تطاول نائب مغربي يدعى أبوزيد الإدريسي ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية على قادة الجزائر، متهما إياهم ب "الخونة" لاعتقاده أنهم خانوا المغرب في قضية الصحراء الغربية ولم يسايروه في أطروحاته التوسعية التي ليست وليدة اليوم، ولأن تضامن الجزائر قيادة وشعبا مع الشعب الصحراوي في قضيته العادلة أثار حفيظة هذا البرلماني. وأكثر من ذلك لم يجد هذا البرلماني المتطاول والمتنطع في نفس الوقت ما يبرر به اتهاماته، سوى ما أسماه "عدم التجاوب العاجل مع مطلب فتح الحدود البرية مع المغرب". ومهما حاول هذا البرلماني القفز على الحقائق، سواء تعلق الأمر بمسألة غلق الحدود التي لا يجرؤ على ذكر أسبابها الحقيقية ومن كان وراءها، أو بقضية الصحراء الغربية التي تندرج في إطار النزعة التوسعية للمغرب على حساب جيرانه، فإن عليه أن يعلم أن موقف الجزائر الرسمي من قضية الصحراء ومسألة الحدود، موقف سيادي اتخذته مؤسسات دستورية تمثل الشعب الجزائري برمته وليس موقف فئة معينة كما يزعم هذا النائب الباحث عن الشهرة والزعامة داخل حزبه. وليعلم أيضا أن الجزائر لا تمانع فتح الحدود لكن بعد دراسة ومعالجة كل المشاكل وأسباب غلقها في إطار شامل للعلاقات بين الجزائر والمغرب. ومتى كان المغرب مستعدا لمناقشة كل المسائل العالقة معالجة شاملة، فإن الجزائر لن تتأخر ولا لحظة واحدة لفعل ذلك. أما بخصوص قضية الصحراء الغربية، فيكفي أن الأممالمتحدة أدرجتها ضمن قائمة قضايا تصفية الاستعمار وتحظى بدعم وتأييد دوليين واسعين، وما موقف الجزائر منها إلا تكريس لمبدأ ثابت في السياسة الخارجية وهو مساندة الشعوب في تقرير المصير والاستقلال. وإذا كان هذا المتطاول الذي يعتقد أنه سياسي محنك أو هكذا يبدو له، يجهل مواقف بلاده من العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، فهذا شأنه، أما أن يتهجم بنذالة على أسياده الذين قادوا أعظم ثورة تحريرية في التاريخ الحديث فهذا يعني أنه قد يكون مصابا بعقدة اسمها "الجزائر".