نجح الحرفي بوعلام زيري، مختص في صناعة الشمعدان من الخشب، في جلب اهتمام زوار معرض الحرف التقليدية بمركز فنون وثقافة مصطفى كاتب المنظم مؤخرا، حيث جمعت أعماله بين البساطة والجمال. وحول حرفة الشمعدانات الخشبية، عدنا لكم بهذه الدردشة... ^ حدثنا عن سر اهتمامك بحرفة صناعة الشمعدان؟ ^^ مارست هذه الحرفة منذ أكثر من 40 سنة، إذ تبنيت الحس الفني من العمل الذي كنت أزاوله، والمتمثل في فنون التأثيث والديكور، وهو النشاط الذي جعلني أحمل تلك الروح الفنية وأتخصص في مادة الخشب كمحترف، ومنه رحت ابتكر قطعا فنية لتكون جزءا من ديكور البيت. ^ لماذا الشمعدان دونها من قطع الديكور الأخرى؟ ^^ لكل فنان أو حرفي ميولات خاصة، أحيانا لا يمكن التعبير عنها بطريقة بسيطة، فقد يكون حب العقل الباطني أو اللاوعي وراء التمسك بشيء معين، وربما حبي الكبير للقطع الفنية القديمة هو ما جعلي أميل إلى صناعة الشمعدان بكثرة، فهي قطع جميلة وعملية في آن واحد، كما أن لها أصالة تميزها عن باقي الأثاث، استعملها الإنسان منذ القدم لحمل الشموع، كما أن لها دلالة اجتماعية وثقافية عريقة، حيث أنها كانت ولا تزال تحمل الشمعة التي تسمح بإضاءة المكان في وجود الظلام. ^ هل فكرت في إدخال قطع جديدة على أعمالك؟ ^^ في حقيقة الأمر نعم، أود ذلك إلا أن محدودية إمكانياتي تعجزني عن الإبداع في قطع أكبر أو موديلات أكثر تعقيدا، وعلى هذا الأساس أحاول البقاء في ما أنا عليه والإبداع فيه، إلى حين أتوصل إلى شراء آلات كبيرة حتى تساعدني في تطوير أعمالي، ولما لا فتح ورشة خاصة للتأثيث تحت الطلب، وهذا من أجل مشاركة الجمهور العاشق للفن، أفكاري الجميلة. ^ ما هي أنواع الشمعدان التي تعرضها؟ ^^ الشمعدان قطعة من ديكور البيت استعملها الأسلاف قديما لاسيما الأوروبيين، حيث نجد هذه القطع في ديكورات القصور القديمة التي نراها في الأفلام القديمة، لتزيين ركن من أركان البيت، وكانت تزين بها طاولة الأكل في غرف المعيشة، وهناك أنواع عديدة منها، وأكثر ما كان يميز الشمعدانات الأوروبية عن العربية أنها كانت بالحجم الطويل، لأنها كانت تستعمل أثناء الأكل، مما تسمح ببعث إضاءة مساحة واسعة، حيث تمكن من إضاءة زاويا أكبر من الغرفة، عكس الشمعدانات العربية التي تكون أقل طولا، حيث تستعمل العديد منها في أركان مختلفة من البيت، كما أن البعض كان يستغني كليا عنها فيحمل الشمعة دونها أو يضعها فقط على حامل صغير. ^ في رأيك، هل هذا النوع من القطع الفنية التقليدية مطلوب عندنا؟ ^^ لا يمكن تحديد ذلك بصفة دقيقة، إلا أنه من خلال المعارض التي أزورها أرى أن الإقبال على الصناعة التقليدية محتشم ولأسباب مختلفة. البعض لا يدرك قيمة الأشياء الحرفية، ولا يولون اهتماما بالقطع القديمة، ومن جهة أخرى، تهتم فئة بالأعمال اليدوية، لكنها تبقى في حيرة من أمرها، حيث أن اقتناء قطعة فنية معينة يصادفه ارتفاع سعرها، مما يدفع إلى التساؤل كيف لتلك القطع البسيطة كل ذلك السعر، أي يركزون اهتمامهم على الثمن أكثر من الجهد المبذول فيها والقيمة الجمالية لها. ^ كيف كان انطباع زوار المعرض حول أعمالك الفنية ؟ ^^ أظن أن الجمهور استحسن أعمالي، إذ تلقيت منذ افتتاح المعرض إطراءات عديدة لأعمالي، فهناك من وصفها بالأصلية، وهناك ما قال عنها بأنها تعيدوهم إلى حضارات قديمة، الأمر الذي أسعدني كثيرا وجعلني أتشجع للمزيد من الإبداع.