تسعى المديرية العامة للأمن الوطني، إلى توفير مناخ عمل ملائم لمنتسبيها من خلال ضمان ثنائية الصحة والأمن في الوسط المهني، وهو ما تسعى إليه هذه المؤسسة الأمنية التي سطرت مشروعا طموحا يرمي إلى خلق أجواء آمنة وصحية تليق برجل الشرطة، ويؤكد الرجل الأول في جهاز الأمن اللواء عبد الغني هامل، عزم مؤسسته على تفعيل أحسن المبادرات وتعبئة الوسائل التي ترمي إلى ترقية صحة وسلامة رجال الأمن في أوساط العمل، مع التركيز على وضع الهياكل والآليات المناسبة والتي ستوكل مهمة تسييرها إلى أطباء جزائريين وكفاءات وطنية. وبمناسبة اليوم العالمي للصحة والسلامة في مكان العمل المصادف ل28 أفريل من كل سنة، وتحت شعار "انضموا لبناء ثقافة الوقاية في مجال الصحة والأمن في العمل"، أشرف السيد اللواء عبد الغني هامل، أمس، بمركز التكوين التقني المتواصل للأمن الوطني بحيدرة، على افتتاح ملتقى علمي بيداغوجي حول الصحة والأمن في مكان العمل، بحضور كل من وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، السيد محمد الغازي، ووزيرة تهيئة الإقليم والبيئة السيدة دليلة بوجمعة، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي السيد محمد الصغير باباس، إلى جانب ممثلة برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمنسقة المقيمة لنظام الأممالمتحدة في الجزائر، وعدد من الخبراء والباحثين والأساتذة. وفي تدخله بالمناسبة، أكد المدير العام للأمن الوطني، حرصه على ترقية الصحة والأمن في الوسط المهني، في ظل الأهمية الكبرى التي توليها الدولة لترقية الصحة والأمن في أوساط العمل، مشددا على ضرورة التكفل التام والفعلي بموظف الشرطة حتى يؤدي مهامه في أحسن صورة، على اعتبار أن المؤسسة الأمنية من القطاعات الحساسة والمهام الخاصة التي تجعل من منتسبيها يتعرضون لمشاكل ومتاعب صحية وجب التكفل بها ومعالجتها في أوانها. وفي السياق، يؤكد اللواء هامل، أن مؤسسته تعطي أولوية خاصة للجانب الصحي إلى جانب توفير أجواء السلامة والاسترجاع لضمان جاهزية أفرادها، موضحا أن سياسة المديرية العامة للأمن الوطني، تولي أهمية كبيرة لتحسين الظروف الصحية والنفسية والاجتماعية لمستخدميها، بتوفير كل الشروط اللازمة حتى يتسنى لموظفي الشرطة تأدية مهامهم في ظروف تتلاءم وخصوصية وظيفتهم، ويتجلى ذلك في الجهود التي تبذل من أجل تحقيق الأهداف المسطرة من قبل جهاز الأمن الوطني لخلق بيئة مهنية ملائمة لأداء شرطي متميز خدمة للوطن والمواطن. وأشار المسؤول إلى برنامج المديرية العامة للأمن الوطني في إطار مخططها الخماسي لسنة 2010-2015، والمتضمن جملة من التدابير في مختلف ميادين الصحة، من إمكانيات هامة مكنت من تحقيق نتائج ايجابية انعكست على مردود أفراد الشرطة، وفي السياق، أشار اللواء هامل، إلى إبرام 162 اتفاقية مع مؤسسات استشفائية عمومية عبر التراب الوطني، بغرض تفعيل آليات طب العمل في صفوف الشرطة والاستجابة لمقتضيات المحيط المهني. كما كللت جهود جهاز الشرطة بتدعيم طاقمها الطبي بأربعة أطباء أخصائيين في طب العمل، وحيازة 46 طبيبا في الأمن الوطني على رخصة ممارسة ، ناهيك عن انشاء 166 لجنة مكلفة بالأمن والنظافة وحماية المحيط المهني على مستوى مصالح الشرطة في خطوة للرفع من مستوى الجودة والصحة والسلامة، ومرافقة ظروف إطعام وسلامة الشرطي. وتسعى المديرية العامة للأمن الوطني إلى إنشاء مصالح طبية جديدة منها مستشفى الأمن الوطني بسعة 240 سريرا و4 عيادات جهوية متعددة الخدمات بكل من سيدي بلعباس، قسنطينة، وهران والبليدة.. ويعتبر هذا الملتقى الذي يجمع على مدار يومين، عددا من الخبراء الدوليين وباحثين وأساتذة جامعيين الأول من نوعه على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، ويهدف أساسا إلى تبادل الخبرات والوقوف على أهم المستجدات والتطورات في ميدان الصحة ومحيط العمل، من خلال التعامل المباشر مع المختصين لتقديم مقترحات تخدم هذا المجال، وتعمل على ترقيته في صفوف جهاز الأمن الوطني، وأولت المؤسسة الأمنية أهمية بالغة للملتقى الذي سيعزز المشروع الطموح لجهاز الشرطة في توفير مناخ عمل ملائم لمنتسبيه. للإشارة تم خلال اللقاء تكريم عوني شرطة كانا قد تعرضا إلى إصابات بليغة أثناء تأدية مهامهما الشرطية وتسببت لهما في عجز وعاهات، ورغم ذلك واصلا تأدية وظيفتهما في مناصب عمل مكيّفة، فاستحقا التكريم والعرفان من قبل اللواء عبد الغني هامل، الذي حيا فيهما رجل الشرطة المسؤول والمتفاني رغم الصعاب وظروف العمل القاسية.