دخلت بلديات العاصمة منذ أيام في سباق مع الزمن، لتوزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة في شكل مواد غذائية يتم توصيلها إلى منازل المعنيين، مثلما نصت عليه تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية، حيث أكد عدد من رؤساء البلديات ل"المساء"على صعوبة وصول الإعانة لأصحابها في الوقت المناسب، بسبب تأخر التعليمة واقتراب شهر رمضان الذي سيحل بعد أقل من أسبوعين، خاصة أنهم ملزمون باحترام الإجراءات المعتمدة في اختيار ممون يوفر مختلف السلع التي توزع على المعوزين. كشف بعض رؤساء بلديات العاصمة ل«المساء"، عن أن تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية المتعلقة بمنح قفة رمضان في شكل مواد غذائية، بدلا من منحها في شكل صك بريدي، كما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة، أخلطت أوراقهم وأدخلتهم في سباق مع الزمن لمنحها في الأيام الأولى من شهر رمضان، معترفين بصعوبة ذلك لثقل إجراءات قانون الصفقات العمومية واختيار الممون الذي يوفر مختلف المواد الغذائية التي تسلم للعائلات في شكل قفة لا تتجاوز قيمتها 5 آلاف دينار، كما أن العديد منهم سبق أن أعد المداولة وحدد القيمة المالية لتوزيعها على شكل صكوك بريدية، إلا أنهم اضطروا بعد صدور التعليمة إلى إعادة المداولة والشروع في إجراءات تطبيق التعليمة التي خفضت قيمة القفة مقارنة بالصك المالي الذي تجاوز السنة الماضية 1000 دينار في بعض البلديات. رئيس بلدية برج الكيفان: لا يمكن تسليم القفة في وقتها وحسب بعض هؤلاء، فإن التحضير لتوزيع قفة رمضان متواصل، وسط مخاوف من عدم تسليمها لأصحابها في الوقت المناسب، خاصة أن العملية مرتبطة بالعثور على ممون ينقل المواد الغذائية إلى المنازل في أقرب وقت، لتجاوز ضيق الوقت واقتراب حلول الشهر الكريم، مقابل عدم تسوية ملف إعداد القائمة في عدد من البلديات، خاصة تلك التي استقبلت السكان الجدد في إطار عملية إعادة الإسكان التي قامت بها ولاية الجزائر، بينما أصبحت بلديات أخرى مطالبة بشطب عائلات تم ترحيلها من قوائمها السابقة، على غرار بلدية برج الكيفان التي أكد رئيسها قدور حداد ل«المساء" أنه من المستحيل توزيع قفة رمضان في الوقت المناسب، بالنظر إلى ثقل إجراءات قانون الصفقات العمومية وتأخر تعليمة وزارة الداخلية التي اضطرت المجلس إلى إعادة المداولة المتعلقة بتوزيع قفة رمضان، مشيرا إلى أنه تم تحديد 3915 عائلة معوزة ستستفيد من قفة مكونة من مواد غذائية قيمتها 4000 دينار، تسلم من المبلغ الإجمالي لهذه العملية الذي حدد هذا العام بمليار و580 مليون دينار، مقابل 3 ملايير سنتيم السنة الماضية، مضيفا أن المجلس الشعبي البلدي لبرج الكيفان رفع الانشغال الخاص بصعوبة توزيع القفة في وقتها لوالي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، من خلال مراسلة عاجلة، طلب فيها باتخاذ إجراء استثنائي يسهل العملية ويستثنيهم من القرار الذي لا يمكن تطبيقه على بلدية بحجم برج الكيفان، كون إجراءات الصفقات العمومية جد طويلة، غير أن هذا الطلب رفضه زوخ الذي دعا إلى احترام تعليمة وزارة الداخلية من قبل رؤساء البلديات، مثلما أوضح رئيس بلدية برج الكيفان الذي اعتبر أنه لا خيار أمام "الأميار" سوى تطبيق القانون، رغم أن ذلك سيؤثر على توزيع قفة رمضان في الوقت المناسب، لتجنب المتابعات القضائية في حالة حدوث أي مشكل. رئيس بلدية بوزريعة: ثقل الإجراءات سيؤخر العملية نفس الانطباع ذكره رئيس بلدية بوزريعة، السيد محمد الأمين كيتوني الذي أشار ل"المساء" إلى أن المشكل هذا العام طرح بسبب التعليمة المتأخرة وتحويل العملية من صك بريدي إلى قفة توزع على حوالي 1070 عائلة معوزة أحصيت بالبلدية، مؤكدا أنه من المستحيل توصيل قفة رمضان هذا العام في الوقت المناسب، بسبب الإجراءات التي يجب اتباعها في قانون الصفقات العمومية والتي تأخذ وقتا طويلا، مضيفا أن التحدي الذي يحاول المجلس الشعبي البلدي رفعه هو إيصال المواد الغذائية لمستحقيها في أوائل شهر رمضان. رئيس بلدية سيدي موسى: نعمل على تطبيق التعليمة رغم تأخرها من جهته، اعترف رئيس بلدية سيدي موسى، السيد بوثلجة علال بصعوبة عملية توزيع المواد الاستهلاكية على المعوزين هذا العام، خاصة بالنسبة لبعض البلديات التي تضم عددا كبيرا من هذه الفئة المقدرة ب2100 عائلة ببلديته، والتي اختارت الممون الذي يزودها بالمواد الغذائية التي ستوزع وتنتظر تأشيرة المراقب المالي الذي يوجد الملف على مستواه، بينما اقتنى المجلس 1500 قفة بميزانية مشتركة بين البلدية ب1000 قفة و500 أخرى بميزانية الولاية التي سلمت المجلس 350 مليون سنتيم وتكفل هو بباقي المبلغ المقدر ب 4500 مليون سنتيم. وحسب رئيس بلدية سيدي موسى، فإن العملية توجد في مرحلتها الأخيرة، حيث ينتظر اقتناء 1500 قفة أخرى في الأسبوع الأخير من شهر شعبان، من أجل توزيع الإعانة على أصحابها في الوقت المناسب، حيث يحاول المجلس احترام تعليمة وزارة الداخلية التي كان من الأفضل أن تصدر في وقت مبكر لتسهيل العملية على المنتخبين والمعوزين الذين عبر عدد منهم عن مخاوفهم من عدم استلامهم قفة رمضان في الوقت المناسب، خاصة أن هذه الظاهرة سبق أن حدثت في السنوات الماضية، إلى جانب تلاعبات في المواد المسلمة، قبل أن تستدرك السلطات المعنية الأمر هذا العام من خلال توحيد محتوى القفة وتحديد سقفها، لتمكين العائلات المحتاجة من المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجونها خلال شهر رمضان وتفادي أي تلاعب، خاصة أن توزيع هذه الأخيرة يشهد على مستوى المجالس المحلية تجاوزات كل سنة. حسين داي والرويبة في الموعد على خلاف بعض البلديات التي تأخرت في التحضير للعملية التضامنية في رمضان، فان بلدية حسين داي شرعت في إعداد القائمة في شهر فيفري الماضي، مثلما أكده ل"المساء" رئيس البلدية محمد سدراتي، مشيرا إلى أنه تم اعتماد قائمة مكونة من 1200 عائلة بعد شطب العائلات التي تم ترحيلها إلى بلديات أخرى، وشرع في توزيع القفة على المعنيين في نهاية الأسبوع الماضي "يوم الأربعاء" إلى منازلهم، حيث أن مشكل تأخر توزيع المواد الأساسية على المعوزين في حسين داي لن يطرح، حسب سدراتي الذي أوضح أن الممون معروف والمجلس كان مستعدا قبل صدور التعليمة التي نصت على منح القفة في شكل مواد غذائية وإيصالها إلى أصحابها في بيوتهم، والتخلي عن وضع القيمة لأصحابها عبر حساباتهم البريدية، كما جرت العادة خلال السنوات الأخيرة، حيث استحسن سدراتي الإجراء الذي اتخذ لتفادي الطوابير الطويلة أمام مقرات البلديات ومراكز البريد، وتسهيل وصولها إلى أصحابها من الفئات المعوزة بمقر إقامتهم حفاظا على كرامتهم. من جهته، أكد رئيس بلدية الرويبة زهير وزان ل"المساء"، على تطبيق التعليمة والاعتماد على قائمة المعوزين للسنة الماضية، حيث ستستفيد حوالي 700 عائلة من المعوزين والمعوقين من قفة رمضان، مع محاولة إيصالها إلى أصحابها في الوقت المناسب، وهو التحدي الذي رفعته أيضا بلدية الرايس حميدو، مثلما أشار ل"المساء" رئيسها، السيد جمال بلمو، موضحا أن البلدية التي تعتبر من البلديات الفقيرة في العاصمة، تحصلت على إعانة مالية من الولاية مقدرة ب250 مليون دينار ستوزع على 624 عائلة معوزة في شكل مواد غذائية قيمتها 4000 دينار للقفة الواحدة، حيث تتواصل عملية التحضير وإحصاء المعوزين الذين بلغ عددهم 550 عائلة إلى حد الآن، كما أن مشكل التأخر في توزيع قفة رمضان لن يطرح على مستوى هذه البلدية التي باشر القائمون على شؤونها العمل منذ شهر، حسب المتحدث، الذي قال بأن توزيع القفة سيكون قبل يومين أو ثلاثة أيام من الشهر الفضيل تحت رقابة أعوان من البلدية، يحرصون على ضمان عملية التوقيع على استلام القفة ضمانا لوصول المساعدات إلى أصحابها، حيث استنفرت كامل بلديات العاصمة ال57 جهودها لتمكين المعوزين والفقراء من قفة رمضان، التي تحدث كل عام جدلا بسبب التجاوزات المسجلة ببعض البلديات، التي اتهم العديد من مسؤوليها في وقت سابق بالتلاعب بأموال الفقراء والمحتاجين، من خلال اختلاس مبالغ الإعانات وتحويلها بأسماء وهمية، أو منحها لبعض الأقارب، لاسيما أمام غياب الرقابة، فهل تتكرر مشاكل تأخر توزيع قفة رمضان هذا العام، أم ستسلم لأصحابها في الوقت المناسب؟.