كشفت الممثلة الخاصة للأمين العام الأممي المكلفة بالحد من مخاطر الكوارث، السيدة مارغريتا والستروم، أول أمس، أن الجزائر معرضة لخطر وقوع تسونامي، غير أن السلطات لديها اليوم تجربة وإمكانيات مادية وبشرية لمواجهة احتمالات وقود هذه الكارثة الطبيعية. أكدت ممثلة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، التي تقوم بزيارة إلى الجزائر تدوم يومين بدعوة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، على هامش الندوة التي نظمت بالمدرسة الوطنية للإدارة بالجزائر العاصمة، حول الكوارث الطبيعية، أن "تهديدات وقوع تسونامي ما زالت قائمة في السواحل الجزائرية، ولكن بالنظر إلى توفر خبراء مختصين في علم الأخطار الطبيعية ستكون الجزائر قادرة على إعداد مقاربة محلية كفيلة بمواجهة كل الاحتمالات". وحسب مارغريتا والستروم، فإن الجزائر أنجزت أعمالا "جد هامة" في مجال التقليص من الأخطار وتسيير الكوارث الطبيعية، قائلة "لا يوجد أي مخطط كامل في بعض الأحيان، قد تكون المقاربة الجزائرية مثالا يقتدى به في البلدان المجاورة"، داعية السلطات الجزائرية إلى تقاسم تجربتها على المستوى الإقليمي. كما استغلت مارغريتا، فرصة تنظيم اللقاء لإبراز تقدم الجزائر في مجال تسيير الكوارث، مع تعزيز إطارها القانوني من خلال المصادقة سنة 2004، على القانون المتعلق بتسيير الكوارث الطبيعية، وإدخال طابع البناء المضاد للزلازل في قطاع البناء. ومن باب الاقتراحات دعت ضيفة الجزائر إلى المزيد من التكوين والإعلام في مجال الأخطار على المستوى المحلي. كما عبّرت الممثلة الخاصة للأمين العام الأممي، عن اهتمام الأممالمتحدة بالخبرة الجزائرية في مجال تسيير أخطار الكوارث، موضحة أنها ناقشت خلال لقائها مع وزير السكن والعمران والمدينة، السيد عبد المجيد تبون، كيفيات الاستفادة من خبرة الجزائر في مجال مخاطر الكوارث ونقلها على المستوى الإقليمي والعالمي. وأكدت مارغاريتا، أن الجزائر تملك إمكانيات تقنية هامة طورتها على امتداد سنوات طويلة، ما جعلها تتمتع بخبرة كبيرة في التحضير للكوارث والتدخل وتقليص الأخطار في الأوساط الحضرية والريفية. وذكرت المتحدثة في هذا الإطار بالاتفاقية التي وقّعتها معظم دول العالم قبل شهرين في اليابان حول تسيير المخاطر، والتي شاركت فيها بهدف استعراض خبرتها والاطلاع على تجارب باقي الدول. وقد تطرقت مارغريتا، خلال لقائها مع وزير السكن إلى القضايا المتعلقة بتقنين البناء ونوعية السكن، وإلى بعض النقائص التي يعرفها العمران في الجزائر. ولدى استقبالها من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد نور الدين بدوي، أوضحت مارغريتا، في تصريح للصحافة أن اللقاء كان مناسبة لاستعراض فرص تعاون وثيق مع الجزائر في مجال الحد من مخاطر الكوارث، مضيفة أنها تطرقت أيضا إلى الندوة العالمية حول تسيير المخاطر التي عقدت في اليابان قبل شهرين. تتمتع والستروم مارغريتا، ذات الأصل السويدي، بأكثر من ثلاثين سنة تجربة في مجال عمليات الإسعاف والإنقاذ الإنسانية في المناطق المنكوبة ومناطق النزاع.