أكد أطراف الأزمة المالية يوم الخميس على أهمية المرحلة المستقبلية في تاريخ دولة مالي وعلى ضرورة مواصلة العمل بنفس الوتيرة بهدف إستكمال جهود إرساء السلم و الأمن و التنمية في كل مناطق البلاد. وجاء هذا على هامش التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاق الجزائر من طرف تنسيقية الازواد التي كانت قد طلبت بمهلة قبل القيام بهذا الاجراء من اجل استشارة القاعدة. وأكد موسى آغ آشاراتومان مكلف بالإعلام على مستوى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و عضو خلية الإتصال لدى تنسيقية الحركات الأزوادية لوأج إن إتفاق الجزائر يعتبر"قاعدة صلبة للعمل" من شأنها تحقيق سلام في المنطقة معربا عن رغبة التنسيقية في العمل أكثر من أجل التكفل بانشغالات و تطلعات قاطنة الشمال المالي. وأضاف أن قرار التنسيقية بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق هو عربون ثقة و حسن نية يؤكد إلتزامنا بالعمل على تحقيق السلم و الإستقرار و تلبية طموحات الشعوب الأزوادية. وتشملة تنسيقية حركات الازواد كل من الحركة الوطنية لتحرير الازواد, الحركة العربية للازواد و المجلس الاعلى لوحدة الازواد. وأكد السيد آغ آشاراتومان أنه من أجل تجسيد هذا الإتفاق على أرض الواقع يجب أن تتظافر جهود الجميع و أن يثبتوا إلتزامهم من أجل الحل النهائي للأزمة. وحول الإعتداءات المتكررة في شمال مالي و التي أودى آخرها بحياة تسعة جنود ماليين قال آغ آشاراتومان أن "الجميع في مالي هم ضحية العنف سواء في صفوف الجيش المالي أوالقوات الدولية و كذلك الشعوب الأزوادية عانت طويلا من ظاهرة الإرهاب و الجريمة المنظمة وعليه فإنه لابد من معالجة هذه الظاهرة من خلال تحقيق الإستقرار و التنمية المستدامة ". وفي ذات السياق اعتبر المتحدث أنه في إطار مسار الجزائر لابد من الأخذ بعين الإعتبار كل هذه المعطيات و حشد الجهود لها موضحا أن "الإرهاب و العنف يمكن له أن يستفيد من أي ثغرات يمكن أن توجد بين أطراف الأزمة و من ثمة زعزعة الإستقرار و إجهاض جهود السلم و الأمن " . من جانبه إعتبر ممثل الحركات المنضوية تحت "أرضية الجزائر" مايغا فيرهون ممثلا شخصيا عن رئيس الأرضية السيد هارونا آتوري أن هذا اليوم له معان عديدة على إعتبار "أننا الماليون إخوة و مالي لنا جميعا بإختلافاتنا" داعيا التنسيقية إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل استكمال مسار السلام و التنمية في البلاد وطي صفحة الأزمة. واعرب مايغا عن شكره العميق لفريق الوساطة وعلى رأسها الجزائر على كل الجهود المبذولة و التي أفضت إلى إتفاق من هذا النوع. وبدوره أكد ممثل الحكومة المالية السفير سيسي ديكو أن التوقيع النهائي المرتقب غدا بباماكو على إتفاق السلم و المصالحة يشكل نتيجة إيجابية تكلل الجهود المبذولة على أكثر من مستوى كما يعتبر تتويجا للإرادة الحية التي يتحلى الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا و حكومته من اجل حل سياسي للأزمة في الشمال عن طريق الحوار كأنجع طريق لإنهاء المعاناة و الشروع في مرحلة التنمية الإقتصادية و الإجتماعية في ربوع دولة مالي. وأعرب الديبلوماسي المالي عن إمتننانه العميق للشعب الجزائري و حكومته على دعمها المتواصل لدولة مالي في أصعب المراحل دون أن تدخر أي جهد للوصول إلى هذه النتيجة معتبرا أن إنضمام التنسيقية إلى إتفاق السلم هو "خطوة هامة" في مسار حل الأزمة المالية التي دامت طويلا والتي عانت منها الشعوب المالية على اختلافها.