أسالت الطريقة التي تم بها تحويل مدافع شبيبة القبائل السابق جمال بلعمري إلى وفاق سطيف، الكثير من الحبر؛ إذ إن هناك من أثار مسألة استغباء رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي حين قام اللاعب بالتقرب منه، ليؤكد له أنه سيمضي لصالح نصر حسين داي، وليس لوفاق سطيف، مما جعل رئيس الشبيبة يمنحه أوراقه مقابل دفعه مبلغ 500 مليون سنتيم عوض 3 ملايير سنتيم التي كان قد سبق له وأن طلبها من قبل، لما أبدى الوفاق اهتمامه بضم هذا المدافع. حناشي الذي وضع هذا اللاعب في قائمة المسرَّحين بسبب المشاكل الكثيرة التي كان سببا فيها الموسم الماضي رفقة بعض اللاعبين الآخرين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم بمجرد نهاية الموسم، على غرار مكاوي، مكحوت، عسلة وبن عمارة، كان على علم بمخطط اللاعب، وهذا بحكم تجربته في مثل هذه الوضعيات، فبلعمري حضر بمفرده إلى مكتب الفريق القبائلي بدون أن يرافقه أي مسؤول من نصر حسين داي، وهذا ما جعل رئيس الشبيبة يكتشف ألاعيب لاعبه السابق، وأنه لن ينتقل إلى النصرية، ورغم هذا فقد منحه أوراقه بدون أن يقول له أي شيء، وهو يعلم بأنه سينتقل إلى وفاق سطيف، وليس إلى النصرية التي أراد أن يسهّل لها مهمة انتداب بلعمري، بسبب العلاقات الطيبة بين الفريقين، غير أن حناشي من جهته وحتى يرتاح نهائيا من قضية بلعمري، منحه ورقة تسريحه مقابل 500 مليون سنتيم. ومن جهته، يرى رئيس وفاق سطيف حسان حمّار، أنه انتصر على رئيس شبيبة القبائل في هذه القضية بعد أن استعمل حيلته، عندما سبق وأن أكد أنه غير مهتم ببلعمري من أجل تخفيض قيمة ورقة تسريحه، وهو يرى أن حناشي لم يصرّ على القيمة الأولى التي طلبها، وهي 3 ملايير بعد أن أكد الوفاق عن استغنائه عن هذا اللاعب. وبين هذا وذاك فإن ما يحدث في كرة القدم الجزائرية يُعد أمرا غريبا؛ حيث تفتقد الشفافية في التعامل بين الأندية، التي كان من المفروض أن تتعامل بالأساليب القانونية، فاللاعب الذي يكون مرتبطا بعقد، من المفروض أن يتقدم النادي الذي يرغب في خدماته مباشرة بالنادي الذي يملكه، من أجل التفاوض حول قيمة تسريحه، مثلما يحدث في البلدان الأوربية، وليس الاستخفاف بعقول الناس واستعمال الحيل التي ليست في محلها.