يواجه سكان بلدية تيانت التابعة لولاية تلمسان العديد من النقائص في مختلف المجالات، أهمها غياب المشاريع السكنية التي لا تزال حبيسة العقار، بالمقابل استفادت المنطقة من مشاريع محلية مختلفة غيّرت نسبيا من الوضعية الاجتماعية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن وتدخل في إطار المخطط البلدي للتنمية حسبما أكده رئيس المجلس البلدي السيد عمر قرقار ل"المساء". تتبع بلدية تيانت إقليميا لدائرة الغزوات وبعيدة عنها بنحو 6.5 كيلومترات، التي وجدت في الفترة الزمنية الممتدة من سنة 1957 إلى سنة 1963، ثم أصبحت تابعة لبلدية السواحلية من سنة 1964 إلى سنة 1983 لتنبثق من جديد عن التقسيم الإداري لسنة 1984، تمتاز بطابعها الفلاحي بحيث تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للفلاحة، 1840 هكتار منها 180 هكتارا أراض مسقية ذات خصوبة جيدة مع إحصاء 524 هكتارا من الأشجار البورية و39 هكتارا من الأشجار المثمرة، وتشتهر بإنتاج الحبوب، الفاصوليا والطماطم وخضر أخرى، وتمون أسواق ولاية تلمسان بمنتجاتها الفلاحية من خضر وفواكه. ووقفت «المساء» في جولتها لهذه البلدية على المشاكل التي تواجه السكان وأهم الانجازات التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
الدعم الريفي لفك أزمة السكن ويعتبر السكن من أولويات سكان بلدية تيانت، حيث أكد المسؤول الأول عن البلدية السيد عمر قرقار أن مشكل السكن هو الأزمة التي أرقت مواطني البلدية ومسؤوليها، وقصد إيجاد حلول لهذا القطاع الحساس، اقترحنا إنجاز مجمع سكني ريفي ب20 سكنا اجتماعيا بتيانت القديمة، هذه القرية التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي كيلومتر واحد، وقد رفعت السلطات المحلية الاقتراح إلى السيد والي تلمسان الذي وافق عليه في انتظار رد مديرية أملاك الدولة لتسوية عقود ملكية أسماء المستفيدين الذين ستوزع عليهم هذه الإعانات المالية لبناء المجمعات السكنية الريفية يضيف مصدرنا وأشار نفس المسؤول إلى أن الإعانات الريفية التي بحوزة البلدية تبقى ضئيلة مقابل عدد الطلبات المقدّمة، والتي فاقت 169 ملف طلب سكن ريفي، وقد طلبنا من السيد والي ولاية تلمسان منحنا إعانات إضافية أخرى. أما بخصوص المواطنين الذين لم يستفدوا من إعانات ريفية، فأغلبهم لايملكون قطعا أرضية، لذا تم تصنفيهم ضمن المستفيدين من قائمة السكنات الاجتماعية والتساهمية، علما أن البلدية لم تستفد من السكن الاجتماعي منذ سنة 1985 إلى غاية سنة 2012 ، إذ تم منحها مشروعا ب 50 سكنا اجتماعيا هو في طور الانجاز، غير أن هذه الحصة تبقى غير كافية، ما استدعى البلدية مراسلة الجهات المعنية لإضافة حصص أخرى بما أن العقار موجود لتجسيد مثل هذه المشاريع.
النقل المدرسي والإطعام بالمتوسطة مطلبان هامان وفي المجال التربوي، أكد السيد قرقار أن بلدية تيانت تتوفر على 3 مدارس ابتدائية تحتوي على مطاعم، غير أن مشكل الإطعام المدرسي على مستوى المتوسطة الجديدة يطرح بشدة، حيث أكد مصدرنا أن هيئته قامت بمراسلة مديرية التربية لاختيار أرضية لإنجاز مطعم تابع للمتوسطة. وبخصوص عملية تهيئة المدارس، استفادت البلدية من مبلغ مالي قدره 4 ملايير و200 مليون سنتيم، أما التدفئة فهي متوفرة سواء كانت مزودة بالغاز الطبيعي أو مادة المازوت. وتحدث رئيس البلدية عن النقص الكبير في النقل المدرسي، مما اضطر السلطات المحلية إلى عقد اتفاقيات النقل المدرسي مع الخواص، وهم 3 متعاملين حاليا لتخفيف عناء تنقل التلاميذ يوميا لمزاولة دراستهم مشيا على الأقدام على مسافات طويلة، وخصصت البلدية 7 حافلات منها 4 ملك للبلدية و3 تابعة للخواص.
الخدمات الصحية محدودة بالبلدية لاتزال بلدية تيانت تشتكي من نقص الخدمة بقاعة العلاج الوحيدة، إذ يقدم هذا المرفق الصحي الإسعافات الأولية فقط للمرضى، الأمر الذي يضطر السكان إلى لتوجه نحو مستشفى الغزوات على بعد 10 كلم وندرومة على بعد 16 كلم، وهو ما جعل السكان يطالبون باستحداث مصلحة الأمومة بالبلدية وتأطيرها، إضافة إلى توسيع الخدمات كمصلحة الأشعة والتحاليل المختلفة مع إقامة نظام المداولة، وقد تم توجيه عدة رسائل إلى السلطات الولائية لتزويد البلدية بسيارة إسعاف لنقل المرضى، إلى جانب تجسيد مشروع عيادة متعددة الخدمات الذي أضحى مطلبا أساسيا لسكان البلدية، خاصة وأن العقار موجود ومدرج في المخطط الرئيسي للتهيئة والتعمير وكاف لإنجاز هذا المشروع، إلا أن المعنيين لم يحركوا ساكنا، يقول السيد قرقار.
مشاريع محلية قائمة وأخرى في الانتظار استفادت بلدية تيانت من عملية ربط بالغاز الطبيعي بكل من قرية بوقدامة وقرية جامع الصخرة لتبقى بعض القرى الأخرى بالبلدية بحاجة إلى ربط بهذه المادة، خاصة وأن أنبوب الغاز يمر بالقرب من البلدية. كما وضعت السلطات المحلية برنامجا خاصا لإنجاز الطريق الساحلي الرابط بين الغزوات ومرسى بن مهيدي انطلاقا من باب خروفة، هذا الطريق الساحلي هو المنفذ الوحيد لفك العزلة عن بلدية تيانت، إذ كان سكانها فيما مضى يجبرون على استخدام الطريق رقم 08 للتوجه من تيانت إلى تونان، لأن الطريق الولائي الذي يربط كلا من تيانت والغزوات غير معروف. أما بالنسبة لطرقات البلدية المؤدية باتجاه القرى أوالمداشر التي لاتزال تشتكي العزلة على غرار قرية المحطة، أولاد سليمان، جامع الصخرة وعين زمور، يوضح مصدرنا.
تحقيق مشروع بناء وتعمير منطقة بوسردون طلبت السلطات المحلية لبلدية تيانت من الجهات العليا تدعيم البلدية بعدّة مشاريع محلية للنهوض بهذه المنطقة الفلاحية، وفي مقدّمتها إعادة النظر في مشروع بناء وتعمير منطقة بوسردون، إذ بعد المراجعة الأخيرة للمخطط الرئيسي للتهيئة والتعمير، تم إدراج بعض المساحات بمنطقة بوسردون التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي كيلومتر ونصف، ذات مساحة 30 هكتارا لإنجاز السكنات والمرافق العمومية لاستغلال هذه المنطقة في التعمير، كما أن هذا الاقتراح أوالمشروع جاء مفصلا في 2012، حيث قدّم إلى والي الولاية وإلى يومنا هذا لم تتلق البلدية أي رد بشأنه.
تراجع في القطاع الفلاحي بسبب غياب الدعم المادي لايزال مشروع السوق الأسبوعي بالبلدية مطلبا أساسيا لدى فلاحي وسكان المنطقة، والذي من شأنه جلب التجار من البلديات المجاورة وبالتالي خلق حركة تجارية بالمنطقة. وفي هذا الشأن، وحسب رئيس البلدية فإن السلطات المحلية، قامت بمراسلة مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لطلب استغلال مساحة 04 هكتارات أرض حبوس وتخصيصها لإنجاز سوق للجملة لتسويق المنتوج الفلاحي المتوفر بالبلدية وتخصيص مساحة لبيع الأنعام ولكن إلى يومنا هذا حسبه لم تتلق البلدية أي ردّ من طرف هذه الهيئة، كما لايزال الدعم الفلاحي مطلب قاطني قرى المنطقة، ما ساهم في تراجع قطاع الفلاحة.
تهيئة غابة أولاد سليمان مطلب السكان ومن المشاريع التي يطالب بها السكان، تهيئة غابة أولاد سليمان لاستراحة العائلات والزوار بصفة عامة، كونها منطقة خلابة ومطلوبة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، حيث تساهم في تحويل المنطقة إلى مرفق سياحي نظرا لتموقعها في الوسط الفلاحي الريفي والغابي، وإذا ما أخذت بعين الاعتبار تطوير السياحة بهذه الجهة، علما أنه تم غرس أزيد من 1000 شجيرة أخرى بها في إطار تنظيم حملات التشجير الأخيرة، إضافة إلى وجود ساحة لعب وأخرى مخصّصة للأطفال.