أعرب رئيس تنسيقية حركات الأزواد، بلال آغ شريف، أول أمس، عن الالتزام السياسي لحركات الأزواد من أجل التوصل إلى اتفاق حقيقي لوضع حد للنزاع الذي يعرفه شمال مالي، واصفا اتفاق الجزائر حول السلم والمصالحة بمالي بأنه قاعدة عمل مهمة، في حين أشار إلى أن توقيع التنسيقية على هذا الاتفاق يعبر عن تمسكها بمسار السلام. وقال آغ شريف، خلال ندوة صحافية عقب التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق بفندق الأوراسي إن هناك نقاط ماتزال بحاجة إلى المزيد من التوضيح والدراسة مع كافة الأطراف المعنية، مضيفا أن حضور التنسيقية في حفل التوقيع النهائي بباماكو، ما هو إلا إبراز للنوايا الحسنة للحركات الأزوادية من أجل تحقيق السلم النهائي في مالي. من جهة أخرى، أجمعت أطراف الأزمة المالية على هامش التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، على أهمية المرحلة المستقبلية في تاريخ دولة مالي وعلى ضرورة مواصلة العمل بنفس الوتيرة بهدف استكمال جهود إرساء السلم والأمن والتنمية في كل مناطق البلاد. ففي هذا الصدد، أشار موسى آغ آشاراتومان، مكلف بالإعلام على مستوى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وعضو خلية الاتصال لدى تنسيقية الحركات الأزوادية للصحافة، إلى أن اتفاق الجزائر يعد "قاعدة صلبة للعمل" من أجل تحقيق السلام في المنطقة. ووصف المسؤول الأزوادي قرار التنسيقية بالتوقيع بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق، بأنه عربون ثقة وحسن نية، وأنه يؤكد الالتزام بالعمل على تحقيق السلم والاستقرار وتلبية طموحات الشعوب الأزوادية. واشترط آغ آشاراتومان نجاح هذا الاتفاق بتضافر جهود الجميع وتأكيد الالتزام من أجل الحل النهائي للأزمة. وأضاف المتحدث أنه في إطار مسار الجزائر لابد من الأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعطيات وحشد الجهود لها، موضحا أن "الإرهاب والعنف يمكن أن يستفيد من أي ثغرات توجد بين أطراف الأزمة و من ثمة زعزعة الاستقرار وإجهاض جهود السلم والأمن". وفيما يتعلق بالاعتداءات المتكررة في شمال مالي والتي أودت مؤخرا بحياة تسعة جنود ماليين، قال آغ آشاراتومان إن "الجميع في مالي هم ضحية العنف سواء في صفوف الجيش المالي أوالقوات الدولية وكذلك الشعوب الأزوادية التي عانت طويلا من ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة، وعليه فإنه لابد من معالجة هذه الظاهرة من خلال تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة".من جانبه، قال ممثل الحركات المنضوية تحت "أرضية الجزائر" مايغا فيرهون، الممثل الشخصي لرئيس الأرضية السيد هارونا آتوري، أن هذا اليوم يحمل معاني عديدة، داعيا التنسيقية إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل استكمال مسار السلام والتنمية في البلاد وطي صفحة الأزمة. من جهته، أشاد الناطق باسم المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد، و عضو تنسيقية حركات الأزواد، ألمو آغ محمد، بالدور الهام الذي لعبته الجزائر من أجل إنجاح هذا الاتفاق، مضيفا أن حضور الحركات الأزوادية في الجزائر نابع من قناعتها بمصداقية هذا الاتفاق.