يبدو أن عودة الاستقرار إلى اليمن أصبح بعيد المنال في ظل اشتداد المعارك بين الأطراف المتصارعة في هذا البلد من جهة، وإرجاء الأممالمتحدة لمحادثات سلام كان من المنتظر عقدها نهاية الأسبوع بمدينة جنيف السويسرية بمشاركة الفرقاء اليمينين. فلم يتغير الوضع كثيرا في هذا البلد منذ شهرين منذ بدء قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قصفها لمواقع المتمردين الشيعة بقيادة عبد المالك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله". ورغم أن الضربات الجوية ساهمت في إضعاف الإمكانيات العسكرية للمسلحين الحوثيين المدعومين بالقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلا أن هؤلاء مازالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال ووسط وغرب اليمن. ولا يزال الاقتتال سيد الموقف خاصة بالمناطق الجنوبية التي شهدت مجددا اندلاع معارك عنيفة بين المسلحين الحوثيين والقوات الحكومية وخاصة بمدينة تعز ثالث كبرى مدن البلاد بعد صنعاءوعدن خلفت سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأكد مسؤول محلي أن المعارك التي اندلعت أول أمس الأحد واستمرت طيلة ليلة الاثنين خلفت سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلا في صفوف المسلحين الحوثيين وحلفائهم وخمسة قتلى في صفوف القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي. وواصل الحوثيون لليوم الثاني على التوالي دك عدة أحياء بمدينة تعز بالقذائف الصاروخية والمدفعية مما الحق دمارا وخرابا هائلين إضافة إلى سقوط عدة ضحايا بين قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وبقدر درجة سخونة الوضع الميداني بقيت مختلف المبادرات الدبلوماسية الرامية لاحتواء الصراع في اليمن هشة وفاقدة لأي تأثير على الفرقاء الذي كان من المفروض أن يعقدوا هذا الخميس ندوة بمدينة جنيف السويسرية تحت رعاية أممية. لكن تأكد أمس تأجيل الاجتماع حيث قال سلطان العطواني مستشار الرئيس اليمني عبد ربع منصور هادى أن الاجتماع تأجل إلى أجل غير مسمى لان الحوثيين لم يبدوا التزاما بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن ما يحدث على الأرض والهجمات على عدن وتعز والضالع وشبوة تجعل من الصعب الذهاب إلى جنيف.