المتجول في معرض الكتاب المقام بساحة رياض الفتح سرعان ما يلاحظ أن إقبال الزوار يكاد يكون منحصرا بين كتب الأطفال (بما فيها الكتب شبه المدرسية) وكتب الطبخ، إضافة الى إقبال العائلات على بعض النشاطات الترفيهية الأخرى، أكثر من أى شيء آخر. شاركت العديد من دور النشر في هذه التظاهرة التي تستمر الى غاية ال29 أوت الجاري وقدمت العديد من العناوين في مختلف مجالات المعرفة والفنون من دور النشر المشاركة نجد "دار مختار" (دار الطالب سابقا) بسطاوالي التي تحدث مسؤول التوزيع فيها السيد عطار توفيق ل"المساء" عن سياسة النشر فيها التي تسعى لأن تدخل كل المجالات والاختصاصات لكن تبقى الكتب شبه المدرسية وكتب الأطفال الأكثر حظا إضافة الى استيراد الكتاب الديني من بعض البلدان العربية. شاركت هذه الدار وعبر 10 سنوات من الوجود في عدة معارض وطنية ودولية وهاهي تشارك في هذا المعرض وتحاول تقديم الجديد بتخفيضات تتراوح بين 10 و15 بالمائة. حسب السيد عطار فإن الكتب الأكثر طلبا في هذا المعرض هي كتب الطبخ وكتب الأطفال. من جهته أكد السيد حمزة عمراني المكلف بالبيع "بدار البركة" (حسين داي) ل "المساء" أن الكتب شبه المدرسية والقواميس وكتب الأطفال هي الأكثر رواجا، وفي بعض الأحيان الكتب الدينية. بعيدا عن الكتب المدرسية وكتب الطبخ تعرض دار "هاشيت" كوكتيلا من كتب الأدب، حيث أشارت الآنسة آمال لحول (ممثلتها في المعرض) أن الدار حرصت على أن يكون مضمون معروضاتها أدباء بنسبة مائة بالمائة. الدار قدمت تخفيضات وصلت الى 25 بالمائة مقارنة بأسعارها في السوق، كما أشارت المتحدثة الى "المساء" أن الإقبال على جناح "هاشيت" يكون في أوجه ابتداء من السادسة مساء وإلى غاية التاسعة ليلا حيث يقبل الشباب القراء عموما لشراء كتب معينة، فمثلا الشباب يطلبون كثيرا كتاب "كويلو باولو" الذي حقق أعلى المبيعات إضافة الى كتب آسيا جبار، ياسمينة خضرا، أمين معلوف وبعض الكتب الكلاسيكية وعلى رأسها كتاب "كافكا"، "أردنا أن يكون عرضنا منحصرا في الأدب الكلاسيكي منه والعصري، واختيارنا هذا كان في محله" حسبما قالته ممثلة الدار. من جهة أخرى أشارت الآنسة آمال أن الجزائري لا يزال يقرأ ويقتني الكتب حتى في المناسبات الاجتماعية التي تكلفه ميزانية إضافية كما أنه يطلب دائما الجودة والكتاب الأنيق ذا الصناعة الراقية. دور أخرى قدمت كل ماحملته من عناوين، وأخرى انحصر عرضها خاصة في كتب الأطفال كالدور اللبنانية (دار العلم للملايين، المكتبة العصرية ودار عويدات). علما أن المشاركين الأجانب كادوا ينعدمون بالمعرض إضافة الى غياب دور نشر أخرى كدار "شريفة" و"داليمان" و"العثمانية" وأخرى بقيت أجنحتها فارغة. أجمع العارضون والزوار معا أن المعرض أقيم في الوقت المناسب ولم يؤثر عليه تزامنه مع فترة الدخول المدرسي وحلول شهر رمضان الذي ربما يقلل من الاقبال عليه وبالتالي اقتناء الكتب منه، بل على العكس تماما فإن الدخول المدرسي ساهم في دفع العائلات الى اقتناء كتب الأطفال وكتب شبه المدرسية، كما أن رمضان فرصة لشراء المزيد من المصاحف الشريفة والكتب الدينية المختلفة. كما يبقى كتاب "الطبخ" السيد في هذا المعرض حيث تهافتت أيادي النساء وأحيانا الرجال على خطفه من على الرفوف استعدادا لتحضير أطباق رمضان وقد التقينا "عرائس" هذا الصيف منهمكات في شراء هذه الكتب لاستقبال الشهر الفضيل والبرهنة على قدراتهن في الطبخ، إضافة الى السيدات المغتربات خاصة بفرنسا ومن ولايات مختلفة من الوطن يقضين عطلتهن بالعاصمة وقد وصلت أسعار بعض كتب الطبخ الى 2600دج. للإشارة فقد أقيمت على هامش المعرض بعض النشاطات الترفيهية جلبت الجمهور الصغير منها مثلا ورشة الرسم التي تفنن الأطفال من خلالها في استعمال الألوان المائية كادت تشغلهم عن عالم الكتاب الى جانب الألعاب كلعبة الشطرنج والعروض المسرحية والبهلوانية التي كانت آخر شيء أثار اهتمام الجمهور الذي مثل الأطفال أكبر نسبة فيه.