كالعادة ومنذ عشر سنوات، تقوم مكتبة "لارونيسانس" la renaissance)) برياض الفتح، بتنظيم معرض للكتاب في الطابق السفلي لذات الفضاء في فترة الصيف حيث تعرض كتبا متنوعة بتخفيضات معتبرة. وفي هذا السياق قال مدير المكتبة السيد مصطفى بن مجدوب ل"المساء" أن تنظيم مكتبته لمعرض الكتاب في فترة الصيف وحتى في فترتيّ الربيع والشتاء في الطابق السفلي لرياض الفتح، قد تحول إلى تقليد منذ عشر سنوات، إذ يهدف هذا المعرض وبالأخص الذي ينظم صيفا في شهري جويلية وأوت، الى توفير الكتب لقراء ولايات الوطن الذين لا يجدون في الكثير من الحالات ضالتهم من الكتب في المناطق التي يتواجدون بها وكذا فرصة لجذب القراء المغتربين الذين يهتمون بدرجة كبيرة بالكتب التاريخية. وخصص لهذا المعرض عناوين مختلفة من الكتب التي تلقى تخفيضات بنسبة عشرة بالمائة وفي مقدمتها الكتب الخاصة بالأطفال وكذا الطب والطبخ، في حين يعرف هذا المعرض إقبالا متواضعا من الجمهور رغم الأسعار المناسبة للكتب ويرجع ذلك - حسب المتحدث- إلى نقص الإشهار الخاص بهذا الحدث. ويعتبر هذا المعرض الصيفي بمثابة أكسجين لمكتبة "لارونيسانس" التي تعاني من ركود في عملية البيع طيلة العام، إذ انه يساهم في زيادة المبيعات، كما أن المعرض والمكتبة يشتغلان إلى غاية الساعة الحادية عشر ليلا تأكيدا على أهمية الكتاب في حياة المرء. وتعرف الكتب التاريخية والروايات وكتب الطبخ رواجا في فصل الصيف الذي يتطلب كتبا خفيفة يتسلى بها القارئ وتخفف عنه حرارة الجو وملل العطلة، بالمقابل تلقى الكتب شبه المدرسية انتشارا هي الأخرى حتى في العطل. بالمقابل طالب المتحدث الذي افتتح مكتبته سنة 1986 برياض الفتح المستوردين للكتب الأجنبية، بضرورة شراء حقوق تأليف هذه الكتب وإعادة طبعها في الجزائر، مما يساهم في تخفيض أسعارها وتوفير مناصب شغل لأبناء البلد، بدلا من استيرادها بأثمان مرتفعة وبيعها للقارئ الجزائري بأثمان باهضة. وأضاف المتحدث أن عدد دور النشر الجزائرية الكبير أمر ايجابي خاصة أن غالبيتها تطبع كتبها بشكل جيد إلا أنها تحتاج إلى العديد من الأمور من بينها تحسين شكل ومضمون كتب الأطفال حتى تجذب إليها القارئ الصغير الذي ينجذب بالدرجة الأولى إلى شكل الكتاب والصور التي يضمها. وعن عمل المكتبة الجزائرية يقول مصطفى أن مكتبة "لارونيسانس" افتتحت أبوابها سنة 1986وهي عبارة عن فضاء عائلي بحكم أنها تضم أبناء مصطفى وموظفين يعملون بالمكان منذ أكثر من عشر سنوات وهنا يقول مصطفى أن هذا الأمر خلق ثقة بين موظفي المكتبة والزبائن، علاوة على أن المكتبة لم تغلق أبوابها أبدا واليوم تحاول أن تستمر في المسيرة رغم صعوبتها و يستطرد قائلا "رغم العروض التي أتلقاها في تحويل مكتبتي إلى فضاء آخر يدر الربح السريع إلا أنني امتنع عن ذلك لحبي الشديد لهذه المهنة الراقية". ويرى مصطفى أن مهنة بيع الكتب مهنة نبيلة تتطلب التضحيات، مضيفا أن الأسعار المعقولة لمنتوجات المكتبة -رغم الفكرة الراسخة لدى الجمهور عن غلاء المنتوجات التي تباع في رياض الفتح- وكذا حسن استقبال الزبائن وتوفير كتب متنوعة، تجذب القارئ الشغوف بالكتب وتساهم في الحفاظ على درجة معينة من المقروئية. مصطفى يؤكد أهمية الكتاب في تربية الطفل ويحث الأولياء على تعليم أطفالهم حب القراءة منذ نعومة أظفارهم حتى ينموا على أسس صحيحة ولكي يستغلوا أوقات فراغهم بالشكل الصحيح، مضيفا أن الكتاب ومن خلاله الثقافة يعتبر السلاح الحقيقي والطريق الصائب لتطور كل دولة فالشعب الذي يقرأ، يكون له مستقبل زاهر في شتى ميادين الحياة.