تنتظر العائلات العاصمية بشغف كبير فتح حديقة التجارب بالحامة للجمهور، وإعادة الحيوانات إليها مثلما كان في السابق.وقد علمنا من مصادر مطلعة أن جهودا تبذل لإعادة بعث الدور الترفيهي التربوي والسياحي لفائدة المحمية الطبيعية. ستكون للأطفال فرصتهم للالتقاء مجددا بمختلف أنواع الطيور والقردة والحيوانات الأخرى التي كانت ولوقت قريب الوجهة المفضلة لهم وإلى أن يحين ذلك الموعد، يبقى الحي الشعبي "بلكور" يستقطب أعدادا متزايدة من المتسوقين خاصة المتسوقات اللائي وجدن في ما تعرضه محاله ومغازاته العريقة منها والعصرية أسعارا تنافسية، علما أن تواجد محال بيع القماش ومسلتزمات الأعراس وتجهيز المقبلات على الزواج، ناهيك عن الختانة علاوة على متطلبات العرسان هي سر توافد العائلات الجزائرية إلى الحي، سواء من داخل الوطن أو الذين يحلو لهم قضاء عطلة الصيف بين أحضان ودفء العائلة والوطن الحبيب من المغتربين وحتى الأجانب. وقد مكنت عمليات التهيئة للشوارع الثانوية والرئيسية لبلكور من جعل شارع بلوزداد يضيق بما رحب من كثرة المترددين عليه، وحسب بعض من تحدثنا إليهم فإن الحركية في هذا الشارع تزداد مع موسم العطل ووصول الأفواج الأولى من المغتربين. "بلكور" يتميز بمواقع سياحية تاريخية ودينية، إذ أنه المكان الذي يوجد به ضريح الولي الصالح سيدي أمحمد المعروف باسم " بوقبرين" مؤسس الطريقة الخلوتية الرحمانية، والذي يشهد زيارات للتبرك خاصة من أتباع الطريقة الرحمانية. وببلكور يوجد الصرح الثقافي التاريخي 11 ديسمبر الذي يعكس زاوية من زوايا الكفاح المظفر لشباب الحي الذين انطلقوا من شارع العقيبة في مسيرات 11 ديسمبر 1960 رافضين القمع الاستعماري منددين بالظلم والجور الذي سلطته فرنسا الغاصبة، فكان بلكور ولايزال مفخرة الشباب، وهو المنطقة الحاضنة لرموز التحرر والانعتاق. ومن العقيبة حيث حديقة التجارب بالحامة، هاته الثروة الطبيعية التي تفننت يد الإنسان في رعايتها، تتواصل أشغال الصيانة والنظافة التي تقوم بها فرق متعددة، تدعمت بوسائل كبيرة، وليتعزز بها الأمن يوما بعد يوم الى درجة أن الكثيرين ممن اعتادوا زيارتها يقولون: "دورة في العاصمة دون صور تذكارية في حديقة الحامة لامعنى لها" !. عنوان للفرح والأمل مما لاحظناه ونحن نجوب أطراف الحديقة بشائر تدل على عودة هاته التحفة الطبيعية كما كانت عليه في السنوات السابقة يتذكرها سكان بلكور والمدينة أين كانت القعدات العائلية في الحديقة وعلى أطراف شارع جيش التحرير الوطني حث الصابلات والأيام الجميلة! حديقة الحامة هي قبلة للسواح، وقد وجدنا بعضهم يجوبها رفقة الدليل، وهناك من الإعلاميين والإعلاميات من اتخذها أستوديوهات مفتوحة على الطبيعة لتسجيل وتصوير حصص وبورتريهات تلفزيونية وحديث عن حصص مباشرة مستقبلا!. اهتمام الجهات المعنية بهذه المنطقة من الجزائرالبيضاء يبدي حرص الدولة لإستقبال زوارها الموسميين وغير الموسميين لأعرق حي من المنتظر أن يعرف أشغالا كبرى مستقبلا في إطار مايعرف بتهيئة الحامة، التي ستعرف مشاريع تستجيب للتحولات العميقة التي تعرفها مدينة الجزائر، لتكون بلوزداد فضائات للتسوق والاستثمار والثقافة كما هو الحال للمكتبة الوطنية التي أصبحت معبر المثقفين والمبدعين بقاعاتها وببهوها تتلاقى الأفكار وتتفق عبقريات المبدعين ممن سيحملون المشعل! وبلوزداد كذلك يوجد المرفق الرياضي العتيد ملعب 20 أوت بملاحقه الرياضية، فسحة أخرى مفضلة لمناصري الفرق والتي أصبحت لا تقوى على تطليق بلوزداد أو بلكور، فالمكان قبلة الشباب والشابات وبه كل شيء يدعو للتفاؤل والافتخار فهو عنوان للفرح والأمل.