للأسف أجمعت كل التقارير الصادرة مؤخرا عن مصالح الدرك الوطني بولايات الوطن على ارتفاع معدل الجريمة في مقارنة بين أرقام السداسي الأول لعام 2007 والسداسي الأول للعام الجاري. تمنينا ونحن نطلع على التقارير التي وافانا بها مراسلونا شرقا وغربا، جنوبا وشمالا أن نجد استثناء واحدا...لكن الأماني اصطدمت بحاجز الأرقام التي أكدت أن الجريمة في استفحال وأن التعدي على الغير وعلى الممتلكات يأتي في قائمة الجرائم التي باتت تنخر جسم المجتمع الجزائري. أسئلة كثيرة طرحت ومازالت تطرح عن أسباب هذا الوضع المخيف والمنذر بعواقب اكبر. والمؤسف أن الأسئلة بقيت دون إجابات وافية...دون اقتراحات لحلول..دون أفكار تقي الشباب شر الجريمة وشر الوقوع فيها -لمن لم ينتهجها بعد كطريق وكأسلوب في الحياة-. صحيح أن عوامل مثل الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر أو الفقر أو التسرب المدرسي أو انتشار استهلاك المخدرات أو المشاكل العائلية وكذا التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها البلاد مشجعة ومنمية للاتجاه الإجرامي، لكن هذا لاينفي أن تطور الجريمة يتم في غياب التحليل الدقيق للظاهرة ومعرفتها، بغية القدرة على تطويقها... ناهيك عن غياب اقتراح حلول ناجعة.. حلول يمكن تطبيقها وتمكن من تضييق دائرة الجريمة.