أكدت الجزائروجنوب إفريقيا أمس، تطلعهما إلى بناء شراكة استراتيجية تسمح بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات ولا سيما المجال الاقتصادي، كما وقّعتا بمناسبة انعقاد الدورة ال6 للجنة العليا للتعاون الثنائي مذكّرة تفاهم تتعلق أساسا بالمشاورات السياسية. وتشمل مذكرة التفاهم التي وقّعها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، عن الجانب الجزائري ووزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا، مايتي نكوانا ماشابان، المشاورات السياسية بين البلدين ومحضر الدورة السادسة للجنة التعاون المشتركة العليا الجزائرية - الجنوب إفريقية. وفي تصريح للصحافة عقب حفل التوقيع أكد السيد لعمامرة، أن البلدين بصدد توسيع وتعزيز الاتفاقات التي تم توقيعها لفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي من خلال تنويع القطاعات، مشيرا إلى أن الدورة ال6 للجنة الثنائية العليا للتعاون الجزائري-الجنوب إفريقي ستكون متبوعة بمبادلات بين الوزراء ومسؤولين سامين من البلدين لإعطاء دفع للتعاون بغية ترقيته إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وفقا للتعليمات التي أعطاها رئيسا البلدين. من جهتها أشارت السيدة نكوانا ماشابان، إلى أن مذكرة التفاهم من شأنها الإسراع في المشاورات الدبلوماسية المنتظمة بين البلدين، معلنة عن استعداد البلدين لتنصيب لجنة مشتركة جزائرية جنوب إفريقية حول التجارة والاستثمارات بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي. وخلال إشرافهما على إطلاق الدورة ال6 للجنة الثنائية العليا للتعاون الجزائري-الجنوب إفريقي، أكد وزيرا خارجيتي البلدين تطلع كل من الجزائروجنوب إفريقيا إلى بناء شراكة استراتيجية، يتم من خلالها تعزيز علاقات التعاون في مختلف الميادين، ونوه السيد لعمامرة، في مداخلته بالمستوى الممتاز الذي يميز العلاقات السياسية بين البلدين اللذين يجمعهما تاريخ وقيم مشتركة، مؤكدا بأن الجزائروجنوب إفريقيا تملكان إمكانيات هائلة من الموارد البشرية والطبيعية من أجل التقدم سويا نحو مستقبل زاهر. كما أشار لعمامرة، إلى أن أشغال الدورة ال6 للجنة الثنائية العليا للتعاون الجزائري-الجنوب إفريقي التي تصادف زيارة الدولة التي يجريها رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، إلى الجزائر تمثل فرصة لتحديد السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي، لاسيما في المجال الاقتصادي، وذكر في نفس السياق بتنظيم لقاءات بين الوزراء الجزائريين لقطاعات التجارة والصناعة والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والفلاحة والسكن مع نظرائهم من جنوب إفريقيا، بغرض تحديد مشاريع ملموسة من شأنها أن تساهم في بناء الشراكة الاستراتيجية المتوخاة. بدورها عبّرت الوزيرة الجنوب إفريقية للشؤون الخارجية والتعاون عن استعداد بلادها للعمل على تعزيز التعاون مع الجزائر في مختلف القطاعات، مبرزة أهمية تطبيق وتفعيل الاتفاقات القائمة بين البلدين لجعلها أكثر منفعة. وشددت الوزيرة الجنوب إفريقية على ضرورة الرقي بالعلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين لتصل إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة، وذكرت بأن زيارة رئيس جنوب إفريقيا إلى الجزائر ترمي إلى بحث واستكمال عدة اتفاقات، لاسيما في قطاعات التجارة والاستثمار والمناجم والفلاحة والصيد البحري، والاتصالات السلكية واللاسلكية، مشيرة من جانب آخر إلى أن البلدين يواصلان محادثاتهما حول الأمن الإفريقي تحسبا للقمة المقبلة للاتحاد الإفريقي. آفاق واعدة للتعاون الثنائي وسمحت المحادثات التي تمت على انفراد بين وزراء البلدين بتحديد آفاق واعدة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات، حيث أعرب وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، عقب لقائه مع نظيره الجنوب إفريقي عن ارتياحه لإنشاء لجنة جزائرية جنوب إفريقية لتشجيع الاستثمارات في كلا البلدين، معلنا عن التحضير لتنظيم ورشة عمل حول ترقية الاستثمار بين الجزائروجنوب إفريقيا وإنجاز مصنع للإسمنت في الجزائر في إطار الشراكة مع جنوب إفريقيا. وفيما يخص قطاع المناجم أكد الوزير، أنه سيتم مستقبلا تعزيز التعاون الجزائريالجنوب إفريقي في هذا المجال، موضحا أنه "تم تحديد المواقع المنجمية والمصالح المشتركة وإعداد الخرائط". من جهته أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، أن محادثاته مع نظيره الجنوب إفريقي سمحت بالاتفاق على تفعيل أربع اتفاقات موقّعة بين البلدين في بداية سنة 2000 في إطار التعاون في مجال الأمن الغذائي، كما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون من خلال تبادل الخبرات والزيارات في مجالات عديدة على غرار البيوتكنولوجيا والصناعة الغذائية والصيد البحري وتربية الأبقار. بدوره وصف وزير السكن والعمران والمدينة، عبد المجيد تبون، المحادثات التي جمعته بنظيره الجنوب الإفريقي بالممتازة، مشيرا إلى أنها تمحورت حول خبرة الجزائر في مجال القضاء على الأحياء القصديرية. وإذ أشار إلى أن البلدين سيسعيان إلى توطيد تعاونهما في مجال البناء من خلال إعداد إطار قانوني في مرحلة أولى، مسجلا غياب اتفاق بين الجزائروجنوب إفريقيا في هذا المجال، اغتنم السيد تبون، المناسبة لدعوة المؤسسات الجنوب إفريقية الناشطة في مجال البناء إلى المساهمة في جهود الجزائر من أجل القضاء على أزمة السكن. كما سمح اللقاء الذي جمع وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال زهرة دردوري، ونظيرها الجنوب إفريقي بالتعبير عن رغبة جنوب إفريقيا في الاستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال نشر شبكة البريد. واعتبرت السيدة دردوري، أن البلدين يدعمان شراكة في مجال تطوير محتويات الإنترنت من خلال تشجيع إنشاء شركات ناشئة من شأنها أن تشكل روافع في مجال الرقمنة في الجزائروجنوب إفريقيا. ويعد تعزيز التعاون في مجال أمن شبكة الإنترنت وإطلاق خدمة "الرومينغ" للهاتف النقال، وإنشاء نقاط تبادل لتخفيض تكاليف الإنترنت من بين المواضيع الهامة التي تم التطرق إليها بين الطرفين، حيث أوضحت الوزيرة، أن تكاليف الإنترنت في القارة هي الأغلى في العالم، مشيرة إلى أنه يمكن لدول إفريقية أخرى الإلتحاق بنقاط التبادل الجزائريةالجنوب إفريقية. وفيما يتعلق بالتعاون في المجال السياسي والدفاع أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أن البلدين اللذين يجمعهما تاريخ وقيم مشتركة يسعيان إلى تعزيزه أكثر فأكثر. من جانبه دعا وزير التجارة عمارة بن يونس، إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الجزائروجنوب إفريقيا لإيجاد فرص للاستثمار بين البلدين.. وأكد بن يونس، في تصريح على هامش أشغال اللجنة الثنائية العليا للتعاون الجزائري-الجنوب إفريقي ضرورة تدعيم العلاقة بين رجال أعمال البلدين من أجل إيجاد فرص للاستثمار، مسجلا بأسف غياب المتعاملين من جنوب إفريقيا في معرض الجزائر الدولي رغم توجيه الدعوة لهم لاحتلال الأجنحة المخصصة لهم بالمعرض. وحول العراقيل التي تعترض التعاون الجزائري-الجنوب إفريقي أشار السيد بن يونس، إلى الصعوبة المرتبطة بالنقل نظرا لبعد المسافة بين البلدين وغياب خط جوي بينهما، مشيرا بالمناسبة إلى أن الجانبين تطرقا إلى هذا المشكل وطالبا بفتح خط جوي في أقرب الآجال. وأبرز الوزير تطلعات الجزائر في إطار دعم تعاونها مع جنوب إفريقيا، والتي ترتبط أساسا بجلب المستثمرين الجنوب إفريقيين بهدف استحداث المزيد من مناصب العمل وتعزيز الإنتاج الوطني، وكذا التمكّن من تصدير إنتاجها نحو هذا البلد الشريك، مشيرا في سياق متصل إلى أنه تلقى عرضا خاصا بالمنتوجات القابلة للتصدير نحو جنوب إفريقيا، خصوصا في قطاع الزراعة الغذائية والإلكترونيك.