الشاب جليل، صوت قوي ورخيم زاوج بشكل رائع بين الأغنية الوهرانية والأغنية الرايوية العاطفية بكلمات نظيفة ورقيقة تدغدغ وجدان وأحاسيس المستمع لاسيما بوجود اللمسة الموسيقية التي أبدع فيها الملحن توفيق بوملاح. الشاب جليل رفض ركوب موجة أغاني سهرات اللايف بالرغم من غزو السوق لهذا النوع من الأغاني الرايوية التي غالبا ما تسجل بسهرات الملاهي الليلية، احتراما لجمهوره، اختار الغربة والاستقرار بألمانيا لسنوات طويلة كان خلالها أحسن سفير للأغنية الرايوية النظيفة، إلتقيناه بوهران فكان لنا معه هذا الحوار الذي فتح من خلاله قلبه للحديث عن مسيرته الفنية.
"المساء": سنبدأ بالسؤال التقليدي، حدتنا عن بداية مسيرتك الفنية؟ الشاب جليل: بدايتي كانت نهاية الثمانينيات مع جيل من الأسماء الفنية التي أسست لأغنية الراي، كنت متأثرا بمحمد صحراوي والمرحوم الشاب حسني الظاهرة وقتها، وأنا سعيد لأنني شاركت هذا المغني الفريد من نوعه في العديد من الحفلات الفنية التى أقيمت بولاية وهران، إلى جانب الشاب نصرو والشاب كريم القسنطيني وهواري عوينات وغيرهم. ^ مع من تعاونت من كتاب الكلمات والملحنين غير توفيق بوملاح ^^ تعاونت مع كل من هواري بابا وعبد القادر الناير والشيخ بالحضري والعربي محمد. ^ عرفنا أنك كنت لاعبا في فريق جمعية وهران لكرة القدم، كيف تحولت من الرياضة إلى الغناء؟ ^^ نعم لعبت في فريق جمعية وهران كمدافع وسط، والحقيقة أن هناك الكثير من شباب الراي، لعبوا في صفوف جمعية وهران منهم المرحوم حسني شقرون.. أنا أحببت كرة القدم لكن على ما يبدو كان حبي للغناء أكبر، ثم أنني سافرت للإقامة بألمانيا هذا هو المكتوب كما يقال. ^ بالنسبة لقرار الهجرة والإقامة بأوروبا، هل كانت بدافع العمل؟ ^^ ليس هروبا بالرغم من أن وقتها كانت الجزائر تعيش أحلك أيامها خلال العشرية السوداء والفنان والمثقف عموما كان مستهدفا، لكن ليس هذا السبب، إنما جاء قرار سفري إلى ألمانيا والإقامة فيها صدفة فقط، إنه المكتوب. ^ ماذا فقدت في الغربة وماذا أضافت لك؟ ^^ الغربة تجعلك تتعرف على ثقافة أجناس مختلفين عنك من كل الجوانب الحياتية، لكن في نفس الوقت تأخذ منك الكثير من اللحظات الإنسانية والعاطفية الحميمة التي كنت ستعيشها مع والديك وعائلتك وأبناء حيّك وأصدقائك، لكن الشيء الوحيد الذي كان يعزيني في غربتي هو عملي كفنان ولقائي مع جمهوري. ^ ما الفرق بين الغناء في ألمانياوالجزائر؟ ^^ أنا لا أجد فرقا كبيرا فقط هناك لدي جمهور من المغاربة والجزائريين وهنا جمهوري جزائري 100 بالمائة. ^ ماذا عن مشاركتك في مهرجان الأغنية الوهرانية؟. ^^ في الحقيقة لم يسبق لي أن شاركت في مهرجان الأغنية الوهرانية، وهذه السنة ستكون أول مشاركتي في الطبعة المقبلة بدعوة من الجهة المنظمة وهو شرف لي أن ألتقي بجمهوري الوهراني. ^ ما هو رصيدك من الأغاني؟ ^^ عندي 5 ألبومات، آخرها ألبوم يحمل عنوان "الفيلم كمل والكتبة طلعت" من كلمات عبد القادر ناير وتلحين توفيق بوملاح وأغنية "هذا وين حسيت بالهنا" و"ارتاح قلبي من العذاب" عنوان الأغنية الثانية من ألبومي الجديد والأغنية الأولى "الفيلم كمل والكتبة طلعت والناس بيا سمعت". ^ هل غنيت لجمعية وهران؟ ^^ نعم غنيت لها منذ 7 سنوات عندما صعد الفريق إلى القسم الأول، وإذا تحصلت الجمعية على الكأس أكيد سوف أهديها أغنية أخرى، وأنا سعيد بالمستوى الذي وصلت إليه هذه السنة. ^ ما رأيك في ظاهرة العنف في الملاعب؟ ^^ للأسف أصبح العنف داخل الملاعب ببلادنا ظاهرة مخيفة بسبب تحمس الشباب لفريقه الذي يريده أن ينجح، لذلك دورنا نحن كفنانين ومجتمع مدني ووسائل إعلام، مكافحة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الجزائري للحد منها. ^ هل من كلمة أخيرة؟ ^^ أتمني أن يكون اختياري لأغاني ألبوماتي بالرغم من أنها قليلة قد نالت رضى جمهوري الذي أعتز به وأحرص على تقديم له فن جميل ونظيف وأعده بالجديد قريبا.