يلتقي أطراف الأزمة الليبية اليوم، بالعاصمة الألمانية برلين، ضمن محطة حوار جديدة في إطار المفاوضات التي يشرف عليها برناردينو ليون، المبعوث الاممي الخاص إلى هذا البلد من أجل احتواء أزمته الأمنية والسياسية بالطرق السلمية. وقال سمير غطاس، المتحدث باسم البعثة الأممية في ليبيا، أن ممثلي أطراف الأزمة الليبية سيلتقون بمدينة برلين بمسؤولين أوروبيين وممثلين عن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، من دون أن يقدم أية تفاصيل أخرى. ولكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن اجتماع برلين يعقد بحضور وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ضمن أول لقاء يحضره مسؤولون دوليون إلى جانب ممثلي الأطراف الليبية المتناحرة. وهو ما يطرح التساؤل حول ما إذا كان ليون، سيستغل اجتماع العاصمة الألمانية لممارسة ضغوط على هؤلاء لحملهم على قبول نص مشروع رابع مسودة اتفاق أعدته الأممالمتحدة، وعرضته أمس، على المتفاوضين من كلا الفريقين المتخاصمين في ليبيا. ويطرح هذا التساؤل خاصة وأن ليون أكد أمس، أن الأطراف الليبية المشاركة في الحوار تعاملت بايجابية مع مشروع هذا الاتفاق. وقال إنه وزع مشروع الاتفاق الجديد خلال جلسة المفاوضات التي جرت أمس، وما يمكن أن أقوله في الوقت الراهن أن ردة الفعل كانت ايجابية رغم أنه لم يتم التعمق في مناقشة نص الوثيقة. وأضاف "إننا أمام إمكانية التوافق على ثلاثة مستويات الأول على مستوى المجتمع الليبي والثاني بين المشاركين في الحوار، وأيضا على مستوى المجموعة الدولية". وكانت الأممالمتحدة أعدت ثلاث مسودات اتفاق من أجل احتواء الأزمة الليبية غير أن الأطراف المتخاصمة كانت في كل مرة ترفضها بسبب النقائص بالنسبة إلى هذا الطرف أو ذاك. وهو ما جعل المنظمة الأممية تعكف على صياغة وثيقة اتفاق رابعة قالت إنها ضمنتها كل الملاحظات وأخذت بعين الاعتبار كل النقائص التي أثارها الفرقاء في المرات السابقة. وأجرى الفرقاء الليبيون سلسلة مفاوضات خارج ليبيا بإشراف من المبعوث الاممي الذي يسعى جاهدا لإقناعهم وخاصة السلطتين في كل من طبرق وطرابلس بالتوصل إلى أرضية توافقية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على إدارة الشأن العام الليبي والتحضير لانتخابات عامة في أجل لا يتعدى العامين.