جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه ابرام أي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي لا يتضمن تسوية نهائية لجميع قضايا الوضع النهائي التي لا تزال عالقة منذ سنوات.وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت رفضه لأية اتفاقات انتقالية جديدة ولأي تأجيل لأية قضية من القضايا الجوهرية في تأكيد واضح على رفض الطرف الفلسطيني كل مسعى لفصل مصير القدسالمحتلة عن مسار المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي الاخرى. وأكد عريقات أنه إما أن يكون هناك اتفاق شامل حول جميع القضايا كالقدس واللاجئين والمياه والأمن والحدود والمستوطنات، أو لا يكون هناك اتفاق. وكان الرئيس الفلسطيني عقد لقاءا جديدا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي انتهى إلى نتيجة صفرية كباقي اللقاءات السابقة بالرغم من أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس كانت حثت الطرفين خلال زيارتها الأخيرة الى فلسطين المحلتة على ضرورة إحداث اختراق في مسار المفاوضات المتعثرة ولكنها لم تتجرا على ممارسة اية ضغوط على إدارة الاحتلال رغم إدراكها أن مواقف هذه الإدارة تبقى العقبة الرئيسية أمام مواصلة العملية السلمية. لكن الطرف الفلسطيني المدرك لهذه الحقيقة رفض بدوره أي أفكار أو حلول وسطية مؤقتة لاي جهة دولية كانت لا تقود الى تسوية نهائية الى جميع القضايا الجوهرية. وهو الأمر الذي عبر عنه صائب عريقات الذي قال أن "أي جهات لديها أفكار وسطية دولية أو غيرها تخرج قيد أنملة عن ما أقرته الشرعية الدولية غير مقبولة على الإطلاق" . وكان المسؤول الفلسطيني يلمح الى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي أعلنت في وقت سابق أنها قدمت أفكارا جديدة تتعلق بتسوية قضايا الوضع النهائي في مسعى للتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري كما سبق وتعهدت بذلك إدارة الرئيس جورج بوش. والواضح من تصريحات المسؤول الفلسطيني أن رايس لم تقدم أفكارا جديدة خلال زيارتها الأخيرة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بقدر ما كان هدفها ممارسة المزيد من الضغوط على الطرف الفلسطيني لدفعه إلى تقديم المزيد من التنازلات. وهو ما جعل الفلسطينيين يجددون تمسكهم بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم ينهي الاحتلال ويقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من جوان عام1967 تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل. غير أن إسرائيل التي أقرت بأن هوة الخلاف مع الطرف الفلسطيني لا تزال كبيرة ذهبت إلى نقيض الموقف الفلسطيني وتحدث عن إحراز تقدم هام في الاجتماع بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء ايهود أولمرت. وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية أن" تقدما هاما تم إحرازه أثناء المباحثات غير أن هوة كبيرة مازالت قائمة أيضا بين الجانبين" ولكن من دون أي يعطي أية توضيحات حول هذا التقدم المزعوم. والواقع أن إدارة الاحتلال تلعب على عامل الوقت من أجل الإبقاء على الوضع الراهن بدليل تمسكها بمواقفها المتعنتة الرافضة لمناقشة قضايا الوضع النهائي وأكثر من ذلك فقد تعمدت ضرب العملية السلمية بإصرارها على مواصلة العملية الاستيطانية بالرغم من النداءات الدولية المطالبة بتجميدها بهدف خلق أجواء من الثقة تساعد على مواصلة المفاوضات.