اتفقت الجزائروالفيتنام على مبدأ التعاون والمساندة المشتركة كلما اقتضت الضرورة، حسبما أكد أمس الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي قال في ندوة صحفية نشّطها بمعية نظيره الفيتنامي نغويان تان دونغ، إن الجزائروالفيتنام "متفقتان على مبدأ التعاون والمساندة المشتركة بينهما كلما اقتضت الضرورة، وفي كل القضايا والمسائل الخاصة بالعلاقات الدولية". وأوضح أن المساندة بين البلدين "موجودة فعلا على أرض الواقع"، ومثال ذلك أن الحكومة الفيتنامية تساند حل القضية الصحراوية وفق قرارات مجلس الأمن لهيئة الأممالمتحدة، ووفق القانون الدولي. وبالنسبة للقضايا التي "تؤثر على سيرورة العلاقات الدولية"، أوضح السيد سلال أن الجزائروالفيتنام "متفقتان على أن كل المشاكل تُحل بالسلم والحوار"، وهذا "يتماشى مع سياسة الجزائر التي تصدّر الحوار والأمن والطمأنينة". من جهة أخرى، أكد الوزير الأول أن الزيارة الرسمية لنظيره الفيتنامي "لها دلالة وأهمية كبيرة"؛ بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والتي من شأنها "تدعيم العلاقات"، وقد تجسد ذلك - كما أضاف - بالتوقيع على ثلاثة اتفاقيات. من جهة أخرى، أشار إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يقتصر على التبادلات التجارية، مسجلا أن حجم المبادلات الثنائية "ليس كبيرا ولا يفوق 370 مليون دولار أمريكي". وأضاف أن لقاء قد جمع مسؤولي قطاع الصناعة للبلدين وكذا رجال الأعمال، وتم من خلاله "الخروج بنظرة جديدة" في مجال التعاون الاقتصادي. وقال إن البلدين "اتفقا على أن يكون التعاون الاقتصادي بينهما مبنيا على شراكة في الإنتاج ولخلق الثروة؛ لأن للجزائر إمكانيات كبيرة لتطوير اقتصادها، وبإمكانها الاستفادة من التجربة الفيتنامية". وعدّد السيد سلال مجالات التعاون في الجانب الصناعي والاقتصادي الممكنة بين الجزائر وهانوي، كقطاع النسيج، الذي "تتمتع فيه الفيتنام بسمعة عالمية وجودة وخبرة كبيرتين بإمكان الجزائر الاستفادة منهما". وأضاف في هذا الشأن أن الجزائر "ستسمح للفيتنام بدخول الجزائر كشريك اقتصادي في مجال صناعة النسيج، على أن تمكّنه في المستقبل من المساهمة في تطوير الصادرات تجاه القارة الإفريقية". وذكّر في هذا الصدد باللقاء "الهام جدا" الذي ستحتضنه الجزائر في ديسمبر القادم، والذي سيجمع رجال أعمال من إفريقيا؛ بهدف تطوير الاقتصاد الوطني، والدفع بالمنتجين الجزائريين نحو السوق الإفريقية. وفي مجال الطاقة، ذكر السيد سلال وجود اتفاق بين الشركة الفيتنامية للطاقة والشركة الوطنية سوناطراك "لعدة سنوات"، وأنه "بعد اكتشاف رصيد كبير من البترول في بئر السبع بتقرت (ولاية ورقلة)، سنبدأ بالاستغلال والتسويق مع فيتنام في شهر جويلية القادم". كما ستستغل الجزائر التجربة "القوية" للفيتنام في مجال الفلاحة في إطار "شراكة ونموذج جديد في استغلال المساحات الفلاحية"، حسب تصريح السيد سلال. وأضاف الوزير الأول أن الجانبين اتفقا على اتخاذ تدابير لتطوير عدة مجالات بما يسمح للبلدين بالاستفادة من تجربة الآخر. كما اتفقا على تبادل الزيارات في القطاع الأمني وقطاع العدالة، معلنا عن زيارة قريبة لوزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، إلى هذا البلد. ووقّع البلدان أمس بالجزائر العاصمة على عدة اتفاقيات تعاون في ميادين مختلفة، عقب المحادثات بين الوزير الأول عبد الملك سلال ونظيره الفيتنامي أنغوين تان دونغ، ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة، ومذكرة تفاهم أخرى للتعاون في مجال السياحة، وكذا برنامج للتبادل الثقافي للفترة 2016 /2018. وأشرف على مراسيم التوقيع على هذه الاتفاقيات السيد سلال ونظيره الفيتنامي بحضور عدد من أعضاء حكومتي البلدين. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد تحادث قبلها مع نظيره الفيتنامي نغويان تان دونغ، وتوسّع اللقاء ليشمل أعضاء وفدي البلدين. وأكد رئيس الوزراء الفيتنامي من جانبه، أن فيتنام تدعم وتشيد بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة، لا سيما في مالي وليبيا، مضيفا أن "السلم والاستقرار والتعاون من أجل التنمية، كانت دوما من تطلعات جميع الشعوب. والأمر لا يتعلق بتطلع خاص بالجزائر أو بفيتنام، بل تطلّع كافة الشعوب في العالم". وقال إن بلده "يقدّر كثيرا السياسة الداخلية للجزائر، الرامية إلى تحقيق مزيد من التطور والرفاهية والاستقرار لصالح الشعب الجزائري". وبخصوص مكافحة الإرهاب، أوضح السيد تان دونغ أن محادثاته مع السيد سلال شكلت فرصة لإبراز موقف فيتنام بوضوح، وهو التنديد بالإرهاب بكل أشكاله. وقال الوزير الفيتنامي: "أشيد بجهود الجزائر من أجل القضاء على الإرهاب، وأهنّئ الدولة الجزائرية لأنها اتخذت مبادرة تنظيم لقاء دولي حول مكافحة الإرهاب والتطرف في شهر جويلية المقبل بالجزائر العاصمة". وبخصوص المسائل الدولية والإقليمية، دعت الجزائروالفيتنام إلى تسوية النزاعات القائمة في العالم سلميا، وإلى احترام استقلال البلدان وسلامتها الترابية. وأكد المسؤول الفيتنامي أن "السلم والاستقرار والأمن والتنمية تشكل على الدوام، تطلعا لمجموع الشعوب وليس تطلعا خاصا بالجزائر أو بفيتنام ولكن لكل شعوب العالم". أما على الصعيد الثنائي، فأوضح أن لقاءه بالسيد سلال سمح للطرفين بتجديد التزامهما بتعزيز التعاون في مختلف الميادين، مثل التربية والدفاع والثقافة والصحة. وذكر أن البلدين اتفقا على دعم بعضهما البعض في المحافل الدولية، وترقية علاقاتهما الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية التاريخية التي تربطهما، معربا عن رغبته في أن تبلغ "المبادلات التجارية الجزائرية -الفيتنامية مستقبلا، مليار دولار". وأعرب عن مساندة بلده لانضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية، مضيفا أن "الجزائر ليست بحاجة للدخول في مفاوضات مباشرة مع فيتنام من أجل انضمامها؛ لأنها تحظى مسبقا بتأييده". وذكّر بالاهتمام الذي تعيره المؤسسات الفيتنامية للسوق الجزائرية، داعيا رجال الأعمال في البلدين إلى الاستثمار وإقامة شراكات في مجالات واعدة، مثل النسيج والبناء. كما دعا بالمناسبة السيد سلال إلى القيام بزيارة رسمية إلى فيتنام في "القريب العاجل". بن صالح يستقبل الوزير الأول الفيتنامي وكان رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح قد استقبل الوزير الأول الفيتنامي الذي أدى له زيارة مجاملة. وسمح اللقاء حسب بيان للمجلس بتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية في جميع المجالات وسبل ترقيتها. وأكد السيد بن صالح بهذا الخصوص، أن زيارة المسؤول الفيتنامي جاءت في ظرف تعرف الجزائر الكثير من التحولات والإصلاحات، وهو "ما جنّب الجزائر التأثر بما يحدث في بعض المناطق من الوطن العربي أو ما اصطُلح على تسميته بالربيع العربي"، مشيرا إلى أن الجزائر "مقبلة على تعديل دستوري يتوّج الإصلاحات المنتهجة". من جهته وحسب البيان أعرب الوزير الأول الفيتنامي عن شكره للجزائر على دعمها لبلده، مشيرا إلى تعزيز وتطوير العلاقات أكثر فأكثر. كما أكد موقف بلده المندد بكافة أشكال الإرهاب، والداعم للمقاربة الجزائرية في هذا الشأن. وتحادث العديد من الوزراء الجزائريين بالجزائر العاصمة مع نظرائهم الفيتناميين، حيث التقى وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون بنائب الوزير الفيتنامي للبناء فان تي ني لينه، الذي استُقبل كذلك من طرف وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي. واتفق الطرفان حسب بيان للوزارة على تشكيل لجنة مختلطة لتبادل الخبرات وتحديد محاور التعاون في القطاع، لاسيما الطرقات والمنشآت الفنية والدراسات والتكوين.والتقى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف بنائب الوزير الفيتنامي للصحة نغويان فيات تيان. من جهته، تحادث وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب مع الوزير الفيتنامي للتخطيط والاستثمار بوي كانغ فينه. وكان الوزير الأول الفيتنامي قد زار أول أمس معرض الجزائر الدولي الذي يقام بقصر المعارض (الصنوبر البحري)، مرفقا بوزيري الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ووزير التجارة عمارة بن يونس. وطاف عبر أجنحة المنتجات الجزائرية؛ حيث تلقّى توضيحات حول القدرات الاقتصادية والصناعية للجزائر، لا سيما الصناعة الميكانيكية والصناعة الصيدلانية والصناعة الفلاحية والتجهيزات الكهرومنزلية والنسيج. كما زار أجنحة بعض المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، منها الشركة الوطنية للسيارات الصناعية، والمؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية، ومجمع صيدال، ومجمع متيجي (الصناعة الغذائية) وكوندور للإلكترونيك والتجهيزات الكهرومنزلية.وتوقف ضيف الجزائر بجناح الفيتنام الذي يضم مؤسسات تنشط أساسا في مجال الصناعة الغذائية والكهرباء والنسيج، للاطلاع على مستوى الشراكة والتعاون الجزائري - الفيتنامي. كما زار جناح الهند الضيف الشرفي للطبعة 48 لمعرض الجزائر.