تلبس ساحة ''موريس أودان'' موسم الاصطياف، هذه، أجمل حلة ترتديها العروس يوم زفافها من ألبسة تقليدية تفانت في حياكتها أنامل جزائرية وإلى جانبها مختلف أنواع الحلي من فضة وخيوط الجوهر وعقود المرجان، التي تجذب العين بحمرة لونها، ولكي تكتمل صورة العروس في التصديرة على كرسي الهناء، كما يلقبه البعض، كان لزاما عليها أن تلبس نعالا جلدية تلائم لباسها التقليدي، ماسكة بيدها حقيبة أخرى تحمل باقات الورود، رمز المحبة والجمال لتواصل عروس ''ساحة أودان'' التبختر في مشيتها والتباهي بحلتها. ولأن ''ساحة أودان '' بنت الحسب والنسب، والبنت الوحيدة عند أهلها، لا تكتفي بتزيين نفسها دون التفكير في بيتها العربي، لتقتني بذلك كل ما يمكن أن تأخذه معها في جهازها إلى بيت زوجها من وسائد وحقائب وصناديق للمجوهرات وتحف ولوازم نحاسية، تزين بها بيتها وألواح حائطية، تعكس ما تزخر به الجزائر من تراث ومناظر طبيعية، مستوحاة من خلق الرحمان، ورغم أن تسمية عروسنا ليست عربية إلا أن روح الأصالة والعروبة التي زينها بها الحرفيون غمس بداخلها الثقافة الشعبية الجزائرية التي تعكس بهاء عروس أخرى اسمها الجزائر. ''موريس أودان'' تلك الساحة التي اعتاد العديد من الجزائريين المرور منها يوميا، ترتدي هذه الأيام أجمل الملابس والحلي الجزائرية التي تفانت في صنعها أنامل حرفيين جزائريين، همهم الوحيد المحافظة على التراث الثقافي الشعبي والتعريف به لأبناء الوطن أولا وللزوار ثانيا، حتى يحفروا من خلال هذا المعرض في ذاكرة معبقة بروائح الثقافة الجزائرية، التي تبقى الهوية الرسمية في الداخل الخارج الوطن، ولا يمكن للمارة أن يجتازوا ساحة أودون دون التوقف والإمعان طويلا أمام طاولات الحرفيين، الذين نوعوا في منتجاتهم المعروضة بين حقائب وأحذية جلدية، ومختلف أنواع الحلي والإكسسوارات، التي تتزين بها المرأة الجزائرية، وأجمل لوحات الأهقار التي علقت على جدران الساحة لتقرب صورة صحراءنا الشاسعة التي تجاور صناع الورود بمختلف التقنيات الزاهية والمتناسقة الألوان، لتزيد من الساحة جمالا ورونقا، وكذا صناع الأواني الفخارية التقليدية التي يعرفون بها، ليساهم كل حرفي في تزين الساحة من النفق الجامعي الى غاية ثانوية عروج وخير الذين باربروس. تنقلت الحوار إلى أودان للاستطلاع واكتشاف الحرف التقليدية التي تفتخر بها الجزائر، والتي ظلت في طي النسيان، لتخرج إلى النور من خلال هذا المعرض، وتعرف بنفسها وتفرض وجودها. ونحن نتجول بين هذه الطاولات، توقفنا عند طاولة السيد ''محمد بوناب'' أول من التقينا به من الحرفيين الذي يحترف صناعة الحلي مند 7 سنوات بعد قصة حب بين هذه الحرفة وأنامله ،ليعتزم بعدها تطليق البطالة والزواج بصناعة الحلي، بعدما عشق هذه الحرفة التي لقنه صديقه أساسياتها، وسلمه مفتاح سر النجاح فيها. ولأن رب صديق لك لم تلده أمك أصبح ''بوناب'' حرفيا يتفانى في صناعة الحلي، رغم صغر سنه، الذي لم يتجاوز بعد الأربعين ليصبح الطلب على حليه يلقى رواجا واستحسانا لدى النساء اللواتي ينصفن أنفسهن فيما يتعلق بأمور الزينة، رغم الربح الضئيل الذي تعود به تجارته، إلا أن محمد بوناب راض بذلك، ويحمد الله على النعم التي أنعم الله بها عليه، بعدما فتح له بابا يسترزق منه. وعندما سألناه عن سر حرفته، أجاب دون تأخر بأنه يكمن في خيوط متينة يركب عليها السخاب المعطر أو أحجار الجوهر الحر، حسب الطلب ليكون من تلك الأحجار الصغيرة عقد تلمسان المعروف ''بالشدة التلمسانية'' أو سخاب قسنطينة، الذي يعتمد على مقص وإبرة للتركيب، بعدما يتحصل على المادة الأولية الخام من الجزائر كما يصنع عقود المرجان والفضة، وكل أنواع الحلي الذي تزخر به الجزائر، ولأن الحلي الجزائرية بمختلف مناطق الوطن تعرف شهرة واسعة داخل وخارج البلاد خاصة بقدوم المهاجرين إلى أرض الوطن، يجد السيد بوناب متعة كبيرة في حرفته، كيف لا والحلي تعرف لدى العام الخاص بأنها رمز للتجميل لدى المرأة الجزائرية، ذلك لما يمثله ماضيها العريق في ارتداء الحلي التقليدية. كما أن الحلي يمكن أن تحتفظ بجودتها بدون أجهزة أو مواد حافظة. ------------------------------------------------------------------------ الحرفية نزيهة غزلان ''الورود خلصتني من الانهيار العصبي'' ------------------------------------------------------------------------ نزيهة غزلان حرفية متزوجة وأم لثلاثة أطفال، تهتم بالإبداع والتفنن في التزيين بالورود، التي عرضت نماذج منها في ساحة أودان، والمتمثلة في مزهريات مزينة بالورود ووسط ديكور فني لا يفقهه إلا المبدعون وأصحاب الذوق العالي، إذ وبمجرد النظر إليها تبعث في النفس انطباعا بأنها من إبداع فنان خريج مدرسة الفنون الجميلة. وتجد نزيهة التي تجلس أمام سلعتها لتشرح لك تفاصيل حرفتها التي تفخر بها كثيرا، والتي تتنوع من سلال وشموع مزينة بالزهور فتخلص إلى أنها فنانة متواضعة وصاحبة وجه بشوش تستقبل الزبائن الذين يحتارون في اختيار ما يشترون من تحف، لأن جميعها دون استثناء جميلة وما زاد هذه المزهريات في الجمال هو التناسق الرائع في الألوان، التي أبدعت فيها نزيهة صاحبة 10 سنوات خبرة في الميدان، ليفتح أمامها مجال الإبداع في الورود، تلك الحرفة التي تولد مع الإنسان بالموهبة ليسعي بعدها إلى تطويرها بحكم أن الذوق هو جزء من الذات على حد قولها. حديثنا مع نزيهة جعلنا نشعر بصدق حبها لما تنجزه من حرفة، من خلال تعبيرها عن القطع التي تقوم بها، وعلى حد قولها التزيين غير محدد والإنسان مع الوقت يطور ويبدع، ولا يمكن ان يتخصص في شيء واحد، دون أن يطوره، غير أن نزيهة متحصله على شهادة في السلك الطبي، إلا أنها لا تفرط في ورودها التي تنعم عليها بأيديها ولا ينحصر عملها في المزهريات، بل أنها تحترف تزيين أغطية الأطفال الصغار والسلال والوسائد والكثير من الأشياء. وبمرور الوقت أصبح الإبداع رفيقها الدائم، ما أهلها لأن يعترف الكل بكفاءتها وموهبتها، نظرا لما تبدعه أناملها الرقيقة من تحف تبقى على طول الزمن محافظة على رونقها وجمالها، رغم أنها تمارس عملها في بيتها. وعن المادة الأولية، فقد أجابت أنها تتحصل عليها من الأسواق الجزائر، ثم تحولها بطريقتها الخاصة، كما تتحصل على نوعية خاصة من القماش الذي تصنع به الورود من ''إسبانيا''، تتفاني في العمل والإبداع المستمر، مما أهلها إلى العمل مع العديد من الماركات المشهورة مثل ''إيف روشي'' عبر كامل القطر الوطن، العاصمة، وهران، وتيزي وزو من خلال ديكور السلال. كما تعد نزيهة المنبع الذي يلجأ إليه التجار للحصول على مثل هذه السلعة، التي تعود عليهم بالربح الكبير نتيجة السعر الخيالي، الذي يسوقونها به. وعن المدخول المالي مقابل الجهد قالت إنه ليس كبيرا الآن، إلا أنها تبقى متمسكة بحبها لهذه الحرفة، التي ساعدتها كثيرا في تجاوز محنتها المرضية، وذلك ما تترجمه من خلال الألوان التي تزين بها لتفجر كل طاقتها في الإبداع بين الورود والإكسسوارات التي تعمل على التنسيق. وهذا ما شهدت به أغلب اللجان التي قيّمت عملها بالمتكامل من حيت الإبداع والألوان. ------------------------------------------------------------------------ المهاجرون مولعون باقتناء التحف التقليدية ------------------------------------------------------------------------ خاصة وأن أحد عناصر الجذب السياحي من خلال الإسهام في كثير من معارض الحرف التقليدية التي يتم تنظيمها في الداخل والخارج، حرفة صناعة الجلود التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل السياح، والتي تؤكد وتكرس لموروث بيئي واجتماعي يعتز به الذين مازالوا يحافظون عليه، حتى وقتنا الحالي، حيث أدخل عليه الكثير من التجديد.. والسيد بونازو عبد الغني الذي يحترف حرفة صناعة الجلود من خلال تحويل قطعة الجلد الى تحف يلبسها الرجال والنساء، من قبعات وحقائب أحذية ''ليبابوش'' ومحفظات وحمالات للهواتف النقالة وغيرها من التحف، بل يتعدى إبداعه إلى التفنن في تزين المرآة بالجلد. السيد عبد الغني، ابن بولوغين يحترف هذه الحرفة من 20 سنة ويعتمد في مادته الأولية من الجزائر، إلا أنه دائما يتحصل على النوعية الثانية من الجلد ليصنع ما يقارب عشر محافظ في اليوم تستغرق كل واحدة مدة ساعة بعدما تعلم هذه الصنعة من الحاج ''عماري'' الذي توفي وترك حرفته يسترزق بها الحرفيون. وهذا ما جعل السيد عبد الغني يدعو له بالخير لما ورثه منه من حرفة اليدين، التي لا تزول بزوال مال الجدين، وأغلب الحقائب الجلدية ذات طابع صحراوي، إذ يعتمد في خياطتها على الماكينة وعلى اليد من ناحية التطريز. أما الرسومات التي نجدها على الجلد فأجاب عبد الغني أنها طوابع ترسخ على الجلد تاركة تلك الرسومات. وعن إقبال الزبائن على منتوجه، أكد السيد عبد الغني أن النساء أكثر إقبالا على الرجال، خاصة المهاجرين الذي يدركون تماما قيمة التحف التقليدية المصنوعة باليد. ما زاد ساحة أودان رونقا وجمالا من خلال ما أسهمت به أنامل الحرفيين الجزائريين، نساء ورجالا، على أمل أن تبقى كعروس متزينة بحلتها إلى غاية 20 أوت من السنة الجارية، حتى تمتع الأعين بجمالها الأخاذ، بما تتباهي به من حلل تقليدية، بالرغم من التطور والتقدم التكنولوجي الحاصل في مجتمعنا الجزائري، وبالرغم من مواكبة العصرنة، بل التطور الذي حققته في كل نواحي الحياة، إلا أن الحفاظ على التراث الجزائري العريق الذي تزخر به كل ربوع الوطن. كل ولاية وخصوصيتها تبقى الحرف التقليدية تشكل ركيزة أساسية للدولة العصرية، التي تؤهلها إلى إعطاء صورتها وهويتها في دول أخرى، باعتبار أن التراث عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطني. وقد يؤدي الاهتمام بالتراث الشعبي إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية، والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. ------------------------------------------------------------------------ متحف عمي السعيد والفانوس الذهبي ------------------------------------------------------------------------ ونحن نتجول بين الطاولات جذب انتباهنا بريق يضيئ كل الساحة بلمعانه الذي يعكس أشعة الشمس في الصباح وينير الليل بأنوار الفانوس الذهبي، ذلك هو متحف عمي السعيد الذي شد انتباهنا عند عبورنا الطريق، وما زاد في بريقه راية العلم الجزائري الشامخة، التي زادت المتحف جمالا، وأعطته بعدا تاريخيا يعكس ثقافة الشعب الجزائري، ورسالة أراد صاحب المتحف أن يلقنها للشباب، من خلال تراث أمس، الذي يمتد إلى اليوم والثقافة الشعبية، التي كانت لازالت محفوظة تحت راية العلم الجزائري، الذي زاد من جمال المعرض، وساهم في جذب أنظار المارة والسائقين على حد سواء. وقفنا أمام المتحف دقائق لنتأمل ما يحتوي عليه من تحف موضوعة خارج المتحف، وكل تلك التحف زادتنا شوقا لمعرفة الأنامل السحرية، التي تصنع كل هذه القطع النحاسية، التي زاوجت بين الإبداع والابتكار والدقة في الانجاز. دخلنا والساعة تشير إلى الثامنة والربع صباحا، وجدنا السيد عز الدين الذي كان يحرص المحل الى حين وصول صاحبه، سألناه عن الساعة التي يقدم فيها إلى المكان لينصب خيمته التي تحولت إلى متحف صغير، فأجابنا وهو مبتسم قائلا ''نحن نمضى الليل هنا لا نبرح المكان، نبيت في هذه الخيمة، تحت ضوء الفانوس الذهبي، الذي ينير المكان من عتمة الليل''، بعدها سألناه عن حرفته فوجدناه متعدد الحرف.. كيف لا وهو خريج مدرسة الفنون التقليدية من سنة 82 -84 بالجزائر العاصمة، ليواصل دراسته بعدها في بريطانيا في ميدان الإبداع والفنون. ابن القصبة الذي تزيد خبرته الميدانية عن 20 سنة يجمع بين الخزف، النقش على الخشب والزخرفة والطرز، تلك هي الفنون التي كانت تدرس في مدرسة الفنون التقليدية. زيادة إلى تخصصه في فن الديكور.. كل ذلك يجتمع في جسد وعقل رجل واحد صاحب 43 عاما، عزالدين الشاب المولع بالفنون، بمختلف أشكالها وأنواعها. وعن النقوش المنحوتة على النحاس قال إن الفنان الجزائري لا بد وأن يبدع، كل حسب طبعه وأفكاره، التي تختلف من شخص لآخر، حتى في المدرسة والقسم واحد وعند أستاذ واحد، لأن الإبداع شيء موهوب ومسكوب بالخبرة، وبالتالي الموهبة تتطور عند الإنسان من خلال تطوير أفكاره. وأضاف السيد عبد العزيز أن الأشياء الموجودة في زمن الماضي لا يزال الناس محتفظين بها مع بعض الإضافات التي طورت التحف الفنون التقليدية بلمسة عصرية. والحرفي الذكي هو الذي يعمل على الربط والتنسيق بين الماضي والحاضر. وبعد مرور بضعة دقائق وصل صاحب المعرض ''عمي السعيد'' ودخل متحفه الصغير، وبعد السلام، باشر في إعادة تنظيمه رغم أنه كان يظهر لنا أنه منظم. سألنا عمي السعيد، فأجاب عن سبب إعادة تنظيميه للمحل، بأن هناك أشياء تظهر لنا أنها منظمة غير أنها ليست كذلك، ومن خلال هذا المتحف يحرص على إعلام الناس ما كان يستعمله أجدادهم في المنزل من تحف، وهذا ما نجده عند إخواننا المغاربة والتونسيين وإخواننا في البلدان الشقيقة، الذين يحافظون على ثراهم الثقافي، أما نحن في الجزائر فنخفيه، ولولا الفنانين الذين يسعون إلى إخراج هذه الحرف إلى الضوء لطوى النسيان حرفة الأجداد. ويواصل كلامه: ''نحن موجودون اليوم وغدا في سنة 2009 ، وبعدها من سيعرف بمثل هذه الحرف، سواء من ناحية إقبال الشباب على تعلم هذه الحرفة، أو من حيث الإمكانيات غير الموجودة، خاصة وأن المحل الذي أمارس فيه حرفتي صغير جدا، زيادة على المادة الأولية القليلة في الأسواق الجزائرية، بحيث نتحصل عليها من قسنطينة التي تستوردها من إسبانيا، ألمانيا وفرنسا ونعتمد في حرفتنا على أدوات بسيطة جدا. وما زاد المتحف جمالا أنواع الفوانيس التي توجد بداخله، والتي تنتهي أغلبها بهلال ونجمة رمزا للعلم الجزائري. وأثناء حديثه، قال عمي السعيد إنه ينوي أن يصنع فانوسا يبلغ مترا في الطول وهذا النوع يوضع في المساجد. كما يحتوي معرض عمي السعيد على تحف عملاقة من مرآة تبلغ مترين على 80 سم وإبريق طوله متر وبابور الدزاير الذي هو عبارة عن إبريق للحليب والشاي معا كذلك الذي تتوفر عليه المقاهي. ويقول عمي السعيد إن في الوطن الواحد تختلف الطبوع والنقوش، ففي قسنطينة مثلا لديهم نقوشهم الخاصة وطبعهم مميز، زيادة على أن سكان قسنطينة مختصون في صناعة السينية والعاصميون يتميزون بصناعة الإبريق السينبات المعروفة عندنا بالفلوكة والسكرية والشمام والفانوس، وعندنا الإبداع يختلف، فالوضاية مثلا تختلف في النقوش وفي الديكور، وحتي في الشكل، شأنها في ذلك شأن الاختلاف الموجود في اللهجات، لهذا تجد في كل تحفة نحاسية يبرز طبع الإنسان. لهذا نحاول أن نغرس في ذهن الشباب ما تزخر به الثقافة الجزائرية، ولا نكاد نتكلم مع عمي السعيد إلا ويقطع حديثنا واحد من الزبائن، الذين تجذبهم تحف المحل. وأثناء تواجدنا انتهزنا الفرصة، وتكلمنا مع أحد الزبائن الذي انبهر بما يحتويه من تحف، مجيبا إيانا أن الشيء المهم هو أن تستمر مثل هذه المعارض، التي تبرز تراثنا الشعبي، والتي تحمل معاني كثيرة. والأمر ليس قضية معرض فقط لأن مثل هذه الأمور يجب أن نضمن لها الاستمرارية في مثل هذه المعارض، التي تبعث الروح في الحياة الثفافية، وعبر الرائعة التحف التي يحتويها معرض عمي السعيد، التي تبعث في النفس غريزة الشراء، وهذا الإبداع إن دل على شيء إنما يدل على الشخصية الفنية للإنسان المبدع، وما يحمل في خاطره من خيال يترجمه في هذه المنحوتات، حتى نحيي التراث وتقاليد الجزائرية، التي فيها معاني كثيرة. وعن العلم الجزائري، يقول عمي السعيد، إنه يزوده بالقوة، لما يكن له من معزة وقيمة في قلبه، لا يمكن أن يعبر عنها، وأنا وضعت له حاملا من نحاس حتى أبين أن العلم الجزائري شامخ وقوي على مر الزمن.