كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أنه تم تنصيب فوج عمل وزاري مشترك يهدف إلى إقامة جسور بين التربية المدرسية والتكوين والتعليم المهنيين والتعليم العالي، تحسبا لاعتماد استراتيجية جديدة تتعلق بتوجيه التلاميذ توجيها سليما تمكنهم من النجاح إما في مسارهم التعليمي الأكاديمي أو المهني. ودعت الوزيرة، في هذا السياق، إلى ضرورة مرافقة التلميذ وعائلته في مجال التوجيه على أن يكون ذلك ليس باقتراح مسلك واحد وإنما بتقديم كل المسارات الممكنة. وأكدت بن غبيرط، في كلمة ألقتها خلال إشرافها أمس، رفقة وزير التكوين والتعليم المهنيين نور الدين بدوي، على افتتاح الأبواب المفتوحة على التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، أنه من المهم أن تصبح مؤسسات التعليم المتوسط والثانوي فضاء، حيث تعطى للتلميذ كل المعلومات حول المسالك الممكنة في فترات مهمة من مساره الدراسي، وهي مرحلة نهاية المسار الإلزامي، حيث يمكن للتلميذ الاختيار بين ثلاثة مسارات للتكوين المهني والتعليم المهني والتعليم الثانوي. ويكون هذا الاختيار تضيف الوزيرة في نهاية السنة الأولى ثانوي بتوجيه التلميذ نحو إحدى الشعب وكذلك نهاية التعليم الثانوي، حيث يجد التلميذ نفسه أمام مسار التكوين المهني أو المسار الأكاديمي، مشيرة إلى أن عملية التوجيه تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عناصر تتمثل في القدرات الشخصية وعروض التكوين المتاحة والإمكانيات التي توفرها سوق العمل. وبخصوص الأبواب المفتوحة، أوضحت وزيرة التربية، أنه كان من المهم أن يحظر هذه التظاهرة التي تنظم عشية الاحتفال بيوم العلم، كل المتدخلين والمعنيين بعملية التوجيه، مؤكدة أن التوجيه هو بمثابة همزة وصل بين العالم الذي يتلقى فيه الطفل العلم والعالم المهني أو عالم الشغل. وأكدت أن التوجيه السليم للتلميذ يعزز نجاحه الذي يظل أفضل ضمان لاندماجه في المجتمع بشكل ايجابي، معتبرة الأبواب المفتوحة فرصة لالتقاء المهنيين ليس فقط للحصول على المعلومات، ولكن أيضا لاكتشاف آفاق جديدة لم تكن أحيانا في الحسبان لبناء المشروع الشخصي للتكوين. وأردفت بن غبريط، تقول ”لقد أصبح التوجيه المدرسي أكثر من أي وقت مضى في صلب انشغالات القطاع لأن غالبا ما يعتمد الكثير على التصورات الاجتماعية لتحديد الخيارات المدرسية لتصبح الأحكام المسبقة هي التي تغذّي كل الرغبات، حيث يعتبر التلميذ نفسه فاشلا إذا لم يختر مسار التعليم الثانوي”، داعية في هذا الإطار إلى محاربة هذه الأفكار المسبقة، وهذا الإحساس بالفشل الذي ينتاب التلميذ وإعادة الاعتبار لكل الإمكانيات المتوفرة حاليا في مجال التكوين. وشدّدت المسؤولة الأولى عن قطاع التربية، على ضرورة القيام بالتحسيس وتقديم المعلومات الصحيحة بخصوص التوجيه الذي يربط العالم التربوي بالعالم المهني، كما أنه حان الوقت لتغيير الكثير من الأفكار المسبقة لننتقل من التوجيه المفروض على التلميذ إلى توجيه يقبله التلميذ، بل أكثر من ذلك الانتقال إلى التوجيه المرغوب فيه. وأضافت أن هذا الانتقال إلى التوجيه المرغوب فيه هو الرهان الذي يجب على مستشار التوجيه المدرسي أن يرفعه باعتباره همزة وصل بين التلميذ ومشروعه وكل إمكانيات التكوين المتوفرة، مشيرة إلى أن الإرشاد المدرسي يساعد التلميذ على معرفة نفسه ومعرفة ميوله وقدراته، كما يساعده على معرفة كل الإمكانيات المتوفرة في مجال التكوين. من جهتها حملت مديرة مركز التوجيه المدرسي بالحراش، مغني جوهر، الأولياء مسؤولية فشل أبنائهم في الدراسة في الكثير من الحالات بسبب إجبارهم على اختيار تخصص لا يرغبه، داعية إلى ترك الحرية للأبناء ومنحهم الثقة للتوجه نحو المسار الذي يجدون أنفسهم فيه. وتشارك في الأبواب المفتوحة التي تدوم إلى غاية ال18 من الشهر الجاري، المديريات المركزية التابعة للوزارة، بالإضافة إلى الأمن والدرك الوطنيين والحماية المدنية. علما أن هذه التظاهرة تمنح الفرصة للتلاميذ للاطلاع على مختلف المعلومات المتعلقة بالتوجيه واختيار التخصصات، ومختلف النصائح المتعلقة بطرق المذاكرة والحفظ والاستعداد للامتحانات.