كشفت الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالصناعة التقليدية لدى وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، السيدة عائشة طاغابو، خلال زيارتها نهار أمس لقسنطينة، أن وزارتها اقترحت على حرفيي الولاية والمختصين في صناعة النحاس مشروعا من أجل الشراء الجماعي للمادة الأولية، باعتبار أن هذه الأخيرة مستوردة واقتناؤها جماعيا سيمكّنهم من شرائها بأسعار أرخص، كما أبدت الوزيرة خلال إشرافها على تدشين المعرض الوطني للنحاس في طبعته الرابعة عشر، إعجابها بالعدد الهائل للشباب المشارك في المعرض والمقبل على هذه الصناعة التقليدية التي تشتهر بها عاصمة الشرق، مؤكدة أن المبادرة بادرة خير وتدل على أن الشباب متمسك بهذه الصناعة المتوارثة جيلا بعد جيل، بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي تواجه هذه الحرفة التقليدية. من جهة أخرى أضافت طاغابو، أن وزارتها وقصد تطوير وترقية قطاع الصناعة التقليدية والمحافظة على الأنشطة الحرفية و التي تعد تراثا وهوية المدينة، خصّت الولاية بعديد المشاريع التي ستعود بالفائدة على الحرفي بالدرجة الأولى، حيث سيتم إطلاق مشروع إعادة تهيئة الأروقة القديمة بوسط المدينة، خاصة وأن هذه الأخيرة تحتل موقعا استراتيجيا سيسمح لحرفيي الولاية بعرض منتجاتهم وببيعها، زيادة على مشروع لإنجاز قرية للحرفيين ستسمح لهم الاستفادة من التكوين في أنشطتهم لتطوير منتجاتهم، كما وستكون هذه القرية فضاءا واسعا لعرض ما جادت به أناملهم. أما عن مشروع التطوير لتدعيم 300 حرفي للنقش على النحاس بقسنطينة، والذي أطلقه مؤخرا الاتحاد الأوربي بالتنسيق ومنظمة التعاون الإيطالي وبتطبيق من منظمة الأممالمتحدة بهدف الارتقاء بالحرف الإبداعية والثقافية، أكدت الوزيرة أن المشروع سيركز بشكل أساسي على التكوين والتأطير إلى جانب تسهيل العراقيل التي تواجه حرفيي الولاية خاصة الإدارية منها، كما وسيشمل هذا الأخير دورات تكوينية ومحاضرات رفقة خبراء دوليين في المجال، حيث أضافت طاغابو أن القائمين عليه سيقومون بمرافقة الحرفيين و تكوينهم من اجل تحسين منتجاتهم للوصول الى الجودة المطلوبة لتمكينهم من عرض وبيع منتجاتهم في الدول الاجنبية و بذلك التعريف بالمنتوج المحلي الذي تشتهر به عاصمة الشرق. وعن مطالبة الحرفيين بإصدار قانون خاص بالحرفي لحمايته، أضافت الوزيرة أن الحرفيين ليسوا بحاجة إلى قوانين لحمايتهم، بل هو واجب على وزارتنا ودولتنا الوقوف إلى جانبهم، ومد يد العون لهم للحفاظ على الحرف التقليدية والنهوض بواقع الصناعات التقليدية وترقية قطاع الصناعة التقليدية، باعتبار أن هذا الأخير يدر مداخيل مهمة خصوصا مع تزايد عدد السياح الوافدين إلى الجزائر، والذين يبدون إعجابهم بالتراث الثقافي والتاريخي المعروض عبر عديد المنتجات التي بات يعول عليها في إنعاش قطاعات هامة على غرار السياحة والثقافة ومنها الاقتصاد. للإشارة فقد عرفت الزيارة الوقوف على عديد المحطات الهامة، حيث قامت الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالصناعة التقليدية لدى وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، بالإشراف على تكريم أصغر واكبر حرفي في الصالون الوطني للنحاس، مع زيارة المعرض الوطني للكتاب بساحة أحمد باي، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، زيادة على معرض الفنان التشكيلي المرحوم كمال نزار، ومعرض المخطوطات ومعرض قرطن والمماليك بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ومركز الحرفيين، فيما عرفت الزيارة المسائية الوقوف عند معرض ولايتي غرداية وعين الدفلى، في إطار الأسابيع الثقافية الخاصة بعاصمة الثقافة لعربية بقاعة أحمد باي.