عبد الله مارساي، كما يلقب صاحب صوت دافئ وقوي، يؤدي الأغنية العصرية الممزوجة بين الطابع العاصمي والوهراني والراي النظيف، تغني بالبهجة والباهية وهران التي ترعرع فيها، إستطاع خلال مسيرته التي تتعدى 15 سنة أن يثبت نفسه أمام الأصوات الغنائية التي تعج بها الساحة الفنية، ويشق طريقه بثبات نحو النجاح بالطابع الغنائي الذي يؤديه. المساء: لماذا تلقب بعبد الله مارساي، وتغني العاصمي والوهراني والراي؟ اسمي عبد الله سفيان اختار لي المقربون مني لقب مارساي لأنني ولدت بمدينة مارساي الفرنسية، قبل أن يعودا والداي للعيش بوهران التي تنحدر منها والدتي، أبي مولود بالعاصمة، لذلك اخترت أن أمزج في غنائي بين الأغنية الوهرانية والعاصمية.
كيف كانت بدايتك الفنية؟ انطلقت قبل 15 سنة، البداية لم تكن سهلة، آمنت بإمكانياتي الصوتية، ووجدت التشجيع من قبل أصدقائي، ومن ملحن آمن بموهبتي مسك بيدي ليقودني إلى الأمام لخوض التجربة، في السنة الفارطة قررت أن أظهر للجمهور من خلال التلفزيون، فحضرت أغنية عن البهجة وذهبت بها لإدارة الإنتاج بالتلفزيون الجزائري بالعاصمة، وبفضل بعض الاتصالات التي سهلت لي المهمة لاقت الأغنية الاعجاب والتشجيع من الفريق الذي استمع للأغنية، لاسيما وأنني اعتبرت ثاني مطرب من وهران يغني عن البهجة بعد الفنان الكبير أحمد وهبي، ووجهت لي الدعوة بعد أسبوع من ذلك للمشاركة في حصة تلفزيونية، وكانت أول ظهور لي أمام الجمهور الجزائري.
أين تجد نفسك من تلك الطبوع الغنائية؟ أغني الشعبي والوهراني والراي لأنني أحب هذه الطبوع، وأحاول أن أرضي مختلف الأذواق، وعندما أقول أنني أغني الشعبي فهو بتوزيع جديد، لأن هذا النوع من الغناء لا يقتصر على العاصمة فقط، بل هو موجود كذلك في وهران ومستغانم، وقد وجدت تجاوبا واسعا من جمهوري سواء داخل البلد أو في الخارج، وقد لمست التأثر الكبير للجالية الجزائرية ببلدان المهجر عندما أغني عن البلاد والغربة، وهي التي جعلتني أتفهم معني أن يعيش الشخص بعيدا عن وطنه وعائلته وأحبابه، لكن الغربة كذلك قدر لا يهرب منه الإنسان.
وماذا عن إنتاجك؟ في رصيدي ألبومان الأول خرج للسوق منذ سنتين والألبوم الثاني صدر مؤخرا يضم 8 أغان منها أغنية تكريما لروح عميد الأغنية الوهرانية، أحمد وهبي، لأنني وجدت أن هذا الفنان العملاق لم يكرم ولا بأغنية منذ وفاته، وهذا أراه جحودا لرمز أعطى الكثير للأغنية الوهرانية، كذلك عندي أغنية تكريما للفنان بلاوي الهواري بمناسبة عيد ميلاده في الشهر الجاري.
وماذا عن غنائك للراي؟ كما قلت من قبل، أنا أحاول أن أرضي جميع الأذواق من خلال غنائي لأكثر من طابع، منه الراي بكلمات نظيفة، حيث أحرص على التعامل مع كتّاب كلمات يحترمون أنفسهم، وإذا اعتمدت في تسجيل ألبوماتي على الأغنية الوهرانية فقط لن أحقق أي ربح مادي.
ماحكايتك مع الفنان الهواري بن شنات؟ صوتي يشبه كثيرا صوت الفنان الكبير هواري بن شنات، وهذا اعتبره فخرا لي، والجميل أننا من حي واحد، حي بلاطو ، الذي أنجب العديد من الفنانين، أمثال الممثل سيراط بومدين رحمه الله، والفنان الصنهاجي وصحراوي، هواري بن شنات كنت أراه دائما أمامي، وطبيعي أن أتأثر به وأغني أغانيه في بدايتي لكنني لا أريد أن أكون نسخة ثانية عنه.
مع من تتعامل من ملحنين وكتّاب كلمات؟ أتعامل مع الملحن توفيق بوملاح، الذي قام بتلحين معظم الأغاني التي أديتها إلى جانب عدد من كتاب الكلمات منهم بالحضري، وأنا أعتبر اختيار الأغاني بكلمات نظيفة أمانة تقع على عاتق الفنان، ولا يصح إلا الصحيح، هذا ردي على أغاني السندوتش.
ماهي مشاريعك المستقبلية؟ أنا بصدد التحضير لألبوم غنائي جديد مع الملحن توفيق بوملاح سوف يكون مفاجأة لجمهوري العزيز سيضم الألبوم موسيقى أوروبية وتركية، فالأمر يأخذ الكثير من الوقت، من حيث اختيار الكلمات والألحان حتى يتمكن الفنان الحقيقي من خلق عمل جميل ينال اعجاب الجمهور ويحقق النجاح المادي والمعنوي.
كلمة أخيرة؟ أولا أشكر كل من دعمني وشجعني في مسيرتي الفنية المتواضعة، شكرا للفنانة جوهرة وهران السمراء، حورية بابا، التي أكن لها كل الحب والاحترام وللملحن توفيق بوملاح، وياريت لو يجتمع جميع فناني الأغنية الوهرانية في قلب رجل واحد، من أجل الرقي بها وتنظيف الساحة الفنية من كلمات الأغاني الهابطة.