يشتكي سكان حي 450 مسكنا التابع لبلدية العاشور بالجزائر العاصمة من تفاقم عدة مشاكل نغّصت حياتهم اليومية وزادت من حجم معاناتهم، وسط صمت تام للمسؤولين المحليين الذين يطالبونهم بضرورة التدخل العاجل لحل هذه المشاكل والاستجابة لانشغالاتهم. و من جملة المشاكل والانشغالات التي يتخبط فيها سكان هذا الحي، انتشار النفايات والردوم وتسرب مياه الصرف واختلاطها بشبكة المياه الصالحة للشرب، وهو ما أضحى يشكل خطرا حقيقيا على حياة القاطنين، لاسيما مع احتمال الإصابة بالتسممات جراء استهلاك هذه المياه، فضلا عن الانتشار الرهيب للروائح الكريهة المنبعثة من تلك النفايات. وعبر بعض القاطنين بالحي، عن استيائهم الكبير من استمرار هذه الأوضاع المزرية أمام مرأى الجميع، خاصة المسؤولين المحليين على مستوى البلدية والدائرة الذين لم يحركوا أي ساكن لتدارك الأمور، مستعجلين ضرورة إيجاد حلول نهائية لمثل هذه المشاكل التي أرقت حياة العائلات القاطنة. ودعا السكان من جهة أخرى، إلى ضرورة إعادة الاعتبار لشبكة الإنارة العمومية على مستوى الحي، التي لم تعد تشتغل بسبب أعمال التخريب والسرقة التي طالت كوابلها النحاسية ومولداتها الكهربائية من قبل اللصوص، وهو ما فتح الباب لأمثال هؤلاء للقيام بالسطو على المنازل والاعتداء على الأشخاص، مستغلين في ذلك الظلام الدامس الذي يغرق فيه الحي، ما جعل المكان مرتعا للمنحرفين و»الحشاشين». وطالبوا السكان بالمناسبة، بضرورة الإسراع في إصلاح شبكة الإنارة العمومية على مستوى محيط الحي وضمان مراقبتها وصيانتها الدورية، لتفادي تعطلها أو تعرضها للتخريب والسرقة، مقترحين إقامة مركز شرطة جواري يضطلع بمهمة توفير الأمن والحماية السكان الذين طرحوا مشكل العزلة وانعدام وسائل النقل بالمنطقة ما أدخل المواطنين في عزلة شبة تامة، في ظل غياب خطوط للنقل تربط الحي بالمدن المجاورة، وهو الأمر الذي أضحى مشكلا حقيقيا للقاطنين، انعكس سلبا على حياتهم، علما أن الكثير منهم لم يتمكنوا من قضاء حاجياتهم أو الوصول إلى مقاصدهم في الوقت المحدد، مشددين في هذا الإطار، على وجوب فتح خطوط نقل من وإلى الحي لتمكين كل الأشخاص من التنقل والتوجه لمقاصدهم بكل راحة واطمئنان. كما طالبوا منتخبي المجلس الشعبي البلدي باتخاذ إجراءات استعجالية لتمكين الشباب البطال من مشاريع النقل الحضري، لإنهاء معاناتهم مع حتمية المصاريف الإضافية مع سيارات الأجرة التي أرهقت كاهلهم. كما طالبوا السلطات المحلية بالشروع في إقامة مشاريع المساحات الخضراء وفضاءات الرياضة والترفيه والتسلية لفائدة العائلات والأطفال والمسنين، لتمكينهم من الراحة والاستجمام بعيدا عن ضوضاء الشغل وضجيج السيارات، خاصة في ظل انعدام مثل هذه المرافق الهامة على مستوى الحي المذكور، وهو الأمر الذي يتطلب - حسب السكان - برنامجا تنمويا يعنى بإثراء هذه الفضاءات الترفيهية. ودعا شباب ورياضيي الحي، المسؤولين المحليين إلى اللاستجابة لانشغالاتهم بتجسيد مشاريع رياضية كالملاعب الجوارية والقاعات المتعددة الرياضات، قصد تمكينهم من ممارسة رياضاتهم المفضلة على مستوى حيهم، وتجنيبهم مشقة التنقل إلى المدن والبلديات المجاورة لممارسة الرياضة، معبرين عن استيائهم الكبير من غياب مثل هذه الهياكل الرياضية بمحيط إقامتهم، التي من شأنها تنمية القدرات الرياضية للشباب وحمايتهم من الانحراف والدخول في دوامة المخدرات. وفي سياق آخر، يعاني حي 450 مسكنا بالعاشور من غياب مركز صحي جواري يوفر مختلف الخدمات الصحية والطبية للسكان والمرضى، خاصة أولئك المصابين بأمراض مزمنة كالسكري والضغط لدموي.. وهو ما يجبر الكثيرين على التنقل للعيادات والمستوصفات البعيدة عن مقر سكناهم طلبا للعلاج أوالتحاليل الطبية، حيث أكد بعض المرضى أن انعدام مرفق صحي قريب من الحي زاد من معاناة المرضى الذين كثيرا ما يتفاقم وضعهم الصحي بسبب بُعد المراكز الصحية وافتقارها لبعض التحاليل الطبية في غالب الأحيان، مذكرين في هذا الصدد بأن توفير خدمات صحية راقية حق مشروع لكل المواطنين دون استثناء.