنادق. ولكن هذه الأمور تبقى غير كافية لاستقبال الأعداد الكبيرة من السياح خلال الموسم السياحي لكل سنة، مما يستوجب الاهتمام أكثر بالاستثمار السياحي الجاد بتشجيع الخواص على ذلك، بالنظر للمؤهلات والإمكانيات المتاحة التي تتمتع بها المواقع الطبيعية الخلابة من واحات النخيل والكثبان الرملية والصخور. وحسب مدير السياحة بالولاية، "هناك 19 مرفقا سياحيا يتوزع بالمنطقة وهو غير كاف، مما أوجب دعوة المستثمرين لإنجاز مرافق أخرى لدعم طاقة الاستقبال، وتقديم خدمات أحسن خاصة وأن تميمون تحتوي على مطار وخطوط برية مع أغلب الولايات". وعموما تبقى السياحة بولاية أدرار مجالا واسعا للاستثمار بالنظر للمقومات السياحية الهامة التي تمتاز بها المنطقة، خاصة المناطق الطبيعية الخلابة التي تستقطب السياح، مما يتوجب العمل على خلق مرافق جوارية تساهم بشكل كبير في ترقية السياحية الصحراوية، التي يراهن عليها الجميع لما لها من فوائد اقتصادية واجتماعية.