يستعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم في نيويورك حصيلة المفاوضات التي اجراها الى حد الان مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يوشك على مغادرة البيت الأبيض مع انتهاء ولايته نهاية العام الجاري وسط تزايد الاحتمالات بعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية عام 2008 . وأقر الرئيس الفلسطيني الذي يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك بأن الأمل في التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري كما سبق وتعهدت بذلك إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أصبح ضئيلا وخاصة في ظل التغييرات السياسية الحاصلة في إسرائيل بعدما اضطر وزيرها الاول ايهود اولمرت إلى تقديم استقالته بسبب تورطه في فضائح مالية. وبالرغم من ذلك فقد أكد الرئيس عباس انه لا يعتزم التوقف في انتظار تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل أو انتخاب الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين انه لا يمكن الحديث عن لقاء آخر فرصة لأننا سنواصل التحدث مع الأمريكيين إلى آخر لحظة. وأضاف المسؤول الفلسطيني أننا لا ننتظر تولي إدارة جديدة في واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام الذي يبقى الحل الوحيد لوضع حد للاحتلال وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. من جانبه قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الرئيس عباس سيعرض على الرئيس الأمريكي النتائج التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات السلام وما يجب فعله الى غاية نهاية العام. وأضاف ان الهدف هو معرفة اذا كنا في طريق مسدود ام لا تزال هناك امكانية للتوصل الى اتفاق سلام. ولكن السؤال المطروح هو أي حصيلة سيقدمها الرئيس الفلسطيني لنظيره الأمريكي ومفاوضات السلام لم تشهد أي تقدم يذكر منذ انطلاقها منذ قرابة عام كامل حيث لا تزال كل قضايا الوضع النهائي محل النقاش دون تسوية. وعلى العكس فإن مفاوضات السلام تشهد منذ تحريكها خلال مؤتمر أنابوليس المنعقد أواخر شهر نوفمبر الماضي بالعاصمة الأمريكية تعثرا بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة والتي تجد دعما من واشنطن التي نصبت نفسها راعية السلام في العالم. وعمدت إدارة الاحتلال منذ المؤتمر المذكور على مضاعفة بناء المستوطنات وشنت أبشع الاعتداءات على الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة المحاصر في ضربة قوية لعملية السلام. وأكثر من ذلك فقد تمسكت بكل مواقفها المبدئية بخصوص تسوية جميع قضايا الوضع النهائي في مسعى إلى دفع الطرف الفلسطيني إلى تقديم المزيد من التنازلات والقبول بالتوقيع على اتفاق مؤقت. ولكن المسؤولين الفلسطينيين أكدوا رفضهم أي اتفاق سلام مع الطرف الإسرائيلي يكون مؤقتا ولا يتضمن تسوية نهائية لجميع المسائل وفي مقدمتها قضية القدس الشريف وعودة اللاجئين والأسرى وترسيم الحدود.