حل بالجزائر، وفدا عن تنسيقية الحركات الأزوادية، بقيادة بلال أغ شريف من اجل إجراء مباحثات حول إتفاق السلام المبرم بالأحرف الأولى بين حكومة باماكو والحركات الأزوادية بداية الشهر المنقضي، والذي لم توقع عليه الحركات الأزوادية بصفة نهائية. وستكون المباحثات بالجزائر من اجل ما تصفه الحركة الأزوادية ب "إزالة العقبات الأخيرة أمام التوقيع بالأحرف الأولى والتوقيع النهائي على مشروع اتفاق الجزائر". بينما شددت التنسيقية في بيان لها أمس، أن "المباحثات ستتمحور على نقاط التعديلات التي عبرت عنها منسقية الحركات الأزوادية وقدمتها لوفد الوساطة الموسع لدى زيارته لكيدال بتاريخ 17 مارس 2015 وكذلك حول الخطوة التالية من المسار بشكل عام ". وأكدت الاتنسيقية إنها كانت وراء طلب لقاء السلطات الجزائرية باعتبارها قائدة الوساطة بين الأزواديين والحكومة المالية، موضحة أن زيارة القيادي في الحركة بلال أغ الشريف الى الجزائر تدخل في إطار "إزالة العقبات الأخيرة أمام التوقيع بالأحرف الأولى والتوقيع النهائي على مشروع الاتفاق المنبثق عن مسار الجزائر". كما أشارت في بيانها أن بلال أغ الشريف حل بالجزائر صباح يوم 31 مارس من اجل عقد مشاورات ومباحثات مع وفد الوساطة الجزائري. وجدير بالذكر أن الرئيس المالي، بوبكر كايتا كان زار الجزائر الأسبوع الماضي، واشاد بالإتفاق الموقع بالأحرف الأولى بالجزائر، لكنه دعا الحركات الأزوادية التي لم توقع الإتفاق إلى فعل ذلك واعتبره المخرج الوحيد للأزمة المتشعبة التي تمر بها مالي، بينما لم يعلن الطرف الجزائري عن هذه الزيارة التي قام بها اغ شريف. وتوالت الدعوات الدولية للحركات الأزوادية إلى توقيع إتفاق الجزائر، منذ مغادرة ممثليها الجزائر عقب التوقيع بالأحرف الأولى على الإتفاق، واغتاضت المجموعة الدولية من سلوك ممثلي الأزواد بسبب تأخر التوقيع على الإتفاق، بينما أكد الممثل الأممي في مالي، الذي رافق المفاوضات التي حصلت بالجزائر، المنجي الحامدي بأن الأممالمتحدة " لن تبقى تنتظر إلى الأبد توقيع الحركات الأزوادية على اتفاق الجزائر "، قاصدا بذلك أن تردد الحركات الأزوادية بشأن التوقيع لا يمكن ان يستمر أكثر مما هو عليه. حيث شدد الحامدي إثر لقائه الوزير الأول المالي موديبوكايتا "لا يمكننا إعطاء مهلة، ولكن لا يمكننا الانتظار إلى الأبد " . وشدد الحامدي "ليس هناك بديل أخر أمام تنسيقية الحركات الأزوادية سوى الالتحاق بالموقعين على اتفاق الجزائر"، قائلا بأن الاتفاق يستجيب للكثير من المطالب لمختلف الأطراف ، وهذا الاتفاق كما يعلم الجميع ، هونتيجة حل توافقي ، وكل حل توافقي لا يمكنه أن يكون مثالي ". كما قال الحامدي أن الاتفاق يمكنه أن يكون قاعدة من أجل بناء سلام دائم وعادل وجدي في مالي لفائدة كل الماليين والعالم ". في سياق متصل دعا الإتحاد الإفريقي تنسيقية حركات الأزواد في مالي إلى التوقيع "دون مزيد من التأخر" على إتفاق السلام والمصالحة الذي وقع بالجزائر في الفاتح مارس الجاري مؤكدا أن توقيع وتنفيذ هذا الإتفاق سيضمن تسوية مستدامة للأزمة في شمال مالي. ودعت رئيسة مفوضية الإتحاد الإفريقي إنكوسازانا دلاميني زوما في تقرير لها عقب أشغال الإجتماع ال 496 لمجلس السلم والأمن الإفريقي الذي عقد مؤخرا في أديس أبابا تنسيقية حركات الأزواد إلى "التصرف بناء على المصلحة العليا للأطياف التي تمثلها ومصلحة دولة مالي وذلك بالتوقيع دون مزيد من التأخر على إتفاق الجزائر". وأكدت المسؤولة الإفريقية أن "التوقيع على إتفاق الجزائر وتطبيقه بشكل سريع وفعلي سيسمح بتسوية مستدامة للأزمة التي شهدها الشمال المالي"كما سيؤدى إلى تحقيق الإستقرار في هذه المنطقة وتسريع وتيرة التنمية الإجتماعية والإقتصادية وكذا سيسهل من مكافحة آفة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في مالي ومنطقة الساحل بشكل أكثر صرامة. وإعتبرت زوما ان إتفاق الجزائر بشأن الأزمة في شمال مالي يشكل "تقدما معتبرا" في طريق تحقيق السلم المستدام والإستقرار والمصالحة الوطنية في مالي و"إتفاقا متزنا يأحذ بعين الإعتبار الإنشغالات الشرعية لكل الأطراف المالية في ظل إحترام التام للوحدة الترابية وسيادة دولة مالي". من جهة أخرى، أعلنت تنسيقية الحركات الأزوادية ، في بيان لها، أن عناصر من جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا الإرهابية هاجموا دورية تابعة لعضوين من أعضاء التنسيقية وذلك يوم 28 مارس الفارط ، في بلدة "إنازول" غير بعيد عن الحدود مع النيجر. وحسب نفس المصدر فقد استمرت المعركة عدة ساعات وانتهت بخسائر معتبرة في الجانبين، حيث فقدت تنسيقية خمسة (05) من عناصرها، فيما تكبدت المجموعة الإرهابية خسائر بشرية ومادية فادحة.