أشرف اللواء محمد زناخري، الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، سهرة أول أمس، على حفل تخرج الدفعات الثامنة والعشرين من الطلبة الأخصائيين في العلوم الطبّية والطلبة الضباط العاملين، من المدرسة الوطنية للصحة العسكرية "قضي بكير" بعين النعجة، في حفل حضره إطارات سامية من الجيش الوطني الشعبي، وعائلات الطلبة المتخرجين وضيوف شرف. وبدأت مراسم الحفل بتفتيش اللواء الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، للتشكيلات التي شكّلت مربعات منتظمة في بهو المدرسة، قبل أن يلقي مدير المدرسة العميد سنوسي بريكسي إبراهيم الخليل، كلمة ترحيبية، أشاد من خلالها بالاهتمام الكبير التي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لترقية برامج ومناهج التكوين، مبرزا في الوقت نفسه التخصصات المتعددة التي تضمنها المدرسة الوطنية للصحة العسكرية، للطلبة الملتحقين بها في أقسام التدرّج وما بعد التدرّج، والتي تضم إلى جانب العلوم الطبية، علوم الصيدلة وجراحة الأسنان، فضلا عن تخصصات الطب الاستعجالي وطب الكوارث وغيرها. كما ذكر مدير المدرسة، باستفادة طلبة من دول أجنبية، شقيقة وصديقة من التكوين بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية "قضي بكير"، والتي توفر تكوينات بيداغوجية يتم انتقاؤها بإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأشار إلى أن إدارة المدرسة تعمل حاليا على تجسيد مشروع يهدف إلى تحسين مختلف الجوانب البيداغوجية للتكوين بالمدرسة، منوّها بالمناسبة بالعناية الخاص التي يوليها نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، لتحسين مناهج التكوين العسكري وترقية برامجه البيداغوجية بشكل يسمح بتحقيق مبتغى الاحترافية والعصرنة المتوخى. وتطرق مدير المدرسة في سياق متصل إلى التكوينات شبه الطبّية وشبه الطبّية المتخصصة التي يستفيد منها الطلبة الملتحقون بالمدرسة، حاثا في الأخير الطلبة المتخرجين إلى التفاني في تطبيق ما تلقّوه من معارف أثناء التكوين وتأدية وظائفهم في الميدان المهني بإتقان ووفاء وإخلاص. بعدها أدّت الدفعات المتخرجة والتي ضمّت طلبة من 6 دول شقيقة وصديقة، على غرار فلسطين، الصحراء الغربية، موريتانيا، مالي والنيجر والتشاد، قسم الولاء ويمين الوفاء طبقا لمراسم التخرج وتقاليد الجيش الوطني الشعبي، ليتم عقب ذلك تقليد الرتب وتسليم الشهادات للطلبة الأوائل في الدفعات المتخرجة، المتفوقين في مختلف التخصصات، ومنها التخصصات الجراحية والطبية وجراحة الأسنان والصيدلة، قبل أن تقوم مجموعة من طلبة الدفعة ال28 المتخرجة بتسليم العلم لممثلين عن الدفعة ال29 الموالية في التكوين. وقد وافق اللواء محمد زناخري، الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، على التماس الطلبة المتخرجين المتضمن إطلاق اسم الشهيدة "رقاد زينب" المدعوة "فريدة" على دفعتهم، قبل أن تختتم مراسم التخرج باستعراض عسكري منسجم قدمته مختلف الدفعات المتخرجة والمتكونة بالمدرسة الوطنية للصحة العسكرية، ليتم بعدها القيام بزيارة إلى مختلف أجنحة مؤسسات الخدمات الفندقية والمساعدة الطبية، والتي تم فتحها لاستقبال المرضى القادمين إلى العلاج في المستشفى العسكري "محمد الصغير نقاش" الواقع بمحاذاة المدرسة الوطنية للصحة العسكرية. كما تم بالمناسبة تزامنا مع الذكرى ال60 تسليم الطالبة المتفوقين ميداليات وشهادات تكريم مسداة من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وقام الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، رفقة مدير المدرسة وإطارات سامية من الجيش الوطني الشعبي بتكريم عائلة الشهيدة رقاد زينب، التي سميت عليها الدفعات المتخرجة، وهي من مواليد منطقة لرجام بولاية تيسمسيلت في سنة 1936، انضمت إلى صفوف جيش التحرير الوطني في 1956 بالولاية التاريخية الرابعة، حيث كانت تتكفل بالجانب الصحي من إسعاف ومعالجة للمجاهدين، إلى أن تم إلقاء القبض عليها في 1959 من قبل المستعمر، غير أنها تمكنت من الفرار من السجن بعد 3 أشهر من توقيفها، وعادت إلى كفاحها كممرضة ضمن مجموعة من الفدائيين. وبعد سنوات من الكفاح والجهاد من أجل استقلال الجزائر، سقطت الشهيدة في ميدان الشرف رفقة رقاد فاطمة وعدد من الفدائيين بإحدى المعارك الكبرى التي جرت بمنطقة أولاد صهران في 1961.