سيكون المخيم الكشفي العالمي الذي ستشارك فيه الجزائر من 28 جويلية إلى 8 أوت 2015 باليابان، فرصة لنقل الصورة الحقيقية عن الجزائر كبلد أمن واستقرار تمكن من استرجاع مكانته بعد الأزمة التي عاشها في التسعينيات. كما سيكون فرصة لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام كدين تسامح وتآخ لمحو الاعتقاد الخاطئ الذي شوّه صورة الإسلام وألصقها بالعنف والإرهاب في أذهان المجتمعات الغربية، حيث سيسعى الوفد الجزائري المشارك في هذه التظاهرة التي ستجمع كل دول العالم من خلال سلوكاته ومعاملاته التعريف بالقيم الحقيقية للإسلام. وسيشارك 133 كشافا جزائريا من بينهم 40 فتاة في هذا المخيم العالمي باليابان، الذي ينعقد كل أربع سنوات بحضور كل دول العالم وشباب من كل القارات والجنسيات، وسيكون الوفد الجزائري أكبر وفد عربي من حيث عدد المشاركين. وسيحاول الكشاف الجزائري خلال 10 أيام من هذا المخيم تشريف الجزائر ونقل صورة ايجابية عن تاريخها وحضارتها. كبلد متفتح على الاستثمار والتنمية بفضل الأمن والاستقرار الذي ينعم به بعد الأزمة التي عصفت به في العشرية السوداء، وجعلت العالم آنذاك يتهرّب من الجزائريين. وبما أن المخيم سيعرف مشاركة شباب من كل الدول بما فيها الغربية فإن الكشاف الجزائري سيستغل هذه الفرصة للتأكيد للأجانب الذين لا يعرفون الكثير عن بلادنا، بأن الجزائر استرجعت مكانتها وأصبحت محل اهتمام الكثير من البلدان الغربية التي تريد الاستفادة من تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب بعد أثبتت قوتها في محاربة الجماعات الإرهابية واسترجعت استقرارها. كما سيكون هذا اللقاء العالمي فرصة أيضا لمحو الصورة السلبية التي تحاول بعض الأطراف إلصاقها بالدين الإسلامي لتشويهه، والتي تسعى لإقناع الأجانب بأن الإسلام هو دين العنف والإرهاب. وهي الفكرة التي ترسخت في أذهان المجتمعات الغربية بسبب الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العديد من الدول الأوروبية، وقتلت مواطنيها ورعاياها بالخارج تحت غطاء الإسلام. وفي هذا السياق ذكر القائد العام للكشافة الإسلامية محمد بوعلاق، أن الإسلام بالرغم من أنه دين تسامح وسلام وتآخ فإن بعض الأجانب للأسف يرون فيه عكس ذلك، مشيرا إلى أن الوفد الجزائري المشارك في المخيم العالمي لليابان سيحاول تصحيح هذا الاعتقاد الخاطئ بسلوكات وتصرفات تعكس قيم الإسلام الحقيقية المبنية على التعاون والتآزر والتضامن، وحب الآخر ونبذ العنف في تصرفاته مع الوفود المشاركة التي تزور خيمته لتعرف بأن الإسلام هو دين حسن المعاملات وتقبّل الآخر واحترام الديانات. وذكر السيد بوعلاق، بأن القيادة العامة للكشافة نظمت مؤخرا مخيما تحضيريا من أجل الإعداد للمخيم العالمي بولاية بومرداس، بحضور الوفد المشارك وسفير اليابانبالجزائر لإعطاء المشاركين فكرة عامة عن التظاهرة وتحضيرهم جيدا ليكونوا أحسن سفراء للجزائر. كما سيكون المخيم فرصة أيضا للتعريف بحضارة الجزائر وتاريخها، وكذا نمط معيشة سكانها وتقاليدهم بتنظيم معرض للباس التقليدي الجزائري الغني والمتنوع الذي يختلف من منطقة إلى أخرى، وكذا عرض مختلف الأطباق والحلويات التقليدية، وغيرها من الأشياء التي تعبّر عن ثقافة الجزائر وتراثها الغني. إحياء الاتحاد الكشفي المغاربي تحضّر الجزائر لإعادة بعث الاتحاد الكشفي المغاربي في 2016، بعدما ظل مجمّدا منذ 15 سنة بسبب توتر العلاقات بين الدول المغاربية من حين إلى آخر. وسيكون هذا الاتحاد فضاء يسمح للشباب الكشاف من الدول المغاربية بالتعارف وتنسيق الجهود خدمة للقضايا المشتركة، وربط علاقات صداقة وتعاون تعكس مستوى العلاقات الرسمية بين الدول. وكشف القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، محمد بوعلاق، أن الجزائر اتفقت مؤخرا مع تونس لإعادة إحياء الاتحاد الكشفي المغاربي الذي تأسس في الجزائر قبل 15 سنة، والذي لم يتمكن للأسف من تجسيد الأهداف التي تأسس من أجلها وبقيت مجرد حبر على ورق. وذكر المتحدث بأن القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية عقدت لقاء أيام 22، 23 و24 ماي الماضي، مع نظيرتها التونسية بتونس بحضور قادة ورؤساء الكشافة من مختلف دول المغرب العربي، حيث تم الاتفاق على إعادة إحياء الاتحاد. ومن المنتظر أن يتم عقد اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد الكشفي المغاربي في شهر نوفمبر القادم بالجزائر، تحضيرا لعقد مؤتمره في شهر مارس من 2016 وهو المؤتمر. ويعد الاتحاد الكشفي المغاربي فضاء للتقريب بين الأشقاء من مختلف دول المغرب العربي لتنسيق الجهود في المجالات الكشفية، وتنمية روح التعاون والتعايش بين دول الجوار وقيم الأخوة المبنية على المقومات المشتركة، بالإضافة إلى تسليح الشباب بالوعي واليقظة للسهر على حماية بلدانهم، وعدم الانسياق وراء المؤامرات التي تحاول استهدافها في ظل الظروف الصعبة والتهديدات التي تعيشها المنطقة حاليا.