قدّمت الفنانة المتميّزة سعاد ماسي، مؤخرا، حفلها الترويجي الأوّل لألبومها الجديد "المتكلّمون" بقاعة "سيغال" في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن خرج للأسواق نهاية شهر مارس الفارط، وبثّت بعض المقاطع وفيديو كليب لواحدة من أغاني الألبوم في قناتها على "اليوتوب". تعود الفنانة المتميّزة سعاد ماسي بعد غياب دام 5 أعوام عن الساحة الفنية بألبوم جديد سمته "المتكلمون"، وأعربت على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" عن أنّ سهرة قاعة "سيغال" كانت مليئة بالعاطفة والأحاسيس، وعبّرت عن سعادتها الكبيرة لتوافد عدد غفير من الجمهور، كما شكرتهم لأنّهم تنقّلوا لدعمها. واستمتع الجمهور الذي ملأ قاعة "سيغال" عن آخرها، وردّد معها أغانيها الجديدة التي ضمّت ألبومها الأخير "المتكلّمون" الذي يتألّف من 10 أغان من قصائد شعراء من عصور مختلفة، ابتداء من العصر الجاهلي في القرن السادس، وصولا إلى القرن العشرين مع الشاعر أبي القاسم الشابي. وكشفت سعاد ماسي عبر قناتها الخاصة على "اليوتوب" وصفحتها الرسمية على "الفايسبوك"، عن أنّ الألبوم الجديد يعدّ تكريما للشعراء العرب الكلاسيكيين المعاصرين منهم والقدامى، وأخذت نصوصا عن المتنبي وزهير بن أبي سلمى والشاعر العراقي المنفي أحمد مطر الذي قالت عنه إنّها عرفته حديثا، وإيليا أبو ماضي وأبو القاسم الشابي وغيرهم، وأكّدت أنّها اختارت قصيدة لقيس بن الملوح المعروف بمجنون ليلى، وهو نص عزيز على قلب سعاد ماسي، اسمها "تذكّرت ليلى"، لتقدّمه على شكل كليب يروّج لألبومها الجديد. وعلى سنتها المؤكّدة، تمزج الفنانة سعاد ماسي أغانيها بالموسيقى الإفريقية والموسيقى العاصمية القريبة من الشعبي، وكذا الموسيقى العالمية على غرار الفولك والروك، وستجمّل هذه المرة موسيقاها بنصوص شعرية معروفة لأشهر الشعراء العرب، وهو ما يعكس بحق ولع الفنانة بالأدب العربي، ومن خلال "المتكلّمون"، كثّفت ماسي من استغلال نصوص شعراء عرب مشهورين، برزوا في مختلف الحقب والأزمنة. هي محاولة لخلق انسجام فني بين الشعر العربي والموسيقى النابعة من الغرب بلمسة جزائرية ساحرة، رغم قوّة وصعوبة أشعار المتنبي مثلا، والصعوبة تتمثّل في الأوزان والألفاظ والمعاني التي تختلف عن العصر الحالي، وتقديمها على طبق موسيقي في طابع الفولك أو الروك يعدّ بحق مغامرة فنية بديعة. يذكر أنّ آخر ألبوم لماسي صدر سنة 2010 عنوانه "حرية"، وكانت لها إطلالة أولى في السينما في العام المنصرم، عبر الفيلم الفلسطيني "عيون حرامية" للمخرجة نجوى نجار، حيث تقمّصت دور البطولة، إلى جانب الممثل المصري خالد أبو النجا. ويضمّ رصيد سعاد ماسي الفني أربعة ألبومات، الأوّل صدر عام 2001 عنوانه "الراوي"، والثاني سنة 2003 بعنوان "داب"، والثالث "مسك الليل" أطلقته سنة 2005، وفي عام 2010 أصدرت "حرية" الذي تزامن مع بدء الثورات العربية، وألبوم "المتكلّمون" خامس عمل يوشّح مسار الفنانة. وذاع صيت هذه المغنية البالغة من العمر 42 عاما في الجزائر قبل أن تنتقل إلى الشهرة العالمية، ومنها في فرنسا، حيث نالت عام 2001 تكريما من "أكاديمية شارل كرو" عن مجموعتها الغنائية الأولى "الراوي"، وفي العام 2006، نالت جائزة "فيكتوار دو لا موزيك" الفرنسية في فئة موسيقى العالم عن مجموعتها "مسك الليل". ويأتي الألبوم الجديد "المتكلّمون" تتويجا لمشروع "كورس قرطبة" الذي تشارك فيه منذ أربعة أعوام تكريما للمدينة الأندلسية التي عاشت عصرها الذهبي بين القرنين التاسع والعاشر في مجالات الفن والفكر والعمارة، وأيضا في مجال "التسامح الديني"، ومن خلال الغوص في العصر الأندلسي، تعرّفت سعاد ماسي على الأعمال الشعرية الكلاسيكية، وأحبّت أن تغني قصائد لكبار الشعراء العرب، مستعينة بمتخصّصين في الأدب لمساعدتها على فهم نصوص شعرية قديمة. ويقدّم الألبوم الجديد صورة قريبة للجزائر، حيث أنّه في حديث صحفي أجرته مع إحدى الوسائل الإعلامية، قالت سعاد ماسي؛ "تعلمون أنني جزائرية مغاربية، وينظر إلينا في العالم العربي على أننا أوروبيون أكثر مما نحن عرب، لكنني أردت أن أفعل ما أحب، أنا من منقطة القبائل (الأمازيغية)، لكنني أحب اللغة العربية، وأحب أن أبرز جمالها وانفتاحها".