ينتظر أن تستلم عدة بلديات بالعاصمة الأسواق الجوارية التي شرع في إنجازها في إطار القضاء على التجارة الفوضوية، التي شوهت العديد من الأحياء، خاصة أن التجار يلقون مخلفات سلعهم في أي مكان، كما يعرضونها للبيع فوق الأرصفة والمساحات العمومية، متسببين في فوضى عارمة جعلت السلطات المعنية تتدخل لوضع حد لهذه الظاهرة التي تفشت بصفة ملفتة للانتباه. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر محلية أن نسبة إنجاز مشروع ال 19 سوقا بلدية، الذي برمج للقضاء على التجارة الموازية لسنة 2012، بلغت حوالي 80 بالمائة، من قبل الشركة الوطنية «بتي ميتال» التي منحتها مديرية التجارة صفقة الإنجاز عن طريق التراضي بهدف ربح الوقت واستلام المشروع في أقل من سنة، من أجل توفير البديل للتجار الفوضويين الذين شملتهم عمليات الطرد والتنظيف الواسع الذي شنته المصالح الأمنية بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والتجارة على مستوى العديد من شوارع العاصمة. وقد تم حسب ذات المصادر الانتهاء من أشغال 16 سوقا جوارية من البرنامج الإجمالي الذي تضمن 19 سوقا على مستوى 13 بلدية متواجدة على مستوى ولاية الجزائر، خاصة تلك التي تنتشر فيها التجارة الفوضوية بكثرة، منها بلدية باب الزوار التي تم الانتهاء من إنجاز 3 أسواق بها ستسلم لأصحابها عند الانتهاء من الأشغال بصفة كلية، حيث ينتظر هؤلاء بفارغ الصبر استلام محلاتهم لممارسة التجارة بصفة قانونية وضمان عمل دائم ومنظم. من جهة أخرى، سيتم قريبا استلام ثلاثة أسواق أخرى ببلدتي سيدي امحمد والمدنية، وسوقين بكل من بلديتي بئر توتة وتسالة المرجة وآخر بجسر قسنطينة على مستوى كل من حي حوش مقنوش وعين المالحة وسوقين آخرين ببلدية القبة، وسوق واحد بكل من بلديات باش جراح، بلوزداد والرغاية. وبالرغم من التقدم المسجل في نسبة الانجاز، إلا أن المشروع سجل تأخرا كبيرا منذ انطلاقه في 2012 ومدة الانجاز التي حددت عن طريق التراضي عوضا عن منح المشروع عن طريق الصفقة العمومية واستغرق وقتا طويلا بالنظر إلى الإجراءات الإدارية التي يتطلبها قانون الصفقات، وذلك لحاجة البلديات إلى هذه الأسواق التي تعتبر بديلا للتجارة الفوضوية ومكسبا للشباب لمزاولة نشاطهم التجاري بشكل منظم وقانوني. ويأمل الكثير من الشباب البطال وممارسو التجارة الموازية أن يكون لهم نصيب في المحلات التي ستوزع بالأسواق التي أنجزت ببلدياتهم، خاصة أن الكثير منهم تلقوا وعودا من رؤساء بلدياتهم بمنحهم محلات تعوضهم عن التجارة الفوضوية، كما ينتظر المسؤولون المحليون أيضا استلام الأسواق في الوقت المناسب، خاصة أن العد التنازلي لشهر رمضان قد بدأ وهو الوقت الذي تنتشر فيه التجارة الفوضوية بصفة كبيرة.