بلجودي المهدي، حرفي وفنان في النقش على الخشب من ولاية برج بوعريريج، استطاع أن يبدع في صناعة أجمل التحف الفنية التي تعكس الثقافة الريفية من الأواني التقليدية المتواجدة بكل البيوت الجزائرية، لاسيما القدر و”الكسكاس”، حيث اختار هذا النوع من النحت نظرا لإقبال المواطنين عليه. ‘'المساء'' التقته بالمعرض الدولي للصناعة التقليدية بالصنوبر البحري، ونقلت لكم تفاصيل حرفته. فن النقش على الخشب الذي يتيح إمكانات غير محدودة من الإبداع والابتكار، يمارسه المهدي منذ حوالي 20 سنة، قصد تلبية الطلبات المتزايدة للمواطنين الأوفياء للتراث الجزائري، خاصة بالنسبة لطبق الكسكسي، وحول القطع الرائعة التي يصنعها ويرسمها قال؛ ‘'مجمل القطع والتحف التي أنحتها، أحاول أن يكون ضمنها القدر و«الكسكاس»، لأن «الكسكس» هو الطبق المفضل لدى الجزائريين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة، وأحاول أن أجسد مجسمات صغيرة لهذه الآنية. ويواصل قائلا؛ «معظم القطع التي أصنعها تستعمل كقطع ديكور توضع على طاولة أو تزين بها المكتبة، أو توضع داخل الخزانات الزجاجية، أو لحمل المفاتيح عند المدخل.. وغالبا ما أجعلها على شكل قدر به كسكس». حدثنا الحرفي عن إعجابه الكبير بهذه الصناعة التقليدية التي تكاد تختفي فقال: «لا شك أن النقش على الخشب كغيره من الحرف، حيث عرف في السنوات الأخيرة انصراف قسم كبير من ممتهنيه، لاسيما من الجيل الجديد، في زمن تغيرت فيه الرؤى وبرزت متطلبات جديدة، إلا أن هذا لا ينفي وجود طاقات شابة هوايتها المفضلة النقش فوق الخشب على الطريقة التقليدية، لاسيما مع وجود مراكز التكوين والجمعيات التي تعمل على حماية التراث التقليدي. وحول سر الإقبال عليها، قال: يحب البعض اقتناء ديكورات منزلية مميزة كي تضفي لمسة خاصة على المطبخ، لأن معظم التحف التي أصنعها أبذل فيها جهدا كبيرا، مما يعكس جمالها. وحول طريقة تحضير القطع، قال الحرفي: في البداية أشتري القطع الخشبية، ثم أقوم بعملية التقطيع والتركيب، بعدها البرد الجيد ومسح الشوائب حتى تصبح القطع ملساء، لأباشر عملية الطلاء، فأترك اللون البني أو البايج الطبيعيين للخشب أو أعطيها لونا أسود، ليبدو عليها أنها قديمة، مما يزيد في جمالها وقيمتها المعنوية، ثم أضع الرسم المراد تخطيطه وأواصل ملء الفراغات وطلاء الزخرفة بلون غامق. وعادة ما تكون هذه الزخارف مرتبطة بالتقاليد والأشكال الأمازيغية، وهذه المرحلة تتطلب بعض التركيز حتى لا تخرج الألوان عن إطار الرسم، فيبدو غير متقن.